لم يعد قارئنا يهتم بما يجري في اروقة الحكومة من تجاذبات وصراعات وانقسامات وتحالفات معلنة وغير معلنة ، فكل ما ينتج عن هذه الفوضى عادة ، وسواء احسمت لهذا الفريق او ذاك ، لا يتصل ابدا شكلا وموضوعا ومضمونا ونتيجة بما يريده الناس وما فيه خيرهم وما يحقق المصلحة العامة .
قد يظن البعض ان صمت وسائل الاعلام الرهيب عن نشر ما يدور من ملابسات ومناقشات وتباينات بين وزراء حكومة الملقي، له علاقة بعدم وجود مادة خبرية دسمة كون وزراء الرئيس هاني الملقي يعملون بروح الفريق الواحد وان لا خلافات بينهم، وان المايسترو (الرئيس ) يدير العمليات بحركة من اصبع يده او بكلمة او برمشة عين ، وهذا بطبيعة الحال غير صحيح البتة .
الثابت ان هذه الحكومة لا تختلف عن سابقاتها في شيء، وبالرغم من ان الرئيس الملقي تمكن فعلا من اختيار الغالبية العظمى من اعضاء فريقه الوزاري ، الا ان حالة التجانس معدومة تماما ،و كل وزير في حكومته يغني على ليلاه..
انقسام على ارادة فُرّط بها ..
علمنا ان هناك انقساما افقيا وعاموديا بين كتلتين في الفريق الوزاري ،هذا الانقسام انكشف في كثير من المواقف والمفاصل وتبين ان كلا الطرفين يسعى لاستمالة الملقي لصالحه؛ في الوقت الذي اختلفت به مصادر النفوذ والقوة حيث ضعفت مراكز القرار الاخرى ، وقوي (الديوان )على حسابها جميعا ، فعدنا للاسف لنرى سلطة بلا سلطة ،وهياكل فارغة او دمى تتصل خيوطها بايد تدير العمليات من خلف الستار.
ربما لم يلاحظ الملقي ان صراعا خفيا يتأجج بين وزرائه ، كيف لا وهو المنشغل في شؤون الرعية ، و المنهمك في وضع الخطط والبرامج التي من شأنها تحسين مستوى معيشة المواطن الاردني(..) !،عفوا ، عفوا- زلة لسان و امنية يبدو انها لن تتحقق – اقصد ، انه منشغل في وضع خطط وبرامج جبائية جديدة – آخرها التعديلات التي ينوي ادخالها على قانون الضريبة- والتي ستلقي بالمواطن حتما في دائرة النار – الجوع والفقر والتطرف- ،وكأننا به يسعى لمعالجة الاختلالات في الموازنات السنوية لغاية معالجة الاختلالات فقط ، وليس من اجل حل مشاكل الناس وتحسين مستوى معيشتهم .
تغييب عقل الدولة …
ما الذي يحصل عندما يغيب العقل عن صناعة القرار ؟ لمصلحة من اضعاف دوائر صنع القرار الرئيسة و تحجيم دورها ؟ ما الذي سيحصل اذا اجتررنا الفشل مرة اخرى ،وخاصة انه يراد لنا ان نعيش ذات العنت الذي رفضناه ويبدو انهم يظنون باننا ما عدنا قادرين على رفضه مرة اخرى ؟ من سيحفظ العهود عندما يدلهم الخطب وتبلغ القلوب الحناجر؟
جو 24