صراحة نيوز – بقلم سهير جرادات
مع الإعلان عن تشكيل الحكومة الجديدة .. لن نجلدها ، ولن نكبر حجرنا ، وحجم توقعاتنا من حكومة لم تداهمها الجائحة مثل حكومة الرزاز ، إنما دخلت والجائحة موجودة .. وسننتظر ونرى كيف ستتعامل مع الملفات الأكثر أهمية، وهي: ” الصحة والاقتصاد والانتخابات ” ، ومع المعطيات الخارجية غير المبشرة بالخير.
” خنشوف ” .. لماذا التشكيلة الحكومية التي تحكمها عادة التوازنات المناطقية ، ضمت 26 وزيرا من شرق النهر ، و (شركسي ودرزي) ، وأربعة وزراء تعود أصولهم إلى غرب النهر ؟.. ولماذا تم تعيين 3 نواب للرئيس ، وسبعة وزراء دولة، لا تتسع مكاتب الرئاسة لهم ؟ إذ مازالت في الذاكرة ” الطوشة ” التي حدثت في دار رئاسة الوزراء منذ سنوات بين وزيرين تصارعا على مكتب !!..
” خنشوف ” .. مفردة وتعبير تنفرد اللهجة الأردنية المحلية بتداولها على نطاق واسع، وتتشكل من كلمتين دمجتا لفظا وكتابة وهما ” خلينا نشوف ” .. وتعني ” دعونا نرى ما سيحدث ” ، وتقال في العديد من المواقف .
“خنشوف “.. لماذا ضمت التشكيلة الحكومية أبناء أو أحفاد أصحاب الإرث العظيم والتاريخ المشرف ؟!.. حيث ضمت الوزارة صاحب الاسم المركب “نواف وصفي ” سعيد التل ، فهو ابن أخ الشهيد وصفي التل الرئيس الذي لا يموت ، وحمل اسمه الثاني اسم الرئيس الرمز القومي والوطني ، وهو حفيد شاعر الأردن عرار المناهض للظلم، والمتمرد والعاشق الصادق للأردن.. وكذلك ابن قائد معركة الكرامة إبراهيم مشهور حديثة الجازي .. ورابعة مفلح عودة الله العجارمة ابنة وزير الداخلية والشؤون البلدية والقروية في الحكومة العسكرية .. وضمت ابن أحد القوميين العرب وهو معن مرضي القطامين أحد مؤسسي حزب البعث العربي الاشتراكي والسجين السياسي الذي خضع للإقامة الجبرية وتم نفيه خارج البلاد .. إضافة إلى اختيار الرئيس بشر هاني الخصاونة وهو ابن بعثي له مكانته المقدرة بين الناس وله احترامه بين مختلف الأوساط .. فيما اختير ابن شخصية سياسية مقدرة ” محمد سلامة “فارس سليمان النابلسي ، وهو حفيد رئيس وزراء الحكومة الحزبية التي أقالها الملك الحسين بن طلال بعد خلافات بشأن السياسة الخارجية، وشهد الأردن حينها مظاهرات عارمة بسبب ذلك.. فهل المقصود من هذه الاختيارات بث رسائل تهدئة للأردنيين ، فيما يخص القرارات التي ستصدر عنها ، وإن كانت مؤلمة؟
“خنشوف”.. ماذا يعني ضعف الاستعانة بفريق طبي واقتصادي ؟ رغم أن أهم ملفين ستصطدم بهما الحكومة :(الملف الطبي والملف الاقتصادي) .. في الوقت الذي ضمت الحكومة سبعة سفراء على رأسهم رئيس الحكومة ، وعدد من القانونيين ، وهل هذا يعني بأن ما ينتظرننا تنفيذ قرارات وسياسات خارجية لها انعكاساتها على الشأن الداخلي ؟ لذلك نحن بحاجة إلى عقليات دبلوماسية لإدارة المشهد الداخلي .
“خنشوف ” .. كيف ستتعامل الحكومة مع الملف الاقتصادي وخاصة في حال ازدياد اعداد العاطلين عن العمل في ظل اتساع رقعة الفقر التي تفاقمت في ظل أزمة كورونا ، وكيف ستواجه ازدياد تفشي البطالة في حال تم إنهاء عقود الأردنيين العاملين في الخليج ؟
” خنشوف ” .. كيف ستتعامل الحكومة الجديدة مع “التعليم عن بعد”؟ هل سنشهد ارتفاعا في أعداد الحاصلين على معدل 100 بين الناجحين في الثانوية العامة ؟ فيما لو كتب لها الاستمرار، وهذا هو المتوقع!!
“خنشوف ” .. ما الهدف من تعيين ناشط اجتماعي ــ يحظى بمتابعة واسعة من المواطنين الذين يجدون أن طروحاته تتناسب مع تطلعاتهم – وكان ينتقد نهج الحكومات وسياساتها الاقتصادية -؟ هل الهدف تعريته وتقزيمه وايصال رسالة لمتابعيه ؟! أم المقصود كشف حقائق كانت غائبة عن متابعيه ؟! .. وهل جاءت غايات تعيينه تشبه غايات تعيين الوزير قاتل شقيقته ؟!..حيث كانت لغايات مدروسة ومعروفة .
“خنشوف “.. ما الغاية من تعيين وزير قدمه الجهاز الأمني الذي كان يعمل به للتحقيق حول تدخله في الانتخابات النيابية؟ وحصوله على رشوة مالية مقابل ذلك من أحد المرشحين في إحدى المحافظات ، وأجبر على الاستقالة!!
” خنشوف “.. ورغم محاولة الرئيس تفسير ما قصده ب ” القرارات المؤلمة” .. ما زال السؤال قائما : هل قصد انتخابات مؤجلة ؟ أم العودة للاغلاقات والحظر الشامل طويل الأمد ؟ أم قرارات تتعلق بالتوطين وتنفيذ بنود صفقة القرن وضم الأغوار – وهذا هو الأكثر إيلامًا- ؟ وهل لهذه الغاية تم اختيار أبناء وأحفاد لهم بطولات .
ما علينا سوى الانتظار ، و نرى ما سيحدث ، و” خلينا نشوف ” ما سيتحقق من هذه التحليلات ؟.. على قولة الأردنية ” خنشوف “…
Jaradat63@yahoo.com