صراحة نيوز – كتب عمر الصمادي ..
الانتخابات النيابية حديث الساعة الخجول على الساحة الداخلية الاردنية بسبب انشغال الناس بلقمة عيشها وحالة التأهب لاي طاريء نتيجة فيروس كورونا ومحاولى التأقلم مع اثاره الجسيمة على البشرية جمعاء وتفاقم هذه الاثار والتحديات الاقتصادية يوما بعد يوم … والتي تنذر بميلاد عالم جديد يطوي صفحات وصفحات من الممارسات التي تعودنا عليها طوال العمر.
ورغم أهمية الاحداث الاكثر سخونة من الانتخابات من حيث علاقتها بحياة المواطن الاردني ومستقبله على الصعيد السياسي والاجتماعي والانعطافات الحادة التي تطرأ يوميا على الساحة العربية والدولية اضافة للمتغيرات الاقتصادية والاجتماعية الداخلية فان شكل الحراك الانتخابي ما زال متواريا ويطرح على خجل واستحياء…. واحيانا بدون خجل او استحياء من البعض عندما يبرز مرشح لا يمتلك اي قيمة فكرية او سياسية او اي نشاط او خلفية حزبية اضافة الى بروز دور لمن اعتاد التصيد للفرصة والمتكسب للمنافع سواء ناخب او مرشح.
بالنتيجة الامر سيتم والمعركة ستحسم وسيأتي مجلس نواب خالي الدسم ولن يشهد الاردن مجلسا نيابيا اسوأ من المجلس المنتظر … لذلك أعتقد أن الجنازة مهيبة الميت …… .
لا مشكلة عند غالبية المرشحين لغاية اليوم من اي نقد لاذع او اي صورة سيكونون فيها او اي وصف يطلق عليهم فالمهم لدى المرشح ان يصبح نائبا ليستعرض وليكمل صورة اناقته ومكانته لا سيما ان امامه فرصة كي يصبح وزيرا في حكومة برلمانية متوقعة تستدعي ايصال نواب هم حتما دون خط الفقر والامية السياسية والتشريعية كي تمضي مسيرة مجلس النواب الركيكة الهزلية بدون انجاز مؤثر .
المرحلة اليوم بحاجة الى رجالات وطن يحملون رؤية ورسالة وملتزمون بمباديء وطنية انسانية راسخة للاسهام في طرح رؤية ناجعة تحمي الاردن وتحافظ على نظامه السياسي وامنه الاجتماعي وهويته العروبية التي تملصت منها قيادات عربية تاريخية وتركت الاردن وحيدا يواجه مصيرة المحتوم ويتحمل وزر فشل قيادات عربية صنعت لشعوبها ازمات صدرتها للخارج فكان الاردن البيت الدافي لها.
انا شخصيا لست متفائلا اذا استمرت ادارة ملف الانتخابات بهذا الشكل وعلى هذا القانون المجزوء الذي لا يصور حالة ديمقراطية حصيفة يعتمد عليها في باناء الحياة البرلمانية وتفعيلها ووصولها الى اهدافها الوطنية .
وبمتابعتي لدوران عجلة تسويق المرشحين في دائرة العقبة ارها ما زالت تماري التجارب السابقة خالية من الروح الوطنية الخلاقة وطرح مفاهيم ناجزة واعية مدركة لمعطيات الاحداث الجسام على الساحة الداخلية لا سيما في قضايا وتحديات الفقر والبطالة والجوع والجريمة والتعليم والصحة والاستثمار والفساد المستشري والتهريب المنظم بعناية والامراض الاجتماعية وانحلال منظومة الاخلاق التربوية وتهديد البنية الوطنية الفسيفسائية التي تتشكل منها العقبة والوطن ككل.
قلة نادرة من ارى فيهم تجسيدا لدور النائب المنشود ولكن فرصتها قليلة نتيجة لعجزها عن تسويق نفسها بطريقة تماهي حجم الحدث بنجاح واضطرارها للعب وفقا لخطط سابقة ترسخت بفضل وفعل الفساد المنتظم ..او بفعل جهل الناخب والقواعد او فهمها الدقيق بانه( خذ مصلحتك من المرشح ارحل) فالثقة معدومة بمجلس الامة من جذورها.