صراحة نيوز – بقلم عوض ضيف الله الملاحمه
دولته لعن الفساد ، دون ان يلعن الفاسدين ، لانه يعتبر الفساد فايروس ، ليس له لاعبين ، هم من أوجدوه ، ونحن نقول له : لعن الله الفاسدين أولاً وأخيراً ، لانهم هم من أوجدوا الفساد ، ليتغلغل في كل مفاصل الدولة .
هل رأيتم ، او سمعتم فُجراً ، وعُهراً ، وإستخفافاً بعقول الناس اكثر من هذا !؟
إذا كانت وزاراتكم ، ودوائركم الحكومية ، لا تنشر الإحصائيات ، مع انها زائفه ، وان نشرت ، إستخفت بنفسها ، وبالحكومة كلها ، قبل ان تستخف بعقول المواطنين ، لان زيفها ، وكذبها ، وتلاعبها بالإحصائيات التي تصدرها ، أرقامها ، كاذبة ، زائفة ، لا يصدقها عاقل ، مثلما أطلت علينا به دائرة الإحصاءات العامة عن عدد الأُسر الفقيرة في الأردن ، شيءٌ مُخجل ، أستحي على نفسي ، أمام القراء ، الذين احترمهم ، واحترم عقولهم ، ان أذكر الرقم . إذا كنتم لا تعلنون عدد سكان الوطن ، كرقم حقيقي ، حيث يتأرجح تقدير الناس بين ( ٦,٥ – ١١ ) مليون نسمة ، ولا تعلنون نسبة صحيحة للصادرات ، والواردات ، إذا كنتم لا تعرفون ، او لا تعلنون ميزان التبادل التجاري بين الأردن والدول التي نتعامل معها ، إذا كنتم لا تعلنون الكثير من الإحصائيات التي يحتاجها الدارسون ، والمتابعون للشأن العام ، ورجال الأعمال .. وغيرهم ، وان أعلنتم بعضاً منها ، تعلنون ارقاماً سخيفة ، سطحية ، ساذجة ، لا تصدق ، وليست قريبة للواقع ، او حتى المنطق ، إذا كان يصعب على المواطن استخراج الوثائق العادية التي تخصه ، وإذا كان الفاسدون يعملون في ليل بهيم ، حالك السواد كوجوههم ، وهم في مركز القرار لاصدار وثائق تتطابق مع سرقاتهم وإخفاء ما يؤشر على فسادهم ، كيف للمواطن ان يحصل على الوثائق التي تدين الفاسدين !!؟؟ رئيس وزراء أسبق عندما حدثت هبة الجنوب على الفساد وارتفاع الأسعار ، إرتعب ، وارتبك ، واحتار رئيس الوزراء آنذاك ، وخاف ان يُفتضح فساده ، قال له الوزير المختص آنذاك ، ما بالك !؟ ما خطبُك !؟ وما الذي يُشغلك !؟ اخبره رئيس الوزراء ، بسبب تخوفه ، فقال له الوزير ، إذا أحضروا عشرات الوثائق ، سنحضر شاحنة معبأة بالوثائق التي تدحض وثائقهم ، فبردت نار الرئيس الفاسد ، وأُعجب بفصحنة وخبرة ذاك الوزير ، وتمت مكافأته لاحقاً ، ليصبح رئيساً للوزراء ، لاستغلال مهاراته في التغطية على الفساد والفاسدين .
دولته لعن الفساد ، ولم يلعن الفاسدين ، كأنه فعلٌ ، بلا فاعلين ، لم يلعنهم ، لانهم أعزاء على قلبه ، لانهم حاضنة الفساد التي إحتوته ، وأوصلته الى سدة الرئاسة ، فكيف له ان يُنكر الجميل ، وينقلب على أسياده ، ويعض الأيدي المباركة ( بالنسبة له ..الملوثة النجسة بالنسبة للشعب ) التي أوصلته الى مُبتغاه !!؟؟ لعنة الله على الفاسدين ، الذين نشروا الفساد ، وأضاعوا مقدرات البلاد ، وأشاعوا سوء الخُلق ، ورداءة النَفْسْ ، وجرّوا ضعاف النفوس من الأردنيين ليصفقوا لهم ، ويِصدرونهم المجالس ، ويترأسون الجاهات ، وتُقام لهم الولائم . أما انت يا رئيس الوزراء ، يصعب عليّ ان أنعتك ب ( صاحب الدولة ) ، حتى لا تتماثل في كل المسمى مع الشهيد الرمز وصفي التل ، سيأتيك يوم تندم فيه ، حيث لا ينفع الندم .
المواطنون يعرفون الفاسدين الكبار ، واحداً ، واحداً ، لأن وجوههم ، وسلوكياتهم ، وبذخهم ، وعوزهم قبل فسادهم ، يُفصح عن ذلك ، وسيأتي يوم ، ولعله قريب ، لمحاسبتهم في الدنيا ، قبل الآخرة .