صراحة نيوز – بقلم عوض ضيف الله الملاحمه
لا أدري ، لماذا كلما مَرّ الزمن ، نواجه إشكاليات في الفتاوى التي يُطلقها كل من سمح لنفسه ان يُسمي نفسه مُفتياً ، سواء كان مؤهلاً لإصدار الفتاوى او لم يكن مؤهلاً لذلك ، فالمشكلة قائمة ، والناس تعاني من التضييق عليهم في شؤون حياتهم !؟
بداية إسمحوا لي ان أوضح أنني لست مُحتجاً ، ولا مُعترضاً — لا سمح الله — وإنما أطرح مشاكل حياتية يعاني منها كل المسلمين في كل بلدان العالم الإسلامي . ليتكرم علينا أصحاب الإختصاص ، المؤهلون للقيام بدور المفتي ، مع الأخذ بقاعدة جوهرية ثمينة ترفع من شأن دين الاسلام العظيم تقول : (( الإسلام دين يصلح لكل زمانٍ ومكان )) ، دون تحجرٍ ، او خوفٍ من الإجتهاد ، لكن أيضاً دون إجترارٍ لمعلومات أُقحمت في عَقلهِ ، وحَفِظها عن ظهر قلب ، وإنغلق عليها .
في هذا المقال أطرح موضوع (( عِدَّة المرأة المتوفى زوجها )) . حيث إستشعرت ان غالبية من يفتون في عِدّة المرأة المتوفى زوجها يحفظون نصاً وتفسيراً واحداً عن ظهر قلب ، لا مراعاة فيه لِعُمر المرأة ، ولا لبعض الظروف الخاصة المُقيدة والشائكة أحياناً .
وهنا سأسرد بعض الأمثلة لظروفٍ صعبة تمر بها نساء بسبب وفاة الزوج مثلاً :—
١ )) لنفرض ان زوجة مُقيمة مع زوجها خارج وطنها ، وتوفي زوجها وهم يقيمون خارج الوطن ، وليس لها لا أهل ولا أقارب ، ولا مُعيل ، هل تبقى في بلد الإغتراب لمدة أربعة أشهر وعشرة أيام ؟
٢ )) إمرأة تزوجت حديثاً ، وتوفي زوجها بعد أيام او بضعة أشهر من زواجهما ، وهي صبية ، والبيت مُستأجر ، هل تُلزَم بالبقاء ببيت الزوجية ؟ ومن يتكفل بدفع الأجرة ونفقات البيت إذا لم يكن له أهل ، وأهلها غير مقتدرين مادياً ؟ أليس من الأفضل ان تعود لبيت أهلها سواء كانوا في البلد الذي تعيش فيه او خارجه ؟
٣ )) المرأة العاملة التي توفي زوجها ، كيف يمكنها التغيب عن عملها هذه المدة الطويلة ، والعمل مصدر رزقها الوحيد بعد وفاة زوجها ؟
٤ )) المرأة الكبيرة في السن التي توفي زوجها — وهي ليست في عمر الحمل والإنجاب — وبيت الزوجية في قرية ، وليس لها أحد في تلك القرية ، وأولادها يعملون ويقيمون في مدنٍ بعيدة عن القرية ، هل يجوز لها ترك بيت الزوجية والإنتقال للعيش مع أولادها في المدينة مثلاً ، او ربما يقيمون في بلدٍ آخر ؟
٥ )) إمرأة كانت تقيم مع زوجها الذي كان يعمل في إحدى دول الخليج العربي ، وتوفي زوجها ، ماذا تبقى لها بعد ذلك في تلك الدولة ؟ خاصة وانه يتحتم عليها المغادرة ، حيث سيتم إلغاء إقامتها ، فكيف لها ان تبقى في بيت الزوجية في تلك البلد ؟
٦ )) ما الغاية الشرعية من فرض العِدّة على الزوجة ، وعدم مغادرة بيت الزوجية ، وضرورة المبيت فيه ؟ أليس لمنع المرأة من الإختلاط بالرجال ؟ وللتأكد فيما اذا كانت حاملاً من الزوج المتوفى تجنباً لإختلاط الأنساب ، وحِفظاً لِسُمعة الزوجة ؟ وما مدى صِحة ضرورة إلتزام الزوجة التي بلغت الستين او السبعين او الثمانين من العمر بعدم مغادرة بيت الزوج وضرورة المبيت فيه ؟
كما بدأت حديثي ، أُنهيه ، آملاً من أصحاب الإختصاص المتعمقين في الشريعة الإجابة على الأسئلة المذكورة أعلاة ، تيسيراً ، وتوضيحاً ، وتسهيلاً على الناس .