حافظينها !

27 أكتوبر 2019
حافظينها !

صراحة نيوز – بقلم د . حازم قشوع

عادت حركة الاحتجاجات مره اخرى وعادت معها اجواء الربيع العربى، هذه الاجواء التى تعتمد على تغيير الانظمه بدون وجود برنامج بديل واضح ، وبدون حضور قيادات قادره على اداره دفة الحكم ، وكأن ما تحمله هذه الاصوات الشعبيه ينادي للعدميه ، ويسعى مع سبق الاصرار
الى تحويل هذه المجتمعات الى مجتمعات اما غير امنه او غير مستقره او مجتمعات الفوضى الخلاقه ، وهذا يتفق مع فرضيه “ما دبر ليل ” للمنطقه و مجتمعاتها وفق سياسه تعتمد نظريه الفك واعاده التوظيف الممنهج ، وهذا بظنى ما لا تسعي اليه الاصوات الشعبيه ولا تريده ، لكن هذا ما حملته النتائج السابقه فى معظم المحطات التى المت بها رياح التغيير الناعم .

وان كانت هذه النظريه تعتبر من النظريات البسيطه فى الانشاء واعاده التكوين لكنها على بساطتها تعتبر من اخطر النظريات على المجتمعات الموحده لما تحمله من نتائج عميقه تاثر على البنيه الاساسيه فى المجتمعات ، حيث ان غالبية نتائجه ادت الى تقسيمات عميقه فى المجتمع الموحد ، وهذا مرده الى طبيعه تركيبه هذه المجتمعات حيث تستند فى معظمها على تركيبات تاصلت فى عمقها الهويات الفرعيه وتجذرت فى نسيجها الهويات المناطقيه ، فهي بذلك تشكل شكل المجتمعات الموحده لكنها ليس الواحده ، بسبب عدم وصولها الى مجتمع المواطنه او مجتمع المعرفه فيها .

فمن حق الشعوب ان تطالب بالديموقراطيه والمشاركه فى القرار ومن حق الشباب المطالبه بالوظيفه وتحسين الحال ومن حق الجميع المطالبه بالحياه الكريمه ، لكن ضمن ضوابط تستند الى الكيفيه وبرنامج يقوم على البديل الناجح ويتسند للموضوعيه ، وعن طريق تقديم قيادات افضل من الحاليه ، والا فاننا نطالب بالعدميه او تقسيم ما كان موحد ، فان من اهم سمات الاصلاح القيام بطرح المشكله وايجاد الحلول وكما من اهم سمات التغيير ايجاد القيادات البديله ، حتى لا يكون حراثنا حراث جمال .

ولو استعرضنا مناخات التفيير الناعم فى السابق التى نادت من اجل تغيير الانظمه ، لوجدنا ان ما حملته ليس افضل مما كان ، ان لم يكن اسوء مما كان عليه الحال ، باستثناء من رحم ربى وميزان النفوذ الدولى ، ولن نسمي مجتمعات بعينها ، لكن علينا ان نستعرض حال الامه ونقارن بين حالها فى السابق وواقعها الحالى.

وحتى اكون مباشر وصريح ، فلقد فشلت نظريه بولتن – كرين بلانت – كوشنر فى الاحتواء الاقليمي وصفقة القرن ، وعدنا الى خانه تصدير الازمه بالعوده للمربع الاول فى ميزان القياس وعودنا معها الى مربع ميزان الخلخله الضمينه ،
وهو مشهد مقرؤه عند صناع القرار العارفين والمتبصرين فى دراية الامور وجلالة الملك كان قد قراءها وختم كل اجزائها وهى مذكوره فى كتاب الاوراق الملكيه رؤيه استراتيجيه .

لقد نجح جلالة الملك والدوله الاردنيه فى تقدير الموقف السياسي العام وفى صلابة موقف جلالته تجاه قضايا المنطقه والتى استند فيها على القرار الدولى وعلى مكانة جلالته فى عمق الدوله العالمي ، وستنجح الدوله الاردنيه
فى تعاملها مع ردات الفعل فهى ردات بالريش .

لذا كل من يرهان على جر المجتمع الاردنى الى دوامة احداث لبنان والعراق والجزائر والسودان وليبيا والصومال واليمن وحالة عدم الاستقرار والتجاذبات الاقليميه نقول .. حافظينها !

الاخبار العاجلة