صراحة نيوز – كتب ماجد القرعان
تابعت حديثك المتلفز اليوم والذي يبدوا انه اصبح بالنسبة لك سبر ونهج اسبوعي تسعى من خلاله الى تغيير صورة الحكومة لدى الرأي العام التي اصبحت تُعرف بحكومة النهضة ودولة الانتاج وحكومة التنفيعات وهي التي ما زالت تبعد اميالا وأميال عن حلمنا لنشهد ونلمس خطوات اصلاحية حقيقية .
تكمن بقوة المسؤولين وحرصهم على خدمة الوطن دون التغول على المنصب العام والذين عليهم ان يكونوا قدوة فكيف يتحقق ذلك والعديد منهم ما زالوا يمارسون التغول بالتنفع شخصيا وتنفيع المحاسيب وتفسير القوانين بما يخدم مصالحهم الخاصة واستغفال عقول الناس باطلاق مبادرات الاستعراض والشو الاعلامي الذي لا يختلف عن ظهورك المتلفز .
قلت في حديثك اليوم ان علينا أن نستخلص الدروس والعبر من تجاربنا وتجارب الآخرين وأسال هنا من تقصد بمفردة (علينا ) هل تقصد الشعب أم أن استخدامها جاء تضخيما لشخصك والحكومة واذا كنت تقصد الشعب فتأكد انهم جاهزون لشد الأحزمة أكثر وأكثر على البطون حين يلمسون جدية في عملية الإصلاح لكن الأهم ان تتكرم دولتك واصحاب المعالي من الأخذ بتلك الدروس والعبر لتصويب نهج اداء الحكومة بما ينسجم وتطلعات الشعب
وهل نفهم من ذلك وعلى سبيل المثال ان التعينات التنفيعات التي تمت بأمر منك شخصيا من ضمن الدروس والعبر التي تُعنيها وبأنك ستعالجها كما يجب لإزالة الغصة التي تسببت بها جراء ذلك ولا ننسى تذكيرك هنا بمن تم تعينه مقدما للبرامج في مؤسسة الأذاعة والتلفزيون الذي انقلب عليك وبدأ يهاجمك على محطة اذاعة خاصة والذي يبدو طمعا بمكتسبات اخرى
ومع انني ضد ان يكون للاحزاب اي دور أو تدخل في عمل النقابات والجميعات لتتفرغ لأهدافها الا ان تعامل حكومتك مع المعلمين هذه المرة اعادنا الى المربع الاول ما قبل حراك النقابة سابقا حين رفضت الحكومة الجلوس الى طاولة الحوار وانتهت القصة انذاك بتقديم الحكومة لهم أكثر مما كانوا يطالبون .
مؤسف جدا ان الانطباع العام لتعامل الحكومة هذه المرة ايضا لم يختلف عن سابقتها ولن يخدم الصالح العام وكان بالإمكان الاقتراب من الحلول الموضوعية بالجلوس الى طاولة الحوار لمناقشة تنفيذ البنود التي وقعت عليها حكومتك ولا اعتقد ان العلاوات ستكون مشكلة ما دام قرار وقفها مرحليا حتى بداية العام المقبل هي على الجميع من جيش وأجهزة امنية وموظفين والذي يخضع لقدرة الدولة وامكاناتها ………
دولة الرئيس ابدا بنفسك بان تكون للجميع وليس لفئة أو مجموعة على حساب الآخرين فالوطن لا يحتمل القسمة واعادة ثقة الناس بالحكومة يتطلب عدالة بالتعامل وليس بالتنظير والإدعاء بعكس ما يفعلون.
أما ما لا نختلف عليه في حديثكم اليوم فهو ما تحقق للاردن عبر مسيرته بفضل قيادة الهاشميين بالرغم من شح الموارد والأمكانيات وهو ما نأمل ان نواصله والذي يتطلب وجود مسؤولين في مستوى ادارة شؤون الدولة والذي يؤكد عليه جلالة الملك في كل لقاء وتوجيه وكذلك منعة الدولة الأردنية بفضل صلابة وقوة الجيش المصطفوي وأجهتزتنا الأمنية ومن خلفهم الانسان الاردني المعطاء والصادق الانتماء لتراب الوطن المقدس .
ونصيحة أخيرة هنا يكفي دولة الرئيس ان تقرأ ما ورد من تعليقات على حديثك اليوم على صفحة رئاسة الوزراء فعسى ان تُغير نهجك وتحترم عقولنا وتبتعد عن الشو الإعلامي وان كنت لا تستطيع من ان تُعدل نهجك فاخلاء موقعك يبقى الأفضل لك ولنا .