صراحة نيوز – بقلم أحمد عكور
أعلن رئيس هيئة الطاقة الذرية الدكتور خالد طوقان التراجع عن فكرة انشاء محطة نووية كبيرة، واستبدالها بمفاعلات نووية صغيرة، فيما بدا مقتنعا خلال مؤتمر صحفي عقده في مقرّ الهيئة بالفكرة الجديدة باعتبار نجاحها أمرا مسلّما به.. تماما كما كان مؤمنا بنجاح مشروع “النووي الكبير” الذي صرف عليه الأردن الملايين دون أن يلمس الناس أثرا له!
فكرة طوقان الجديدة كانت صادمة للجميع؛ خاصة وأنها جاءت بعد عشر سنوات من الصرف والحديث عن النووي وسفر الوفود واستقبال أخرى وانفاق الأردن أكثر من 215 مليون والشد والجذب بين الرجل والخبراء والمتخصصين في مجال الطاقة والخبراء البيئيين والمواطنين الذين أجمعوا على عدم جدوى المشروع النووي في ظلّ تعنّت طوقان نفسه وتمسّكه بـ”المفاعل الكبير”.
سنوات طويلة والأردنيون والخبراء يحاولون اقناع طوقان بأن الأردن فقير مائيا، وأننا في عام 2020 لن نملك ما يكفي من المياه، وأن الطاقة المتجددة هي الخيار الأمثل، إلا أن الرجل ومن خلفه الحكومات المتعاقبة والدولة ظلّوا مصممين على انشاء “النووي الكبير”، لتذهب ملايين الدنانير اليوم هباء منثورا بعدما تحوّل الأمر إلى “مفاعلات صغيرة”.
المطلوب اليوم من حكومة الدكتور عمر الرزاز فتح هذا الملف بشكل سريع وحاسم، وبيان فيما إذا كان الأردن يملك المياه من أجل تحقيق أحلام طوقان أم لا، ومن ثمّ محاسبة المسؤولين عن انفاق ملايين الدنانير دون أثر أو فائدة، والغاء هذه الهيئة التي يبدو أنها أصبحت موجودة لارضاء وخدمة شخص واحد على حساب الأردنيين.
ما جاء على لسان طوقان يذكرنا بأغنية تتناسب وما يقوم به الرجل، ولم نتذكر غيرها عند سماع تصريحاته وقراءتها، وله نقول: “أحا الشبشب ضاع أحا ده كان بصباع”.
جو 24