صراحة نيوز – بقلم عوض ضيف الله الملاحمه
المُضحك المُبكي ، والفُجْرْ حتى العُهرْ ، يضطرك بالبَوح ، والتَصريح ، حتى لا تنفجر ، وحتى يعرف المُسْتَهْدِف اننا نَعِي ، ونفهم ، ولا يمكن ان يمر الإستغباء ، والإستهانة بالناس ، مرور عابراً .
ما دفعني لكتابة هذا المقال خبر عنوانه (( الأردن يقدم خبراته بمكافحة الفساد لفلسطين )) ، هذا الخبر الذي كله فُجر ، يُفَجِرُكَ من الداخل غَيضاً ، وقَهراً ، بمشاعر هستيرية متناقضة ، تتأرجح بين الضحك حتى البكاء ، والقهر حتى الانفجار ، كيف لا ، ونحن في غفلة منا ، او ربما لجهالتنا ، وجهلنا ، او ربما لإسقاطنا الاهتمام بالشأن العام ، او ربما عدم معرفتنا ، وعدم متابعتنا للشأن الوطني ، اننا كأردنيين ، لا نعلم ان الفساد ، قد تم إجتثاثة ، رغم انه تمأسس ، ووصل لدرجة انه اصبح وكأنه نهج دولة ، هذا الفساد اللعين ، الذي اوصلنا الى تجويع الاردنيين ، بعد استنفاذ مقدرات الوطن سَرِقةً ، ونَصباً ، وتَنفيعاً ، قد تم إجتثاثة ، وتجاوزت الدولة الاردنية هذه المرحلة ، ووصلت لأن تُصَدِّر خبراتها في مكافحة الفساد ، والطامة الكبرى ، الاخرى ، لمن !!؟؟ الى فلسطين ، زغرتي يا هلالة ، نعم زغرتي يا هلالة !!؟؟ وصلنا لدرجة من الانحدار لحد اننا نُشْبِهُ ، الساقط الذي يدعي الشرف ، والخائن الذي يدعي الأمانة.
بعد التفكير ملياً ، وإيجابياً ، وصلت الى قناعة ، بان المشكلة في الصحفي الذي صاغ الخبر ، وان هذا الصحفي الغبي ( مع الإعتذار للصحفي وللقراء لانني لا أُحبذ استخدام الكلمات الجارحة ) ، أخطأ خطأً جسيماً ، وان الخبر الصحيح هو :
(( الأردن وفلسطين اتفقا على تبادل الخبرات في كيفية تجذير ومأسسة الفساد ، بحيث لا يظهر للعامة والعباد )) ، كيف هالعنوان !!؟؟ صادق ، ولا يخلو من السجع .
هذا الإستهبال ، والإستهتار ، والإستخفاف بالناس ذكّرني بأمثلة كثيرة ، لا تعد ولا تحصى ، منها : باب النجار مخلّع / فاقد الشيء لا يعطيه / قالوا شو خلاها كذبة ، قالوا من كبرها …
أودّ ان أسأل سؤالاً واحداً ، سؤالاً إستفهامياً ، إستنكارياً ، دون انتظار إجابة من أحد المسؤولين ، وان يترك المسؤول ضميره ان يجيب عليه ( اذا كان موجوداً ونقياً وصادقاً ) :
هل نجحت التجربة الاردنية بمحاسبة الفاسدين ، واعادت المليارات التي نُهبت ، وإعْتَبَرَ كل من يمكن ان تسول له نفسه مد يده الملوثة على المال العام ، وتم تعديل كل التشريعات ذات الصِلة ، لغاية تشديد العقوبات على كل سارقٍ ، ساقطٍ ، مُختلسٍ ، نَجسٍ ، حقيرٍ ، وضيع !!؟؟ ما هذا التَصَحُّرَ في الفكر ، هل هو غباءٌ ، أم إستغباء !!؟؟ إنه الفُجْرْ ، الذي وصل حَدَّ العُهْرْ .