صراحة نيوز – بقلم د. عبدالكريم الشطناوي
يطالعنا بعض رؤساء الوزراء هذه الأيام بتصريحات بكلمات معدودة لا تخلو من تنميق،رتابة
فيا ترى هل هي:
من باب حسن النوايا في ظل إتفاقية النوايا مع الكيان الغاشم ؟
أم من باب تبرئة الذمم لما قاموا به أثناء استلامهم زمام الأمور؟
أم من باب الدفاع عن النفس لما اقترفوه من أعمال حتى لا ينالهم تهمة بما حصل ويحصل؟
أم هل يريدون منح أنفسهم صكوك غفران عما سلف وفتح صفحة جديدة؟
كنت أتمنى عليهم وعددهم حوالي الخمسة عشر أن يجتمعوا جلسة(تقييم)لأعمالهم
ليروا أن سياساتهم كانت لها مساهمة كبيرة في ما آلت اليه الحال في اردننا الغالي.
كنت أتمنى أن يصلوا إلى استنتاج أن سياساتهم التي انتهجوها التي كانت تنقصها استراتيجيات مدروسة قد أوصلتنا إلى أن:
* باع الفلاح أرضه كي يعلم أبناءه طمعا بالوظيفة.
* باع الراعي حلاله كي يعلم أبناءه حبا بالوظيفة.
* باع صاحب الحرفة أدوات حرفته كي يعلم أبناءه متلهفا على وظيفة.
وكانت المحصلة أن ثلاثتهم أضاعوا ما معهم ولم يحصل أبناؤهم على وظيفة،وها هم جيوب فقر وأبناؤهم طوابير بطالة.
* سنوا سنة توريث المناصب،
المراتب والرواتب،فخرج أبناء الفلاح،الراعي،الحرفي،والعامل والموظف البسيط من المولد بلا حمص،فهم حملة الشهادات بلا وظائف،كما أن الوطن أصبح بلا زراعة ولا رعاية ولا حرف يدوية،وكل شيئ مستوردا حتى الماء.
كنت أتمنى عليهم في هذه الجلسة(تقويم وتصويب)ما حدث،مثل ما فعل(المهاتير محمد)وأن يقترحوا حلولا في رأب صدع الحاضر الذي هو حصيلة تراكمية لعقود كثيرة استلموا فيها الولاية وقد كانت تخلو من خطط مدروسة تقوم على كيفية الإستفادة من مقدرات البلاد بدلا من هرولة الحصول على الديون التي تؤرق الوطن والمواطن على حد سواء.
نعم نحن جميعا مدعوون إلى جلسة مع النفس نقيمها نقومها حتى نصوب أوضاعنا فنحمي بها أوطاننا ومستقبل أبنائنا من بعدنا في الحاضر والمستقبل.
والله المستعان.