صراحة نيوز – بقلم م سمير حباشنة
(1)
بداية مفرحة تلك التي زفها لنا العام الجديد إثر إجتماعات “العلا” في السعوديه الشقيقه،التي جمعت اشقائنا في الخليج العربي بحضور الشقيقه الكبيرة مصر.حيث سادت روح التصالح والوئام بين المجتمعين،عبّر عنها البيان الختامي،الذي نص صراحة على إعادة العلاقات إلى طبيعتها بين دول مجلس التعاون الخليجي ومصر .
وحتى نعيد الفضل لأهله لابد أن نترحم على روح الفقيد الشيخ صباح أمير الحكمة،الذي بذل جهوداً مضنية من أجل وحدة الصف الخليجي بخاصه، والعربي بعامه .ومن ثم دور الشيخ نواف أمير الكويت الذي كان لي شرف زمالته في”مجلس وزراء الداخلية العرب”وما عرفت عنه من روح تصالحية،تسعى الى تعميق نقاط اللقاء بين الأخوة،الذي استأنف تلك الجهود فأسهمت في هذا النجاح.
(2)
نجاح يجب البناء عليه، حتى لا يتكرر ما حدث، و ذلك بإستبدال المنهج الذي يحكم العلاقات العربية،بمنهاج مؤسساتي قادر على التصدي لأية خلافات مستقبلية، بين دولتين عربيتين أو أكثر،وهنا فأنني أقترح مايلي:
• تفعيل دور الجامعة العربية وتوسيع الصلاحيات التي يتمتع بها الأمين العام، بحيث نرتقي تدريجياً بهذا المنصب ليماثل منصب أمين عام هيئة الأمم المتحدة، وتمكينه من المبادره لتطويق أيه خلافات ناشئة مستقبلية وأن يُدعم جهاز الجامعة العربية بكفاءات تُناسب ذلك، وأن ينتهي الاجماع كشرط لاتخاذ القرار.
• من المناسب أن يكون لدينا كعرب”محكمة عربية”لفض النزاعات، بما لدينا من قامات قانونية عربية أثبتت حضورها في حل الكثير من النزاعات الدولية.وأن تُعطي هذه المحكمة قدرة إتخاذ القرار مثل المحاكم المؤثرة في الإتحاد الأوروبي و الإتحاد الأفريقي.
• أن النقطة الأهم التي نحتاجها عربياً هي الفصل مابين خلافاتنا السياسة وبين علاقاتنا الأقتصادية والأجتماعية.فأوروبا مثلاً تتألف من أُمم تصارعت حتى قُتِل الملايين على مذبح حروبهم، لكنهم تمكنوا من هذا الفصل.ونلاحظ على سبيل المثال أن فرنسا و إيطاليا والمانيا لكل منها موقف مختلف من العلاقة مع تركيا ومن الموضوع الليبي، لكننا لم نسمع عن إغلاق حدود أو الغاء إتفاقات إقتصادية أو ماشابه.
• أن لدينا”برلمان عربي”من الضرورة تفعيله وتوسيع مساحة حركته، ليخرج عن نشاطه الروتيني الراهن. والسؤال ماذا يمنع لو شرع لنا البرلمان العربي قوانين غير سيادية موحدة للبيئة/ السير/الصحة،ومجمع واحد للغة العربية على سبيل المثال.
• كذلك فأن مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأقطارنا، لهو أمر مهم لابد من أن يصبح مبدأ ثابت سوف يؤدي الى إستقرار وتقوية العلاقات العربية وعدم تعرضها الى أية هزات.
(3)
• كل هذه المقترحات لاتعني عدم إحترام السيادة الوطنية لكل دولة، بل وسوف تُعززها وتؤدي الى وئام وسلام عربي دائم. كم نحن بحاجة اليه؟ كمقدمة لأن يتعامل العرب مجتمعون مع التحديات الأقليمية و الدولية التي تهددهم، بل وهي مقدمات لأحياء مفاهيم التضامن والأمن القومي العربي.
(4)
وبعد/ يقال أن الجمل حيوان عربي وأن من صفاته الحقد و الأنتقام، ولا ينسى الأذيه، فيقال، فلان “حقود مثل حقد الجمال” وأن ألمها كذلك حيوان عربي، يتميز بجمال عيونه الأخاذ، فيقال ”عيونها مثل عيون المها”.
لذى علينا أن ننظر الى بعضنا بعيون المها الجميلة،وأما صفات الجمل فتصوب الى من يُعادينا ويحدد مصالحنا.
والله ومصلحة العرب من وراء القصد