حَياةُ فَهدْ ؟؟ .. لا .. مَوتُ قِطه

6 أبريل 2020
حَياةُ فَهدْ ؟؟ .. لا .. مَوتُ قِطه

صراحة نيوز- بقلم عوض ضيف الله الملاحمه

دوماً أغلب من يتسيد ساحات الانتشار ، والشهرة ، والجماهيرية ، والشعبوية ، هم السياسيون ، والفنانون . مع الفارق الكبير الذي يصل حد التناقض بين المهنتين . وللإختصار ، فان مهنة السياسة قذرة بأهدافها وآلياتها ، وهي تسمى ” مهنة اللاأخلاق ” ، لأن الوصول للمصلحة هو الهدف بغض النظر عن الوسيلة ، التي عادة ما تكون غير شريفة ، وغير انسانية ، نهجها ميكافيللي .

أما الفن ، فهدفه راقِي ، انساني ، ووسيلتة أرقى ، لانه يوصل الفكرة او الهدف او الغاية من العمل الفني بأسلوب انساني محترم وممتع ومُسلي . ورسالة الفن في عمومة تنحصر في هدفين رئيسيين ، مع وجود أهداف أخرى بالطبع ، التوعية والتثقيف ، والترفيه . لاحظوا معي سمو الغاية ورقي الوسيلة .

تسيد الكثير من الفنانين والفنانات قلوب المتابعين والمتابعات والمعجبين والمعجبات ، فتجد انها مليئة بالرقة ، والعذوبة ، والأدب ، والإنسانية ، والعاطفة الراقية واللطف . لدرجة ان المعجبين يشعرون احياناً او يتصرفون وكأن الفنان او الفنانة الذي يعجبون به وكأنه خاصتهم او ملكهم ، فيغارون عليه ، ويتحيزون له ، ويتابعون كل صغيرة وكبيرة من تفاصيل حياته . ولهذا تطاردهم الكاميرات علناً وخِلسة ، لتنغص عليهم حياتهم احياناً كثيرة .

الكويت ، هذا البلد العروبي ، الوديع ، ديمقراطيته حقيقية ورائعة ، وصحافته متقدمة ومقرؤه ومتطورة . لم يشهد التاريخ العربي الحديث ان تخلت الكويت عن عروبتها ، ولم تنتهج نهجاً الا وإطاره وعمقه عربي نقي شريف دون مداهنة او مواربة . والكويت دوماً مرحبة بكل من يَفِد اليها ، بغض النظر عن غاية القدوم ، ومن يدخلها تَلُفه عباءة الأصالة والكرم وحُسن الضيافة . واذا كان الوافد لغاية العمل فتجد ان الغالبية العظمى مُقدِرة ومُثمِنة ومُمتنة لما يُقدمه ، لذلك نهضة الكويت وانصهر فيها الوافد مع المواطن لغاية رفعة الكويت .

أما الفن الكويتي ، فقد تخطى حدود الكويت ، وانتشر انتشاراً يبعث على الفخر في اغلب الأقطار العربية . وحتى لا يعتقد أحداً أني مجاملاً ، نسأل لماذا !!؟؟ لانه كان يعبر عن قيم واخلاق وعادات العرب الحقيقية ، في فترات ساد فيها الإسفاف والرخص والدعوة الى الفسق والفجور وما الى ذلك ، بينما إتصف الفن الكويتي بالرزانة ، والدعوة الى الأخلاق الحميدة والاحترام والاحتشام والبعد عن الإسفاف ، فكان كل عربي يجد ان هذا الفن منه واليه وأنه يشبهه . فتسيد عدد من الفنانين الكويتيين واكتسحوا الشاشات العربية ، وأصبح الأبطال الكويتيون ابطالاً لكل العرب . وهنا أَذكر وأُذكر بعدد محدود من عمالقة الفن الكويتي لا بل العربي للتدليل : الفنان العملاق المرحوم عبدالحسين عبد الرضا ، الفنانة العملاقة العفيفة الرزينة المحترمة سعاد العبدالله ، والفنان المتفرد المتميز خُلقاً وعلماً سعد الفرج الذي كانت أطروحته لنيل درجة الدكتوراه عن ( المسرح في القرآن الكريم ) نال درجة الامتياز مع مرتبة الشرف من احدى الجامعات الأمريكية ، وكرمه حاكم الولاية بان سلمه مفتاح المدينة ، راجياً المعذرة عن عدم ايراد بعض التفاصيل الدقيقة لانني اكتب من ذاكرتي .

كان من ضمن الفنانين الكويتيين الذين أثمر رقي إنتاجهم الفني ليصبحوا فنانين لكل العرب ، دخلوا البيوت بترحاب ، مع انه بدون استئذان . كان من ضمن الفريق الفنانة حياة الفهد ، التي لا يُنكر عطاؤها ، مع انها في اغلب أعمالها الفنية كانت ( سَنيدة ) للبطلة سعاد العبدالله مُطلقة العطاء .

وقبل أيام أطلت علينا الفنانة حياة الفهد بتسجيل صوتي ، مُشين لها وللكويت الحبيبة ولكل مُعجبيها لا بل ولكل العرب . تصريح ينفث سُماً ، وعنصرية ، ونكران لجمائل الوافدين . فأطاحت وأساءت لنفسها ولبلدها ولمعجبيها وللكويت الحبيبة وللعروبة ، لان الكويت خاصة والعرب عموماً لم يكونوا يوماً بهذا الشكل اللاإنساني . لكن يجب تقييم الوضع عقلانياً بما يلي : الإساءة ارتدت عليها ، وهي من أساءت لنفسها فقط ، ( جنت على نفسها براقش ) ، لماذا ؟؟ لان نهج الكويت ارقى وأصلب وأثبت من ان يغيره تصريح ارعن من مواطنة عادية ليست صاحبة قرار .

لكن هذا التصرف أثار لديّ أسئلة عديدة : لماذا لم ينغرس نهج الكويت الإنساني الراقي في شخصيتكِ!؟ لماذا لم تتأثري إيجابياً بقيم الفنانة العظيمة سعاد العبدالله !؟ ألم تدركي بعد هذا العمر وهذا العطاء ان العالم تغير ، والكل يعمل لدى الكل ، وان حدود الأوطان قد سقطت ، وخير مثال جائحة الكورونا التي ارعبتكِ ، وجعلتكِ تُبدين على حقيقتكِ!؟ وأختم ان نفسيتكِ تتناقض مع إسمكِ العظيم المَهيب ( حياة الفهد ) وارى انكِ أسقطتِ بداية (ال ) التعريف التي تفيد التفخيم ، فيصبح ( حياة فهد ) ومن تصريحكِ تبدى ان الاسم الذي يليق بكِ هو : ( موت قِطة ) ، ولمن لا يعلم ان القطط تغدر ولا تتصف بصفة ألوفاء التي لدى الكلاب . الرقي والرفعة للكويت ، دون مِنة .

الاخبار العاجلة