صراحة نيوز -إلتقى خبراء منظمة الصحة العالمية الذين يحققون في منشأ فيروس كورونا اليوم السبت أفراد طواقم مستشفى في ووهان الذين استقبلوا أولى حالات الإصابة المثبتة بكوفيد-19، قبل زيارة مقررة إلى معرض دعائي يحتفي بتعافي الصين من الوباء.
وتوجهت المجموعة إلى مستشفى جينينتان، أول مستشفى استقبل مرضى تم تشخيص إصابتهم بكوفيد-19 في أواخر 2019، فيما كانت الفوضى والأخبار المروعة عن الفيروس تنتشر في المدينة الواقعة وسط الصين.
ولا تزال تفاصيل مهمة الخبراء قليلة. وتبقى التغريدات التي يُطلقونها، وتلك الصادرة عن منظّمة الصحّة العالميّة، المصدر الأساسي للمعلومات، ذلك أنّ الصين تكاد تكون شبه متكتّمة حول هذه الزيارة الشديدة الحساسيّة من الناحية السياسيّة بالنسبة إليها.
وفي تغريدة على تويتر رحب أحد أفراد الفريق بيتر دازاك بالزيارة إلى المستشفى بوصفها “فرصة مهمة للتحدث مباشرة مع طواقم طبية كانت على الأرض في تلك الفترة الحرجة من محاربة كوفيد”.
وبعد ظهر السبت سيزور الفريق معرضا يحتفي بتدابير سلطات الصحة في ووهان خلال المراحل المبكرة المروعة للفيروس، وبتحرك القيادة الشيوعية للسيطرة على أزمة لا سابق لها.
وتحمل مهمة فريق منظمة الصحة عبئا سياسيا كبيرا. فقد أُرجئت مرارا وسط رفض الصين السماح للفريق بالدخول حتى منتصف كانون الثاني، فيما تبرز تساؤلات حول ماذا يأمل الخبراء في العثور عليه بعد مرور عام على ظهور الفيروس.
وأمس الجمعة سعى مدير عمليات الطوارئ في المنظمة مايكل رايان إلى ضبط سقف التوقعات. وقال في مؤتمر صحفي في جنيف إنّ النجاح”لا يُقاس بالضرورة بالعثور على مصدرٍ خلال المهمّة الأولى”. وتابع “هذه أشياء معقّدة، وما نحتاج إلى فعله هو جمع كلّ البيانات، وجميع المعلومات، وتلخيص المناقشات كافّة (…) وما هي الدراسات الإضافيّة التي نحتاج إليها للوصول إلى الإجابة”.
وحذرت الصين الأسبوع الماضي الولايات المتحدة من “تدخل سياسي” خلال المهمة بعدما طالب البيت الأبيض بتحقيق “واضح ومعمق”.
وتؤكد منظمة الصحة العالمية أن مهمة الفريق ستكون محصورة بالحقائق العلمية لكيفية انتقال الفيروس من حيوانات، يعتقد أنها طيور الخفاش، إلى البشر.
ويتوقع أن يزور الفريق سوق هوانان الذي يعتقد أنه كان البؤرة الأولى الرئيسية للإصابات، وكذلك معهد ووهان لعلوم الفيروسات ومختبرات أخرى، في ما وصفه رايان بـ”جدول الأعمال المزدحم جدا”.
وتسعى بكين بشدة إلى تبديد الانتقادات لتعاملها مع المراحل الأولى الفوضوية لتفشي الوباء. وأعادت تسليط الاهتمام في الداخل والخارج على استجابتها وتعافيها من الجائحة.
ومنذ تفشيه خارج الحدود الصينية، فتك الفيروس بأرواح أكثر من مليوني شخص في أنحاء العالم ودمر اقتصادات.
وتمكنت الصين التي سجلت حصيلة متدنية من الوفيات بلغت 4636 وفاة، من التعافي من الفيروس، وسارعت إلى إغلاق مناطق رصدت فيها أي إصابات وأجرت فحوصا لملايين الأشخاص وفرضت قيودا على التنقل في مواجهة الأزمة الصحية.
وسجل الاقتصاد الصيني نموا بنسبة 2,3 بالمئة رغم تفشي الجائحة العام الماضي، ولا تفوت القيادة فرصة للتباهي بقدرة البلاد على الصمود.
واعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية الجمعة أن زيارة فريق منظمة الصحة هي “أحد أوجه البحث العالمي” حول الوباء. وقال تشاو ليجيان للصحافيين “إنه ليس تحقيقا”.
وكالة الصحافة الفرنسية (أ ف ب)