صراحة نيوز – كتب ماجد القرعان
يبدو ان أيدي خفية ولغاية في نفس يعقوب بدأت تتحرك وفي مختلف الاتجاهات في موضوع اضراب المعلمين وغيرها من النقابات والتي أخشى ان تكبر كما كرة الثلج حين تتدحرج ويصعب مواجهتها .
حكوميا كانت البداية حين تجاهلت طلبا رسميا بعثته نقابة المعلمين للقاء رئيسها وكان ذلك في شهر ايار المنصرم حيث طلبت الجلوس معه على طاولة الحوار لمناقشة مطالب يعتبرونها حقا من حقوقهم ولم تتلقى اي رد ايجابي ام سلبي لينتهي المطاف الى ما انتهى عليه يوم الخميس المنصرم لتنفيذ اعتصام احتجاجي حيث فشلت الحكومة مرة اخرى في التعامل مع الاعتصام فكان ما كان من تعطيل للحياة العامة في العاصمة بوجه خاص تبعه اعلان النقابة اضرابا مفتوحا .
وزاد الطين بلة أخرى حين فشلت في الحوارات التي قادتها لجنة التربية النيابية يومي الأحد والاثنين لأحتواء الأزمة بصورة تضمن حقوقهم وتحفظ هيبة الدولة وسلامة المجتمع وتحول دون دخول المتصيدين ومقتنصي الفرص .
نقابيا رافق حراك المعلمين تصرفات فردية انعكست سلبا على تعاطف الشارع معهم خاصة وسمحت للمتصيدين من اعداء الوطن في الداخل تحديدا لترويج اشاعات استهدفت أمن الوطن وحماته وزاد من ذلك ان بدأت بعض القوى واصحاب الاجندات بربط حراك المعلمين بجهات حزبية الذي نفاه نائب نقيب المعلمين بالرغم من ظهور ما يشي الى ذلك .
وحتى في حواراتهم مع الحكومة لم يقدموا مبادرات تنسجم مع واقع أحوال الدولة وخاصة المادية وأكثر من ذلك أنهم خسروا موقفا شعبيا حين رفضوا الاستجابة لطلب الحكومة بتعليق الإضراب لعدة ايام والذي كان من شأنه ان يُخفف من غضب أولياء أمور الطلبة ويعطي فسحة لحوار وطني جاد .
وأما اعلاميا فقد انقسم الوسط الاعلامي الى ثلاثة اقسام الأول حيادي تعامل بمهنية مع الحدث وتبعاته فيما تعامل القسم الثاني باصطفافات غير مبررة ضد الحكومة دعما للمعلمين والثالث العكس تماما والذي فُسر انه موجه من احدى دوائر الدولة وهذه اساءة اخرى من مخرجات فشل تعامل الأطراف مع الأزمة .
والملفت أيضا في هذا الشأن غياب واضح للمركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات حيث لم نسمع عن اي تحرك للمركز أو دور سعيا لأحتواء الأزمة خشية ان تتفاقم .
لكن المضحك المكشوف الذي رافق هذه الأزمة محاولات البعض ركوب هذه الموجة للظهور بحثا عن مكاسب خاصة ومنها اقتراح اعلنه وزير سابق ليتم تأسيس صندوق خاص لدعم المعلمين والطلبة تكون موارده من الناس ( من الصدقات والحسنات ) على غرار ما عُرف سابقا بصندوق دعم ( عابري السبيل ) والذي يعني ان الدولة الاردنية اصبحت عاجزة عن توفير الحياة الكريمة لمواطنيها ووصل الأمر بها الى تأسيس صناديق للشحدة والمنة .
متى اعترفنا ان حراك المعلمين أزمة حقيقية وأن الحوارات يجب ان تستند على معطيات وطنية تكون البداية للخروج بحلول تُرضي جميع الأطراف …..