صراحة نيوز – بحثت لجنة الطاقة والثروة المعدنية في مجلس الأعيان برئاسة العين الدكتور صالح ارشيدات واقع شركة البوتاس العربية وإنجازاتها المتحققة خلال السنوات الماضية وخططها ومشاريعها المستقبلية وأبرز التحديات، التي تواجهها خصوصاً في مجالي الطاقة والمياه.
واستمعت اللجنة خلال زيارة قامت بها إلى الشركة، اليوم الاثنين، إلى إيجاز قدّمه رئيس مجلس إدارة الشركة، المهندس شحادة أبو هديب، ورئيسها التنفيذي الدكتور معن النسور.
وأشاد العين ارشيدات، بأداء الشركة خلال السنوات الماضية، التي حققت الكثير من النجاحات والإنجازات غير المسبوقة على مختلف المستويات.
وثمن توسع الشركة في الصناعات المتخصصة ذات القيم المضافة والعوائد المالية العالية مثل صناعة “البرومين” ومشتقاته، لتعزيز تنافسية قطاع التعدين في المملكة وزيادة مساهمته في الناتج الحلي الإجمالي واستقطاب المزيد من الاستثمارات إليه، وبما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة.
من جانبه أكد المهندس أبو هديب، أن اللقاءات، التي تعقدها لجنة الطاقة والثروة المعدنية في مجلس الأعيان مع شركات التعدين الأردنية ومن بينها شركة البوتاس العربية، ما هي إلا ترجمة عملية لتوجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني لتعزيز الشراكة وتفعيلها مع القطاع الخاص.
واعتبر أن “البوتاس العربية” تعد نموذجاً مشرفاً للاستثمار الأردني العربي والأجنبي الناجح، ومثالاً حيّاً وواضحاً على كفاءة الإدارة الأردنية وإمكانياتها الكبيرة في إدارة الشركة التي تصنف كثامن منتج لمادة البوتاس والوحيدة على الصعيد العربي.
واستعرض أبو هديب مؤشرات الأداء المالي للشركة خلال عام 2020 والشهور الستة الأولى من العام الحالي، موضحاً أن الشركة رفدت خزينة المملكة بحوالي 264 مليون دينار خلال الأعوام 2018 – 2020، شكلّت ما معدّله 65 بالمئة من أرباح الشركة خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة.
وذكر أن الشركة ستباشر خلال الأعوام 2021- 2023 تنفيذ عمليات التوسعة لمصانعها في منطقة الأغوار الجنوبية، والتي ستؤدي إلى زيادة الطاقة الإنتاجية للشركة إلى ما يقارب 3 ملايين طن سنوياً وستخلق فرص عمل لأبناء المنطقة، وما يتبعها أيضاً من نتائج إيجابية على الاقتصاد الكلي من خلال ما تدفعه الشركة من ضرائب ورسوم تعدين وضريبة دخل وتوزيعات أرباح.
وحول مدفوعاتها بين أبو هديب، أنها بلغت عام 2018 ما مجموعة 70 مليون دينار، ارتفعت إلى 114 مليون دينار عام 2019، وبلغت عام 2020 نحو 80 مليون دينار، مشيراً إلى البوتاس وشركاتها التابعة والحليفة تعد من أكبر المساهمين في رفد احتياطي العملات الأجنبية في المملكة، إذ بلغت هذه المساهمة عام 2018، قرابة 936 مليون دولار، ارتفعت إلى 1.1 مليار دولار عام 2019، ومليار دولار عام 2020.
من جانبه، عرض الدكتور النسور، في عرض تقديمي أداء الشركة خلال الأعوام 2018- 2020 من حيث كميات الإنتاج، والمبيعات، وصافي الأرباح ومدفوعاتها لخزينة المملكة.
وبين انه على صعيد الإنتاج، ارتفعت كميات إنتاج الشركة لمادة البوتاس من 2.4 مليون طن عام 2018، إلى 2.48 مليون طن عام 2019، لتصل إلى مستوى 2.6 مليون طن عام 2020، ويُعدّ هذا الإنتاج رقماً قياسياً على مستوى تاريخ الشركة.
ولفت إلى أنه ارتفعت كميات المبيعات من 2.43 مليون طن عام 2018، إلى 2.40 مليون طن عام 2019، و2.55 مليون طن نهاية عام 2020، وهي أيضاً كمية قياسية تاريخية لم تحققها الشركة من قبل.
وعلى صعيد الأرباح، بين النسور أن البوتاس العربية حققت أداءً مالياً قوياً خلال السنوات الثلاث الماضي، إذ بلغت أرباحها عام 2018 قرابة 125 مليون دينار، وزعت أرباحاً نقدية على المساهمين بنسبة 120 بالمئة من رأس المال أي ما يعادل 100 مليون دينار.
