صراحة نيوز – صرح وزير الدولة الأردني لشؤون الإعلام والاتصال صخر دودين بأن نسبة استجابة تلقي اللقاح في الأردن إجمالا لا تتجاوز 50% حتى اللحظة، فيما أكد أن الإجراءات التخفيفية المرتقبة لقيود جائحة كورونا، ستعتمد معايير “مدروسة جدا” خاصة عند المعابر البرية والحدودية مع دول الخليج والقادمين من بريطانيا، حال التوافق عليها مع مجلس النواب.
وجاءت تصريحات الوزير دودين في مقابلة خاصة لموقع CNN بالعربية، الأحد، قبل ساعات من لقاء حكومي نيابي، أكدت فيه الحكومة عن البدء بفتح القطاعات تدريجيا مع منتصف مايو/أيار المقبل حتى بداية يوليو/تموز المقبل، ليصار إلى فتح القطاعات كاملة بعدها، فيما أعلن الوزير رسميا عزم الحكومة الإعلان عن بعض الإجراءات التخفيفية الاثنين.
وكشف دودين أن هناك توجها واضحا لدى الحكومة الأردنية، بعودة التعليم الوجاهي في شهر سبتمبر/أيلول المقبل واعتماد إجراءات تسهل على قطاع المعلمين تناول اللقاح ضد الفيروس بتوجيه ملكي، فيما أكد أيضا الذهاب نحو فتح المعابر الحدودية المغلقة مع تطبيق إجراءات صارمة خاصة مع القادمين من دول الخليج والقادمين من بريطانيا، لاعتبارات تتعلق بفيروس كورونا الهندي المتحوّر الذي وصفه بأنه ينتشر “كالنار في الهشيم”.
وتعتمد الحكومة معايير المنحنى الوبائي من حيث ارتفاعه أو حدته وذروته وانخفاضه، والطاقة الاستيعابية للأسرة في المستشفيات عدا عن نسبة الفحوصات الإيجابية التي وصلت قبل نحو أسبوعين إلى 20-21%، وتراجعت خلال اليومين الماضيين إلى نحو 10%، وفقا للوزير.
وقال دودين إن الحكومة تنظر أيضا إلى ما وصفه بـ”الضغط الشعبي الكبير جدا” فيما يتعلق بإجراءات التخفيف من قيود كورونا على القطاعات المختلفة، مضيفا: “هناك استقرار على مدار اليومين الماضيين في نسبة الفحوصات الإيجابية، وهذا الأمر يشجع الحكومة، إن كان لا بد من اتخاذ بعض الاجراءات التخفيفية فهذا سيكون مبررا من الناحية الوبائية إن استمر، لكن الوضع ما زال مقلقا خاصة قبل الوصول إلى نسبة 5%، لأن هذا هو المعيار الذي تعتمده كل دول العالم في إجراءات الفتح التدريجي، لكن بالمقابل الحكومة تقدّر الضغط الشعبي الكبير جدا جدا، ونشعر بالمرارة من الضيق الذي لحق بالناس منذ أكثر من عام وشهدنا احتجاجات في بريطانيا وألمانيا ضد القيود”.
وفيما أعرب الوزير عن أمله من تحقيق مزيد من الانخفاض على الأرقام ليصار إلى التخفيف خلال العشرة الأواخر من رمضان ولاحقا الإجراءات المختلفة الأخرى بعد منتصف مايو/أيار، قال إن هناك أخبارا كثيرة سرّبت حول إجراءات التخفيف أكد أنها ليست صحيحة، وأضاف: “للأسف سربت أخبار كثيرة ليست صحيحة هدفها رفع سقف التوقعات عند الناس كثيرا، وهذا استغلال للوضع النفسي والاقتصادي للناس، لأن أي تخفيف سيكون مدروسا جدا حتى لا نقع في انتكاسة أخرى كما حصل في المرة الماضية”.
وتفرض الحكومة حظرا ليليا لمدة 11 ساعة يوميا، وتعلّق إقامة صلاة التراويح كما تطبق إجراءات الحظر الشامل الجمعة، إضافة إلى غلق قطاعات حيوية كالأندية ومراكز اللياقة البدنية والمدارس والجامعات وصالات الافراح.
وبين دودين، أن حكومة الدكتور بشر الخصاونة هدفت إلى منح اللقاحات إلى نحو 3 ملايين أردني ومقيم على الأراضي الأردنية حتى الأول من يونيو/ حزيران المقبل، إلا أن “إحجام الأردنيين” عن تلقي اللقاح سيرحّل هذا الهدف إلى بداية يوليو/ تموز المقبل للوصول إلى “صيف آمن”، بحسب تعبيره.
وأوضح: “من يجب أن يتلقى المطعوم ممن تزيد أعمارهم عن 19 عاما يبلغ 6 مليون و249 ألف، حصل مليون و200 ألف على المطعوم حتى الآن وهناك نحو 700 ألف أصيبوا بالفيروس، لتحقيق المناعة المجتمعية نحتاج أيضا إلى مليون أو مليون ونصف إضافية لتحقيق المناعة المجتمعية سواء من خلال المطعوم أو من أصيبوا”. وأضاف: “نحن قادرون على منح 90 ألف لقاح يوميا لكن هناك إحجام وهذا يتطلب زيادة التشجيع والوعي لدى الناس والأرقام وفقا للمنصة يوميا التي تمنح مطاعيم تتراوح بين 18-20 ألف يوميا فقط”.
وعن بعض تفاصيل الإجراءات على المعابر، وإجراءات فحص PCR قبل السفر بمدة 72 ساعة أو شهادة تلقي اللقاح، خاصة للقادمين من بريطانيا أو دول الخليج، قال إن هناك مخاوف من الفيروس الهندي المتحوّر، حيث أغلقت بعض الدول حدودها ومطاراتها أمام القادمين من الهند. وأضاف: ” الكثير من الطيران يأتي من دول الخليج أو من بريطانيا وهما لديهم علاقات وثيقة جدا مع الهند. نحن وضعنا البروتوكولات عند الإعلان عن فتح المعابر المغلقة أو استقبال قادمين من تلك الدول، وسنقيدها بشكل كبير”.
ولن يسمح لأي منشأة سياحية بالعمل إلا بمنح العاملين لديها اللقاح ضد الفيروس، فيما بين الوزير دودين أنه سيصار تفويج المجموعات السياحية الأجنبية، عبر المطار والنقاط الحدودية وفق بروتوكولات صارمة من بينها مرافقة أمنية حتى الوصول إلى المثلث الذهبي (وادي رم والبترا والعقبة)، أو إلى مطار الملك الحسين في العقبة، مع فرض حوافز للمنشآت العاملة خاصة السياحية.
وتسعى الحكومة إلى تحويل منطقة المثلث الذهبي إلى منطقة خضراء خالية من الكورونا، وقال دودين: “نحاول مع بداية الصيف أن يكون المثلث الذهبي بمثابة منطقة خضراء خالية من الكورونا، وبالنسبة للأردنيين سيتم اعتماد المطعوم او الفحص السريع منخفض الكلفة، وحملة المطاعيم في المنشآت مستمرة خاصة في العقبة التي استجابت نحو 95% من منشأتها، لكن سكانها حالهم كحال بقية أنحاء المملكة لا تتجاوز النسبة 50% من متلقي المطعوم”. (CNN)