صراحة نيوز – بقلم عوض ضيف الله الملاحمه
من يمرون في الحياة مروراً غير مؤثر ، ولا يكون أكثر من موظف ، يؤمر ، فيطيع صاغراً ، ولم يترك بصمة مهما ارتقى وظيفياً ، ولم يستطع ان يكون قائداً ، فكيف له ان يحلم بان يكون رمزاً !؟ ويبلغ من العمر عِتيا ، ويجد انه لم يترك تاريخاً ليُمَجّْدْ ، تقتله الغيرة ، ويطحنه الحسد ، ولم يتبقَ له الا شيئين إثنين ، لا ثالث لهما : الأول : يأكل نفسه بنفسه ، ويتآكل بداخله ، والثاني : يُقدِم على فعلٍ خاسر ، بتشويه الرموز ، العمالقة ، الذين صنعوا مجداً تليداً ، وتاريخاً مجيداً ، وكلما مرّ الزمان ، وتعاقبت العقود ، وإدلهم الخطب ، وحيكت المؤمرات الداخلية والخارجية على الوطن ، وأسدل الليل ستاره على الوطن ، يستنجد الوطن والمواطنون ، بالرموز ، ويتمنون لو ان الرمز حاضر ، ليخرجهم من الحيف الذي هم فيه ، هذا رغم مرور نصف قرن على الفقد .
والنتيجة ان ينتفض شرفاء الوطن للدفاع عن ذلك الرمز ، ورفض النيل من سمعته ، ووطنيته ، وشخصيته ، وممارسته لولايته . وينقلب الأمر على صانعه ، فكسب خسراناً على خسرانه ، وعزلة على عزلته ، وانغلاقاً على انغلاقه ، ورفضاً شعبياً على الرفض الذي يعيشه .
والسؤال الأهم : لماذا الآن !؟ ولماذا هكذا !؟ وما الجدوى من التطاول ومحاولة تشوية رمزية الشهيد البطل الاردني المتفرد وصفي التل !؟
على كلٍ سيرته تدينه ، وإخلاله بالتزامه مع زملائه في حادثة ذكرها بلسانه في برنامج ( شاهد على العصر ) قبل اكثر من عقد ، على قناة الجزيرة . كما أدانه الضابط عبدالرحمن السبايله ، للتعريف بما خفي على البعض .
الرمز يكبر في عيون ابناء وطنه ، ويستذكرونه دوماً ، ويستنجدون به ، حتى بعد نصف قرن . الكبار كبار ، والرجال رجال .
كلمة مُختصرة تطلبها موقف أردني صادق ، دفاعاً عن رمز وطني متمثلاً بشخص دولة الشهيد الرمز الأبدي لكل اردني نقي الزعيم الاردني المتفرد وصفي التل ، حثني عليها تطاول كيدي من مسؤول لم يطاول البطل وصفي ، فشوه وصفه .
وأتساءل بسؤالٍ مختصر جداً : أين رشيد من الرشد !؟
وأختم بمثل شعبي أردني يقول : ((ويش جاب حوه لدوه .. ويش جاب القرعى ال ام قرون )).