صراحة نيوز – بقلم عوض ضيف الله الملاحمه
ليس من حق اي طرف عربي ان يزاود على الآخر في دعم القضية الفلسطينية ، او ان يدعي بانه يدعم ، ويساند بالمطلق . فلسطين وحيدة في صراعها لإثبات عروبتها ، ورفض صهينتها التي يعمل اغلب العالم على صبغها بها ، ولا أستثني أحداً بالمطلق على مستوى الجهات الرسمية الحكومية ، بما فيها السلطة ( غير ) الوطنية الفلسطينية . أستثني فقط العرب الشرفاء كأفراد ، وليس كهيئات وتنظيمات ومنظمات ، كما أستثني بعض أحرار العالم كأفراد ، وأستثني من المنظمات ، منظمة ناطوري كارتا اليهودية ، التي تناضل وتناصب بني جلدتهم ودينهم العداء ويعبرون عن رفضهم للحركة الصهيونية في العالم اجمع ، ويناضلون بشرف عن معتقد ديني يهودي حتى داخل الكيان الصهيوني . لان معتقدهم الديني ان الله كتب عليهم الشتات في الارض الى يوم القيامة لعصيانهم الله ، ولعل ما كُتب عليهم من شتات يُخفف عنهم عذاب يوم الدين .
كل ما يتم إظهاره من رفض على مستوى السلطة ( غير ) الوطنية الفلسطينية وكل الوطن العربي ، ليس اكثر من اداء لدور ، لتصوير مشهد تمثيلي ساقط قيميًا ، وقومياً . وحتى لا يعتبرني أحد بانني مُتجنياً ، او مُتشائماً أورد ما يلي بمنتهى العقلانية ، والمنطق ، والإنصاف لكل الاطراف : منذ عقود من الزمن ، ومنذ ما قبل نكبة ال ٤٨ ، وحتى آخر الأحداث المتمثل في صفعة القرن ، ما يتم لا يزيد عن الآتي : التنسيق لعمل تمثيلي للقيام ببعض المسيرات ، وحرق الإطارات ، ورفع بعض الشعارات ، وعمل المحاضرات ، والندوات ، والمؤتمرات : لإعلان الشجب ، والاستنكار ، ورفض العدوان ، والوقوف ضد التهويد ، والتمسك بقرارات الشرعية الدولية ( هههههه الشرعية الدولية التي شرعنت الاحتلال ، وأقامة الكيان ، والاعتراف به ، ومساندته لقيامه وإنشائه وإضفاء الشرعية عليه ) .
أستثني إلانتفاضة الاولى في نهاية الثمانينات ، وصدق أهدافها ، ومصداقية من قاموا على رعايتها ودعمها بقيادة المناضل الشريف الشهيد خليل الوزير ( أبو نضال ) ، الذي أعلن ان من يستغني عن الكفاح المسلح لتحرير فلسطين يعتبر خائناً ، لاحظوا معي تصريحه الذي سرّع بإغتياله ، ولمصداقيته تم إغتياله ، لإطفاء جذوتها ، واستثمار غاياتها ، وحرفها عن أهدافها التي رسمها ، فأسفرت عن مؤتمر مدريد الإخضاعي ، وأوسلو الخياني ، ووادي عربه الاستسلامي . وكانت فاكهتها وأقصى منجزاتها قيام السلطة التآمرية المتصهينة . ألم تلاحظوا معي ردود الفعل التمثيلية المُخزية منذ اعلان الصفعة يوم الثلاثاء الماضي : تواجد لبضع عشرات من الأشخاص في غور الأردن ، وكأنهم بمشهد إحتفالي ميداني وإنصرفوا ، حرق بعض الإطارات في بضعة أماكن في الضفة الغربية وانتظار التقاط الصور ،وينصرفوا ، مرّ يوم الجمعة الاولى على اعلان الصفعة كيومٍ عادي جداً بعد صلاة الجمعة في المسجد الأقصى ، مظاهرة إستعراضية لبعض الأحزاب ومن يسمّون بالشخصيات الوطنية !!؟؟ أمام المسجد الحسيني في عمان ، مسيرات هزيلة في بعض المدن الاردنية ، بهتافات جوفاء ، إنهزامية ، مكررة ، وممجوجة ، وكأنها لرفع العتب . في الوقت ذاته نواب اردنيون يدعون السفير الصهيوني على المناسف ، متناسين او متجاهلين ان سبب ظهور المنسف هذه الأكلة الشعبية الأردنية هو قرار من الملك ميشع المؤآبي الكركي لكسر تقليد لليهود ، وآخرين من الأردنيين يدعون السفير الصهيوني على بيوتهم والإحتفاء به ، مع تقديري لعشيرة أحدهم المناضلة قومية النهج ، عشيرة الثوار الأحرار ، التي شَمّْسَتْ ذلك الشخص ( وهنا من الضروري ان أُذكِر بمقال سابق لي عن ضرورة اتباع التشميس لردع من ينحرفون عن نهج القبائل الاردنية الأبية ) . والتحرك الأجرأ والأخطر الذي سيقلب الموازين ، وسيحرر فلسطين ، إنعقاد مؤتمر وزراء الخارجية العرب ، ومما زاد الخطورة طيران عباس لحضور المؤتمر !!؟؟ وبما ان عباس حضر المؤتمر ، سيكون بيان الشجب والرفض والاستنكار شديد اللهجة ، وبدون رحمة للعدو الصهيوني وحاضنته الأمريكية برئيسها المتغطرس .
