شخصية مهرجان الفحيص “محمد عودة القرعان” اليوم 7 مساء

6 أغسطس 2017
شخصية مهرجان الفحيص “محمد عودة القرعان” اليوم 7 مساء

صراحة نيوز – بتنظيم من ادارة مهرجان الفحيص الثقافي التي اختارت المرحوم بإذن محمد عودة القرعان شخصية المهرجان للعام الحالي 2017 ستقام الفعالية الساعة السابعة من مساء اليوم الأحد 6- 8 -2017 في منبر المهرجان الثقافي الكائن بمدينة الفحيص بعد دوار الحصان .

وسيتحدث خلال الفعالية اصحاب المعالي مروان الحمود والمهندس سمير الحباشنة والدكتور منذر حدادين بالاضافة الى العين الدكتور زياد القرعان نجل المرحوم .

ويُمثل المرحوم القرعان رمزا للنزاهة والتفاني في العمل وقد لقبه الملك الراحل الحسين بن طلال بـ أمين الأمة في عصرها كما تناول سيرته العطرة العديد من الكتاب والشخصيات ضاربين في سلوكه ومسيرته مثلا أعلى قل نظيره في الأمانة والنزاهة والمواطنة الصالحة ومنهم الدكتور خالد الخلفات الذي كتب مقالة بعنوان

محمد عودة القرعان..مدرسة خالدة في الامانة والنزاهة ونظافة اليد

 

نص المقالة

الحديث عن شخصية متميزة كشخصية محمد عودة القرعان ، يحتاج إلى المزيد من العلم والمعرفة عن علم الشخصية وصفاتها وطبائعها والبيئة ومؤثراتها والوسط الاجتماعي الذي عاش فيه صاحب هذه الشخصية ، كيف أثرت البيئة الاجتماعية والثقافية والفكرية والعلمية في محمد عودة القرعان لتكون شخصيته هذه التي كان عليها من الطفولة وريعان الشباب والحياة الجامعية وصناعة الفكر السياسي فيها ليكون وطنيا وقوميا في ظل أحداث حسام عصفت بالمنطقة بين الحربين العالميتين الأولى والثانية وما بهدهما.

فهذه الشخصية التي ولدت في الطفيلة سنة 1916م وهي السنة التي انطلقت فيها الثورة العربية الكبرى ، حيث كان الناس بانتظار من يخلص المنطقة من الظلم والاستبداد ، ظلم الولاة واستبدادهم في فترة أصبحت فيه الدولة العثمانية في فترة الركود والمرض والانكماش ، بعد أن انشغلت في حروبها في مناطق أخرى تاركة العرب – وهم مادة الإسلام – في جهل وفقر وضياع حقوق واستنزاف لطاقات الشباب في تجنيدهم في حروب الدولة ومعاركها في غير هذه البلاد.

في هذه الظروف كانت حياة الأسرة التي ولد فيها محمد عودة القرعان فوالده لم يكن شخصا عاديا ،فقد كان معلما يحمل فكرا سياسيا لأنه كان مشتركا مع شخصيات وطنية في فترة من الفترات في تأسيس حزب وطني .

ونحن نذكر دائما في جلساتنا وحديثنا عن التعليم والمعلمين كيف نقل المعلم عودة القرعان من مدرسة صنفحة الابتدائية في الطفيلة إلى مدرسة في صنعاء في اليمن وعد هذا النقل نقلا داخليا لأن ذلك كان في عهد الدولة العثمانية وكانت هذه البلاد دائرة واحدة ينقل المعلم من مدرسة إلى أخرى دون النظر إلى بعد المسافة أو قربها

في هذه البيئة نشأت هذه الشخصية ، وتلقى تعليمه في مدارس الطفيلة بل مدرستها الوحيدة هنا ، لينتقل إلى مدرسة الكرك ومنها إلى مدرسة السلط الثانوية الوحيدة ، لينهي دراسته فيها عام 1934م ، حيث التقى على مقاعد الدراسة بالعديد من الشخصيات الوطنية الأردنية التي كانت تجمعهم هذه المدرسة حيث أصبحت موطنا لصناعة الحياة السياسية في الأردن ، ومواجهة الانتداب البريطاني والمطالبة بالاستقلال والوقوف ضد قرار تقسيم فلسطين وكل ما يحاك من مؤامرات ضدها .

بعد مدرسة السلط انتقل إلى دمشق لمواصلة دراسته الجامعية وتخرج في جامعة دمشق سنة 1940م ثم عاد إلى الأردن.

وعمل في وزارة المالية ، ثم كان”قاضي تسوية” في دائرة الأراضي حتى عام 1946م ، ولكنه ترك هذه الوظيفة مستقيلا احتجاجا على تجاوزه في الترقية ، والقوانين المتعلقة في ذلك الوقت .

. في عام 1950م عاد إلى العمل في دوائر الدولة وتحديدا في دائرة ضريبة الدخل وبقي فيها حتى عام 1958م ، حيث انتقل إلى وزارة المالية ليعمل وكيلا “مديرا” لدائرة الجمارك.ثم انتقل بعد ذلك إلى مؤسسة الإقراض الزراعي إلى أن أصبح مديرا لها

لم يرغب في الوزارة واعتذر عن قبول هذا المنصب في كل مرة يعرض عليه لأته زاهد في الحياة كما ينقل أصدقاؤه عنه ولا يحب العمل في الأضواء.

اختاره جلالة الملك الحسين رحمه الله ليكون عضوا في مجلس الملك “مجلس الأعيان ” وأول مجلس كان فيه هو المجلس الثالث عشر في الفترة 1983-1984م ثم المجلس الرابع عشر 1984-1988م فالمجلس الخامس عشر 1988-1989م والمجلس السادس عشر 1989-1993م والمجلس السابع عشر 1993-1997م وكان معه في المجلس هذا الدكتور غيث الشبيلات .

وبقي محمد عودة القرعان شخصية وطنية أردنية ، تفتخر هذه المحافظة به لأنه ابن من أبنائها خرجتهم على الوفاء والإخلاص والنقاء والنظافة والنزاهة ، فكان نموذجا ومثالا للموظف الذي يحترم عمله وأمانته، ونموذجا للوطني المخلص الغيور على وطنه ، الرافض لكل أشكال الهيمنة والذل والاستسلام.

وبقي كذلك إلى أن توفاه الله .

الاخبار العاجلة