صراحه نيوز- بقلم عبدالهادي راجي المجالي
(يحاولون ..تعليمك أصول الوطنية .. وأنت تعرف أنهم يكرهونك ويكرهون الوطن ..)
يحاولون …أن يظهروا على الشاشات بمظهر الواعظ الذي تعتق في الرهبنة ويوهمونك أنهم تعتقوا في عشق البلد .. وأنت تعرف وهم يعرفون أنهم ولدوا من رحم الزندقة ..
حتى حين تذهب يوم الجمعة ، إلى الصلاة .. تكتشف أنهم سبقوك إلى الصفوف الأمامية ، وتظاهروا بالخشوع وأنت تعرف أنهم لايحفظون سورة واحدة من كتاب الله..ولكنهم حتى في أطهر الأماكن يكذبون ..
وتراهم خلف المايكريفونات ، يحترقون لأن وزارة أو وزيرا ..أوغل في تطبيق القانون، وهم في داخلهم يتمنون لهذا الوطن أن يكون خرابا .. ومن ركام الخراب يطلون .. على حلمهم ..ويبشرون بأن الحلم أصبح حقيقة ..
ويدعون .. أنهم ، يريدون لهذا الوطن أن يكون مثاليا ، وأن يكون الناس فيه سواسية …وباسم المثالية والمواطنة ..يرجمون الصحراء ويعتبرونها قيحا في الجغرافيا الأردنية ..
ويكرهونك إن ذكرت اسمك ..يكرهونك ان انتسبت للتاريخ لأنهم بلا تاريخ … ولأن التاريخ لم ينصف عميلا.. التاريخ كان محكمة العملاء .. وكان مقبرتهم ..
يفتحون لك أبواب مكاتبهم ، ويغرونك بالحب ، وبأن انسانيتهم ..نبيلة ، وبأن الدولة ظلمتهم .. وتتذكر أن قلوبهم قلوب ذئاب .. تتذكر أن مظفر النواب قال يوما واصفا إياهم :(.. لا تأمنوا جنس الذئاب .. إن الذئاب بدون ذنوب.. ذنوب .) .. وتتذكر أنه قال فيهم أيضا : ( إن الذئاب وإن جاورت كعبة الله تترك بحرا من الدمع لا تؤتمن)
يرتدون أجمل ربطات العنق ، وأفخم البذلات الفاخرة .. ووجوهم بيضاء .. مثل الغيم ، ولكن تدرك أن دواخل ضلوعهم مناجم فحم وخراب ..
تجدهم في كل مكان خلف الشاشات .. في أحضان السفارات ، تجدهم حتى في غطاء برميل النفط ، وفي كل مؤتمر ..تجدهم ..حتى حين تصحو في الصباح .. وانت تشرب فنجان قهوتك .. يتغير طعمه ويصبح أشبه بالزيت المحترق ..فوجودهم يداهمك حتى في ورق الجرائد .
هل عرفتموهم ؟ .. إنهم الذئاب ..
لكن لهذا الوطن رب يحميه ، له شعب يؤمن به ، وله ملك وضعه مكان قلبه والعيون … وله جيش مثل أسنة الحراب .. لا عظم ولا لحم ولا صخر .. يطوي تلك الأسنة ..
حماك الله يا بلدي
عبدالهادي راجي