غرد جلالة الملك المفدى عبر تويتر”ما حد أحسن من حد الا بالانجاز” عنوان مرحلة جديدة جاءت بعد إقالة عصام عبدالرؤوف الروابدة من الديوان الملكي الذي أساء التصرف مع سائق بسيط في شركة جت.
الملك يعالج بحكمة والشعب ينتقد بشجاعة، حيث ضجت مواقع التواصل الاجتماعي واشتعلت بالتعليقات القاسية على تصرف المسؤول الكبير مع المواطن البسيط مستغلا نفوذه الوظيفي ولولا الوظيفه لن يجد من يطرح عليه السلام “اي المسؤول الكبير”.
هذا السلوك المستهجن والمستغرب في ظل ضغط الملك للنهوض بالدولة وتعزيز سيادة القانون أغضب رأس الدولة وعلى الفور أمر رئيس الديوان بجمع الاطراف وأجبار المسيء على الاعتذار للسائق البسيط.
تصرف جلالة الملك له دلالة عميقة فهو متسامح واخلاقه رفيعة ومن جانب آخر عبر عن غضبه من تصرف أشخاص وثق بهم لفترة ليست بقصيرة ولم يكونوا على قدر هذه الثقة.
الاردنيون يعلمون تماما نهج الهاشميون وقد ربطتهم بهم علاقة التسامح والمحبة ورفع الضيم ان وقع على احدهم، لكن المزعج والمستغرب هو تصرف مدير الامن العام الذي يقود جهاز يحظى بثقة الاردنيين ويطبق منهج قانوني يشار اليه بالبنان وهذا الجهاز يعمل باحترافية وموثوقية عالية، وكيف له ان يستجيب وعلى الفور لاتصال من شخص بغض النظر عن موقعه ويتخذ حكما غيابيا وعقابا جماعيا بحجز سائق باص وركاب لاكثر من ساعتين بحجة انزعاج مسؤول من قيادة سائق الحافلة، وتحرير مخالفة كبيرة وهي عقوبة طرزها رقيب السير بانها أمر من مدير الامن العام، والمستغرب ان مخالفات حقيقية نرصدها ونحاول الاتصال بمدير السير لكنه لا يجيب على هاتفه اطلاقا…. المتابع لردود فعل المواطنين على تصرف مدير الامن العام هو المطالبة باستقالته لتعزيز مبدأ الشفافية التي يطالب جلالة الملك الحكومة بها، ومن جهة اخرى كيف لضابط محترف خبرناه في الميدان ان يستجيب لمكالمة من شخص ويصدر حكم غيابي ويربك مسافرين لاكثر من ساعتين بناء على مزاج شخص دون التحقق من الحادثة، و دون وجه حق بعد ان اثبت الشهود حسب قول السائق بانه لم يرتكب اي سلوك خاطئ، هذا القصة لها تداعيات وتوسع من هوة عدم الثقة بين الحكم والشعب، والاولى ان يعترف الباشا بالخطأ ويقدم استقالته وهذه بحد ذاتها قمة الفروسية، استحضر هنا حادثة الوزير البريطاني الذي قدم استقالته من الحكومة بسبب تأخره خمس دقائق عن مناقشة النواب لامر يستوجب النقاش بحضوره واعتبر نفسه مقصرا. الا نتعض من الامم المتقدمة، وهل سنستفيد من أخطاءنا ونعزز مفهوم الدولة المدنية التي ينادي بها جلالة الملك ويخرج المسؤول من برجه العاجي ويعتذر ان وقع في خطأ ام ان المسؤول في الاردن معصوم ولا يخطئ.
هذا الوطن لنا جميعا ومن حقنا العيش فيه بمساواه ولا فرق بيننا الا بمقدار انجازنا وليعلم الجميع ان التكنولوجيا مكنت المواطن الضعيف من بث حزنه والمه خلال ثواني فرفقا بالوطن.
حمى الله الوطن والشعب والملك من كيد المتربصين.