صراحة نيوز – أكد خبراء وفنيون ومنظمات دولية متخصصة في مجال تقنية المعلومات والاتصالات، أنه لم يثبت وجود أيّ تأثير سلبي على صحّة الإنسان عند التعرض للإشعاعات الراديوية الكهرومغناطيسية إذا كانت ضمن الحدود والمعايير المعتمدة عالمياً.
وأشار هؤلاء الى أن دراسة أثر ترددات وإشعاعات أبراج الاتصالات والأجهزة الراديوية اليدوية كالهاتف المحمول على صحة الانسان لم تصل لنتائج قطعية بعد.
وقالت هيئة تنظيم قطاع الاتصالات في ردها على استفسارات لـ (صراحة نيوز)، إن مدى تأثير أبراج الاتصالات والأجهزة الراديوية اليدوية المرتبطة بها، وخطورتها على الصحة والسلامة العامة، والقلق من الاشعاعات الصادرة عنها كان وما زال مدار اهتمام دولي ومحلي على مدى العقود الماضية.
وقالت إن العديد من المنظمات والهيئات العالمية أجرت بحوثا ودراسات للوقوف على تأثير الإشعاعات الكهرومغناطيسية الراديوية على الصحّة العامة لغايات تزويد المجتمعات المحلية بمعلومات علمية موثوقة.
وأشارت الهيئة الى أن دراسات أجرتها منظمة الصحّة العالمية، ووكالة الحماية الصحيّة البريطانية، وسلطة الحماية من الإشعاعات السويدية، ووكالة الإرشاد المستقلة للإشعاعات غير المؤينة البريطانية خلصت الى عدم وجود أيّ تأثير سلبي على صحّة الإنسان عند التعرض للإشعاعات الراديوية الكهرومغناطيسية إذا كانت ضمن الحدود والمعايير المعتمدة عالمياً.
وأكدت هذه الدراسات أنّ هذه الإشعاعات لا تزيد من احتمالية الإصابة بأي نوع من أنواع السرطان وأن الأثر المُثبت لاستخدام الأجهزة الخلوية والمُشابهة لها هي زيادة حرارة الجسم، كما أفادت منظّمة الصحة العالمية بأنّ الدراسات التي أجريت في أماكن مختلفة من العالم أكّدت أنّ مستويات التعرّض للأشعة الصادرة عن أبراج الاتصالات والأجهزة اليدوية في الأماكن التي يتواجد فيها العامة من الناس تكون في العادة بمستويات أقل من تلك المسموح بها وبشكل كبير جداً.
وأوضحت الهيئة أن هناك معايير فنية تعتمدها للحد من التعرض للحقول الكهرومغناطيسية الصادرة عن الأجهزة والابراج الراديوية، والتي أثمرت عنها الجهود المشتركة للعديد من المنظمات والمفوضيات الدولية المختصة والمستقلة، مثل معيار معدل الامتصاص النوعي لقياس وتقييم الإشعاع الصادر عن مختلف أجهزة الاتصالات الراديوية الخلوية المتنقلة واليدوية.
كما وضعت حدوداً عليا لعدم تجاوز هذه المعدلات عند تصنيع الأجهزة، في حين وضعت المفوضية الدولية للوقاية من الإشعاع غير المؤين معدل تعرَّض يختلف قيمته باختلاف النطاق الترددي المستخدم في تشغيل الأجهزة مقاساً بالواط لكل كلغم من الجسم.
وأوضحت على سبيل المثال أنه عند تشغيل الأجهزة المتنقلة باستخدام النطاقات الترددية (900) و (1800) ميجاهيرتز المخصصة محليا وعالميا لتشغيل شبكات الاتصالات الراديوية المتنقلة “يجب أن لا تتجاوز قيمتها (4 واط/كلغم) من وزن الجسم.
كما تم تبني عدة معايير فنية أخرى لقياس وتقييم مستويات الإشعاعات الصادرة عن مختلف أبراج محطات الاتصالات الراديوية، فمثلا تم وضع واعتماد ما يعرف بكثافة القدرة الكهرومغناطيسية كمقياس لاحتساب الحدود الآمنة عند التعرض للحقول الكهرومغناطيسية، كما تم تحديد القيمة القصوى المسموح بها عند استخدام النطاق الترددي (1800) ميجاهيرتز 9 واط/م2 من مساحة الجسم، وللنطاق الترددي (900) ميجاهيرتز بـ 4,5 واط/م2 من الجسم.
