عمّان- صراحة نيوز – بدعوة من منتدى الفكر العربي، ألقى أ.د. خالد العمري رئيس جمعية الأكاديميين الأردنيين وزير التربية والتعليم والتعليم العالي الأسبق محاضرة مساء اليوم الأحد تناول فيها دور الجامعات في تنمية القيادات الفكرية .
وخلال المحاضرة التي ادارها أمين عام المنتدى الدكتور الدكتور محمد ابو حمور أكد الدكتور العمري أهمية تنمية القيادات الفكرية باعتبارها من أبرز أركان التنمية في العالم المعاصر، واهمية دور الجامعة في تهيئة المناخ المناسب والمساند والمحفز للأستاذ الجامعي للبحث والابتكار وتجسيد نتاجه الفكري على أرض الواقع لتطوير مؤسسات المجتمع العامة والخاصة.
كما أوضح الدكتور العمري ضرورة التركيز على القيادة الفكرية وتأصيلها في الجامعات ومؤسسات التعليم العالي ومراكز البحث والتطوير العلمي والدراسات مشددا ان الأستاذ الجامعي هو العنصر الرئيسي في القيادة الفكرية والمحرك والمنشط في خلق الأفكار والنظريات والنماذج التي تسعى إلى إحداث التغيير والابتكار والاكتشاف في ميادين المعرفة المختلفة، في الطب والهندسة والاقتصاد وإدارة الأعمال والزراعة والفنون وغير ذلك.
من جهته أكد أمين عام المنتدى الدكترو محمد أبو حمّور افي كلمته التقديمية إلى أنه لا تنمية دون الإطار والرؤية الفكرية، وبالتالي التخطيط العلمي المنهجي .
وقال هناك مشكلات بحاجة إلى حلول وهناك أهداف، وينبغي توفير الوسائل وحشد الإمكانات والطاقات وإدارتها إدارة رشيدة من أجل تحقيق الأهداف.
وأضاف د. أبوحمور: إن إدارة الندرة في ميادين المعرفة مسألة ضرورية لقيام الجامعات والمؤسسات الأكاديمية ومراكز البحث في تهيئة البيئة المناسبة والتحفيز في مجالات البحث والابتكار وتنشيط الإنتاج الفكري، وخدمة المجتمع بضخ دماء التقدم والحيوية في أوصاله محذرا في ذات الوقت من التراجع في قطاع التعليم العالي والبحث العلمي وتداعيات ذلك فيما يتعلق بمختلف فعاليات المجتمع، وفي مقدمتها مشكلات الفقر والبطالة وانخفاض العائد الاقتصادي والاجتماعي للكتلة المتعلمة في المجتمعات العربية.
وفي الوقت الذي دعا فيه إلى تشجيع الاستثمار وبرامج رعاية الإبداع والابتكار والريادية، وإصلاح القوانين وإزالة عوائق التطبيق والإصلاح الإداري لتوفير بيئة مناسبة لتنمية القيادات الفكرية حذر الدكتور ابو حمور كذلك من طغيان المعوقات الإدارية وتحكّمها غير المنضبط في بيئة البحث والتطوير؛ مؤكداً مسؤولية الدولة والمجتمع والجامعات في الحفاظ على عدم هدر الثروات البشرية والمادية.
وناقش د. العمري واقع الجامعات العربية في هذا المجال و ما يعترضها من معوقات تحول دون قيامها بدورها المنشود في تطوير المجتمع وخدمته.
كما أوضح د. العمري أن القيادة بمفهومها الشامل استحوذت على اهتمام العامة والخاصة من الشعوب. وفي البداية كان التركيز على القيادة السياسية والعسكرية والدينية، إلى أن ظهرت الثورة الصناعية وما تلاها من ثورة في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات و الاقتصاد المعرفي وما نتج عنها من مؤسسات عامة وخاصة غاية في التعقيد والتركيب، واقتضى هذا الواقع الحاجة إلى قيادات إدارية لهذه المؤسسات لتأخذ على عاتقها زمام المبادرة في إحداث التغيير والتطوير والابتكار في عالم دينامي الحركة وسوق معرفي متسارع.
وبيَّن د. العمري مراحل التطور في مفهوم القيادة ابتداءً من تلك المرتكزة على السلطة الشرعية أو الوراثية أو الدينية أو سلطة المركز، إلى سلطة العلم والمعرفة المصحوبة بالسلطة الشخصية الكارزماتية والعلاقات الإنسانية.
وقال د. العمري: إن التوجه الحديث في مفهوم القيادة تمثل بظهور نظريات وأنماط جديدة، بدءاً من نظرية السمات ونظرية العلاقات الإنسانية ونظرية الموقفية والظرفية، وإنتهاءً بنظرية القيادة التبادلية والتحويلية وغيرها. كما تعددت مسميات القيادة لتشمل القيادة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتربوية والفكرية وبأنماط مختلفة، مباشرة وغير مباشرة، أخلاقية وغير أخلاقية، حقيقية وغير حقيقية.