من حقي ان أتطرق بشيء من التفصيل عن أقرب طرفين لفلسطين ، وهما السلطة ( غير ) الوطنية الفلسطينية ، والمملكة الاردنية الهاشمية . السُلطة تدعي تنبي القضية والدفاع عن القضية الفلسطينية ، وهي ليس بإمكان قادتها التحرك ، والتنقل ، والسفر ، والأكل ، والشرب ، وإستنشاق الهواء ، الا بموافقات من حكومة العدو ، ويقضي عدد من قادتها وعائلاتهم عطلات الأسبوع في منتجعات العدو مع قادة الكيان وعائلاتهم ، حيث يلهو أطفالهم معاً ، لكسر مشاعر العدائية عند ابنائهم تجاه ابناء الصهاينة المحتلين لفلسطين ، وكلكم تعرفون قصة تسيفي لفني الصهيونية التي حصلت على فتوى أحد الحاخامات لتنذر جسدها في سبيل الكيان وخدمته ، فأوفت بما نذرت ، مع العديد من كبار المسؤولين الفلسطينيين والعرب ، وعباس حتى اليوم يهدد بوقف التنسيق الأمني مع العدو ، وهذا يعني انه حتى هذه الساعة هناك احرار فلسطينيون يعتقلهم العدو باخباريات من السلطة ، والعمل الأخطر الذي نجحت به السلطة أيما نجاح ، يتمثل في تدجين الثوار الفلسطينيين ، الذين سيحتاجون الى عقود من الزمن للانتفاض والخلاص من أدران السلطة .. الخ . أما المملكة الاردنية ، فمن اتفاقية وادي عربة الإذلالية ، الى بضائع المستوطنات التي تغطي اسواقنا ، الى اتفاقية العار ( عفواً الغاز ) ، التي بسببها يُعتبر العدو حليفاً شريفا نظيفاً مؤتمناً ، وإلا هل من المنطق والعقل ان نترك طاقة الأردن بيد عدو ، بكبسة زر يعم الظلام كافة أرجاء الأردن !!؟؟ .. الخ
البين طس فلسطين وchبحها ، كفاكم تمثيلاً وادعاءا بنصرة فلسطين ، ما انتم الا ممثلين عملاء مأجورين ، وفلسطين الطاهرة ، المنكوبة منكم برآء . الواقع العقلاني والمنطقي يقول : إن فلسطين وحيدة في مواجهة الغازي المستوطن الغاصب . وتحريرها يكمن في ثوار الداخل الفلسطيني بعد خلاصهم من سلطتهم التي تسلطت عليهم ، والركون الأقوى والأنجع ، والأثبت يتمثل في ان يُنجز الله وعده ، والله سبحانه وتعالى نافذٌ أمره .
ما يمكن ان يُقال كثير ، لكن ما الجدوى من افعال مفتعلة استعراضية في قضية مصيرية !!؟؟ انه خداع ، وهل يرضى عاقل ان يُخدع !؟ المُطبع ، والعميل ، والمنتفع ، والرافض ، يهتف بفلسطين ، في مشهد كأنه احتفالي وليس نضالي ، وقافلة التهويد تسير ، ولا يضيرها النُباح .
لنعترف باننا كلنا متخاذلون ، كل محتل بالإضافة لغُربته وجُبنه يكون حصيفاً في احتساب كلفة احتلاله ، ونحن لم نكتفي بتوفير كلفة الاحتلال بل سوقنا منتجاته حتى المسروق منها كالغاز .
تبادلوا حلقات الذكر والاستغفار وأنتم غالبيتكم لستُم طُهار . كيف يغفر لكم الله وأنتم خذلتم اقصاه .
نقدم برامج عن القدس لنقنع أنفسنا بعدالة قضيتنا !!؟؟ هذه مهزلة ، لماذا لم يتم توظيف هذه الأموال لخلق حالة إعلامية متحضرة لنخاطب بها العالم لاقناعهم بعدالة قضيتنا لنخلق رأياً عاماً مؤيداً يؤثر على قرارات حكوماتهم الديمقراطية التي تحترم توجهات شعوبها !؟