صراحة نيوز – بقلم موسى العدوان
من القصص التي أوردها الكاتب أدهم شرقاوي في أحاديث المساء القصة التالبة :
” يقول سائح : ركبت سيارة ألأجرة ذات يوم متجها إلى المطار. وبينما السائق ملتزم بالمسار الصحيح، إذ قفزت أمامنا سيارة بشكل مباغت. ضغط السائح الذي أركب معه على المكابح بقوة، فانزلقت السيارة بشكل مخيف إلى أن توقفت على بعد خطوة واحدة من السيارة الأخرى ..
ورغم خطئه . . أدار سائق السيارة الأخرى رأسه نحونا، وانهال علينا بالصراخ والشتائم، فما كان من سائقي إلاّ أن ابتسم ولوّح له بيده. استغربت من فعله وقلت له : لماذا تبتسم له ؟ لقد كاد أن يقتلنا ؟ هنا لقّني السائق درسا لن أنساه ما حييت، أسميته فيما بعد ” درس الشاحنة “.
قال لي : كثير من الناس مثل الشاحنة الكبيرة، تدور في الأرجاء محملة بأكوام الإحباط.
وعندما يتراكم الإحباط والخذلان والهم في داخلهم، يفرغونه في أول مكان سانح. فلا تأخذ الأمور بشكل شخصي أبدا . . كل ما في الأمر أنك مررت في لحظة إفراغها، فقط إبتسم ولوح لهم وتمنى أن يصبحوا بخير، ثم أمضِ في طريقك، واحذر أن تأخذ نفاياتهم معك، لتلقيها أنت على غيرك. دع هذه النفايات تقف عندك، فكل إنسان لديه ما يكفيه . . !
* * *
التعليق :
1. بعض المسؤولين في المواقع الرسمية يصابون أحيانا بمرض العَظَمة، ويرون أن الحق معهم دائما، وأنهم أوصياء على البشر. فحين يشتمك أو يضربك عاقل فإنك تغتاظ وتنفعل، ولكن حين يفعل ذلك رجل مجنون أو مريض بداء العظمة، فعليك أن تبتسم وأن تقلب غضبك عليه إلى شفقة.
2. المعارك الثانوية ليس فيها لذة النصر، حتى لو انتصر فيها صاحب العظَمَة، بحكم موقعه الرسمي نظرا لتفاهتها. فقد يشعر بالنصر ظاهريا، ولكنه في حقيقة الأمر مهزوم في داخله. مهزوم بإنسانيته وأخلاقه وقيمه، عندما يتقمص دورا لأصغر مرؤوسيه، بداعي الحرص على العمل، بينما هو يستعرض عضلاته وينفذ ألاعيبه أمام صاحب الفضل عليه.