ونوه إلى أن أرباح الشركة ارتفعت عام 2019 لتصل إلى 152 مليون دينار، وزعت منها أرباحاً نقدية بنسبة 100 بالمئة من رأس المال أي ما يعادل 83 مليون دينار، مشيراً إلى أنه عام 2020 تجاوزت “البوتاس العربية” التوقعات وحققت ربحاً صافياً مقداره حوالي 127 مليون دينار رغم التداعيات السلبية لجائحة كورونا، وزعت منها أرباحاً نقدية على المساهمين بنسبة 100 بالمئة من رأس المال أي ما يعادل 83 مليون دينار.
وأوضح النسور، أنه عند مقارنة صافي أرباح الشركة مع مجموعة من الشركات الأردنية الكبرى المدرجة في سوق عمان المالي بالإضافة للعائد على الأصول (ROA) لكل منها، ظهر أن أرباح البوتاس ونسبة العائد على الأصول هي الأعلى ضمن هذه الشركات.
أما على الصعيد العالمي، وبالمقارنة مع مصنعي الأسمدة حول العالم فقد حققت شركة البوتاس العربية، بحسب النسور، عائد على حقوق الملكية (Return on Equity-ROE) بلغت نسبته 14 بالمئة، وعائداً على أصول الشركة (ROA) بلغت نسبته 11 بالمئة، حيث ظهر أن العائد على حقوق الملكية (ROE) لشركة البوتاس العربية هو الأعلى ضمن العينة المأخوذة، التي تتضمن كبرى الشركات العالمية العاملة في مجال إنتاج البوتاس.
وفيما يتعلق باستراتيجية الشركة، أكد النسور، أن الإدارة التنفيذية وفور استلامها لمهامها باشرت بوضع خطة استراتيجية تحدد أهدافها على المدى القصير والمتوسط والبعيد للأعوام (2021- 2025)، مع الأخذ بعين الاعتبار خطط دوائر الشركة بجميع أقسامها، وشمل نطاق العمل وضع خريطة طريق شاملة لتنفيذ الاستراتيجية.
وحول الاستثمارات الرأسمالية للشركة، ذكر النسور، أن المصاريف الرأسمالية لها ارتفعت خلال الأعوام العشرة الماضية من 28 مليون دينار عام 2011 إلى 153 مليون دينار عام 2020، حيث تنوعت هذه المصاريف من حيث طبيعتها ما بين مشاريع التوسع ومشاريع استدامة المصانع والبنية التحتية للأصول بالإضافة الى مشاريع الطاقة.
كما بين أن زيادة الإنفاق الرأسمالي جاء لحماية أصول الشركة وإيجاد بنية تحتية منظمة وصلبة قادرة على استيعاب التوسعات في كميات الإنتاج على المدى المنظور.
وتحدث عن مشاريع التوسع التي تقوم بها الشركة وتشمل التوسع في تدعيم السدود وعمليات الحفر (سد رقم 1، وسد رقم 5، وسد رقم 10، وسد رقم 18)، حيث من المتوقع أن تزيد هذه العمليات من قدرة الشركة الإنتاجية بواقع 60 ألف طن سنوياً، فيما سيعمل التوسع في سد رقم (19) على رفع القدرة الإنتاجية للشركة بواقع 140 ألف طن سنوياً وبتكلفة 130 مليون دينار، إضافة إلى مشروع محطة الضخ الجديدة، والبوتاس الحبيبي الأحمر الذي باشرت الشركة بإنتاجه وبيعه في شهر أيلول من عام 2019، وصدرت أول شحنة منه إلى البرازيل وبواقع 42 ألف طن وفي عام 2020، قامت الشركة بتصدير 247 ألف طن من “الحبيبي الأحمر” توزعت على عدة دول أهمها البرازيل وفيتنام والفلبين.
أما مشاريع الشركة المستقبلية، فتشمل وفق الدكتور النسور، إعداد دراسة جدوى اقتصادية وفنية للمنطقة الشرقية من أراضي الامتياز والمقسمة الى منطقتين بمساحة اجمالية تعادل 5.9 كيلو متر مربع، حيث أن التوسع في المنطقتين من شأنه زيادة الطاقة الإنتاجية بواقع 120 الف طن سنويا.
كما تشمل مشروع التوسع في المنطقة الجنوبية ضمن امتياز الشركة وهدفه زياده إنتاج البوتاس إلى ما يزيد على 3 ملايين طن سنوياً من خلال الاستغلال الأمثل لجميع المساحات المتاحة في منطقة الامتياز، وبناء مصنع بلورة بارد جديد، مع دراسة الخيارات المتعددة لرفع طاقته الإنتاجية بكميات تتراوح ما بين 500 إلى (700 ألف طن بوتاس، إضافة إلى استخدام منطقة اللسان لغايات التوسع في استخراج مادة البوتاس.
وعن مجالات البحث والتطوير والابتكار في الشركة، أوضح الدكتور النسور أن ” البوتاس العربية: باشرت العمل على إنشاء مركز البحث والتطوير والابتكار الذي يقع على مساحة تزيد على 6 آلاف متر مربع، وبتكلفة تقديرية 4 ملايين.