صراحة نيوز – بقلم رمزي الغزوي نقلا عن صفحة الفيسبوك خاصته
بعيداً عن بورصة القوائم المتداولة للتشكيلة الوزارية المنتظرة، في منصات مواقع التواصل الإجتماعي، فإنه لم يسبق لأي رئيس وزراء، أن أفصح عن الوصفة الدقيقة التي طبخت هيئته الوزارية. ولم يسبق لأحد منهم أن ذكر التأثيرات والتجاذبات والقوى التي تهيمن على أجوائه وهو يهندز طبقه.
من المؤكد أنه لن يكون مجدياً، لأي رئيس وزراء مكلف، أن يتماشى مع المثل الشعبي الصارم:(شاور الجميع وساوي شور رأسك)، ليس لأن المدة الممنوحة قصيرة متوترة في الغالب، بل لأننا ندرك الإرث التراكمي لعملة التوزير في بلد شهد تشكيلة وزارية واحدة على الأقل في كل سنة منذ نشأته قبل ما يقرب القرن من الزمان. ولهذا سيكون عليك أن تكون عارفاً بالآثار الكهرومناطقية والمجالات الجيوتكتيكية، وأن تكون مطلعا على (حكي السرايا) متفهما لعملية (حرد القريا)، وأن تكون مدركا لخيوط العلاقات وتقاطع المصالح، كل هذا كي تستطيع أن تتفهم على الأقل أيا من الوزارات التي تشكلت لدينا.
لا يكون الرئيس المكلف في موقع يحسد عليه خلال فترة التشكيل. فحتى لو اتخذ مكانا قصيا ووقتا أطول، إلا أنه من السذاجة، أن نوقن أن الأمور تسير على السبحانية. بل ثمة قوى وتجاذبات وضغوطات وقوى شد عكسي، وتأثيرات عابرة للجدران والأفكار، كلها لربما تسهم في خلط أوراق الرئيس عن أية لحظة.
في الجانب الشعبي ستجد بعضاً من الناس منشغلين بالتوزير أكثر من الرئيس الملكف. و(فيسبوك) كشف لنا الطابق المستور، رغم أنه سهل عمل هؤلاء. فبعضهم يعمد إلى تقديم النصائح الكبيرة للرئيس، وكأنه يقول: ها أنا أمامك بكل خبراتي ومهارات السمينة.
بعض المصابين بشهوة التوزير يستخدمون تكتيك ترشيح أسماء أصدقاء لهم، كي يتم ترشيحه في المقابل عبر قوائم يتم تداولها. وكأن لا شغل للرئيس أن أن يطالع صفحات القوم في الفضاء الأزرق. والبعض منهم يبدأ بنبش ألبومات الصور للعثور على صورة جمعته بالرئيس المكلف. فيما ينقلب آخرون إلى مهادنين سلسين بعد أن كانوا من أشد المعارضين.
لا يمكنك في الفضاء الأزرق أن تخفي شهوة التوزير، فهي تماما كالحب والحبل وركوب الجمل، فهي أشياء لا مجال لإخفائها. فمشتهي التوزير تراه يتحمص في مقالي القلق كحبة حمص تتفرقع.
أتمنى مع الدكتور عمر الرزار أن تكون الوصفة واضحة، وأن يستطيع بما عهدناه أن يكون قادرا على المجاهرة بتبرير وجود أي وزير في فريقه، وأن يكون صريحا بتوضح الظلال والقوى التي تألفت ليخرج علينا بهذا الفريق، الذي نتمنى نجاحه وفلاحه. وهنا تحديدا تبدأ أولى خطوات تغيير النهج.