وبينت الهيئة أنه يرد إليها بعض الشكاوى حول أبراج الاتصالات المنوي إنشاؤها على أسطح الأبنية، أو في الأماكن القريبة من التجمعات السكانية والمدارس، مضمونها القلق من الإشعاعات الصادرة عن تلك الابراج وأثرها على الصحة، مؤكدة أنها تتخذ العديد من الإجراءات التي تحرص من خلالها على توفير اقصى درجات الحماية للصحة والسلامة العامة، وتتعامل بكلّ جديّة مع جميع الشكاوى التي تردها من المواطنين، حيث يقوم فريق تفتيش فني مختص من الهيئة بالكشف الميداني على موقع البرج قبل إنشائه وبعد تشغيله للتأكد من توافقه مع المعايير المعتمدة في الهيئة.
وبالإضافة الى ذلك تقوم فرق الهيئة بجولات كشفية دورية لقياس قيم كثافة القدرة الكهرومغناطيسية المنبعثة من المواقع الراديوية للتحقق من بقائها ضمن المعدلات الآمنة والمسموح بها، وذلك باستخدام أحدث اجهزة الفحص والقياس والبرامج الهندسية المختصة.
ممثل قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في غرفة تجارة الأردن المهندس هيثم الرواجبة، قال، إن جهاز الموبايل من أهم الانجازات الضخمة التي توصل إليها الانسان حيث اصبحت الآن الرفيق الدائم لكل منا اليوم.
وأشار الى أنه كي تكون الاشارة بين الموبايلات قوية والخدمات أفضل على الهاتف المحمول، فهذا يتطلب وجود أبراج للتقوية، لأن الابراج تستقبل اشارات التردد اللاسلكي وترسلها، ويجب أن تكون هذه الأبراج في مكان مرتفع كالمباني العالية لاستقبال وإرسال الترددات اللاسلكية.
وأكد أن مستويات التعرض للموجات الراديوية من ابراج المحمول تكون طفيفة لعدة اسباب أهمها: أن البرج يكون مثبتا فوق مستوى الارض بشكل عال، كما أن الاشارات بين هذه الابراج تنتقل بشكل متقطع.
وقال خبير اتصالات وتكنولوجيا معلومات المهندس هشام القطان، نظراً لحداثة تكنولوجيا الاتصالات الراديوية وآخر تطبيقاتها في الهواتف المحمولة، فإن أثر هذه الترددات على صحة الانسان لم تصل لنتائج قطعية بعد، مشيرا الى أنه لا يوجد بيانات مثبتة يمكن القياس عليها بين الترددات الشعاعية الراديوية مثبتة.
وأشار الى أن نفي أو إثبات وجود تأثيرات صحية على جسم الانسان أم لا، حيث ما يزال الجدل مستمراً، مشيرا الى أن من وجهه نظر الخبراء أن وضع محددات لتوزيع أبراج الاتصالات الخاصة بالهواتف الخلوية، بموازاة المراقبة المستمرة من قبل هيئة تنظيم قطاع الاتصالات على الأجهزة المستخدمة للبث وتحديثها بشكل مستمر من قبل مقدمي الخدمة، وضمان عملها وبأعلى كفاءة.
بدوره أشار استشاري الذكاء الاصطناعي واستشراف المستقبل المهندس هاني البطش، الى ظهور تقنيات متعددة تستخدم المجالات الكهرومغناطيسية للترددات الراديوية خاصة في الاتصالات، مبينا أن معظم مصادر الاتصالات حاليًا تعمل بترددات أقل من 6 جيجا هرتز، بما في ذلك البث الإذاعي والتلفزيوني والمصادر اللاسلكية مثل شبكات المنطقة المحلية والهاتف المحمول.
ومع تزايد الطلب على معدلات بيانات أعلى وجودة أفضل للخدمة ووقت استجابة أقل للمستخدمين، تطلب ذلك أن تعمل مصادر الاتصالات اللاسلكية المستقبلية على ترددات أعلى من 6 جيجا هرتز سيما شبكات الجيل الخامس للاتصالات، وهذه التقنية أثارت قلق المواطنين بشأن أي آثار ضارة محتملة على صحة الإنسان.
واضاف، إن الهواتف المحمولة والشبكات اللاسلكية تنتج طاقة ترددات راديوية، ولكن ليس بمستويات تسبب تسخينًا كبيرًا، لكن أغلب الدراسات لم تجد أي آثار صحية من استخدام الهاتف الخلوي.
وأشار البطش، الى أن اللجنة الدولية للحماية من الإشعاع غير المؤين تقول ان تعرض البشر لحقول التردد اللاسلكي مثل شبكات الجيل الخامس، لم تظهر أي دليل مؤكد على أن مجالات التردد الراديوي منخفضة المستوى فوق 6 جيجا هرتز مثل تلك المستخدمة من قبل شبكة الجيل الخامس تشكل خطراً على صحة الإنسان.
من جهته قال الخبير في مجال التقنية المهندس حسام خطاب، إنه لم يثبت بشكل دقيق عالمياً حتى الآن وجود ضرر صحي من أبراج الاتصالات على الصحة، حيث يوجد الكثير من الدراسات والتحليلات المتضاربة في هذا الشأن.