صراحة نيوز – إيمان المومني – تحت شعار “المعلومات كمنفعة عامة” يحتفل الأردن والعالم غدا في الثالث من أيار باليوم العالمي لحرية الصحافة، في إشارة للأهمية البالغة للمعلومات المُثبَتة والموثوق بها، خاصة في ظل جائحة كورونا التي تتطلب المزيد من الحرية المسؤولة ومكافحة الأخبار المزيفة.
إعلاميون ومتخصصون قالوا، لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، إن الطلب على المعلومات الدقيقة يزداد في وقت الأزمات والتي تسهم في اتخاذ القرار الصائب، لافتين إلى ضرورة استقاء المعلومات الصحيحة من مصادرها الرسمية.
وأشاروا إلى أهمية تضامن الصحفيين مع الجيش الأبيض من أجل التصدي لتداعيات الفيروس، كل من موقعه، وبالتشارك والتعاون سوية.
مدير مرصد مصداقيّة الإعلام الأردني “أكيد” التابع لمعهد الإعلام الأردني، طه درويش، قال: “ممّا لا شكّ فيه أنّ الصحافة المحليّة بخاصّةٍ، والعالميّة بعامّة، قد بوغِتَت بجائحة كورونا غير المسبوقة في التاريخ الحديث، مُستَحضِرَةً معها جائحة الإنفلونزا الإسبانيّة ورُعبها ونتائجها الكارثيّة التي أسفرت عن عدد هائل من الضحايا”.
وأضاف: أنّ الإعلام المحلّي بدأ بالتعامل المهنيّ مع بدايات كورونا بحذرٍ شديد من خلال الاعتماد على البيانات والتصريحات الصادرة عن جهات رسميّة؛ مثل وزارة الصحّة وتقارير منظمة الصحة العالمية، مع مراقبةٍ حذرة وتعاملٍ واعٍ مع ما كان يجري تداوله وتناقله على منصّات التواصل الاجتماعي حيث تجنّب الإعلام الأردني بشكل عام، إعادة نشر أو بثّ الكثير من الأخبار الزائفة والمعلومات المغلوطة التي امتلأت بها “السوشال ميديا”.
وتابع: وإن كان الأمر لا يخلو من حالات خلالها إعادة نشر عدد من الأخبار والمعلومات التي لم تثبت صحّتها ولم يتمّ التحقّق من درجة دقتها.
وقال: وجد الإعلام نفسه في معركة شرسة مع ما يُعرَف بـ “وباء المعلومات” المتمثّل بطوفان من التضليل الإعلامي والأخبار الزائفة والحديث عن “نظريات المؤامرة” التي شكّكَت حتى بوجود “كورونا”، لافتا إلى أن هذه المعركة الإعلاميّة مع “وباء المعلومات” كانت بالتوازي مع جهود إعلاميّة تتابع تفاصيل ما يجري بالخبر والصورة والتحليل، والتقارير المعمّقة، والتحقيقات التي حاولت أن تضيء الكثير من المناطق المعتمة المرتبطة بجائحة كورونا.
وأكد رئيس لجنة الحريات في نقابة الصحفيين الزميل يحيى شقير، أهمية دور الصحافة في وقت الجائحة، من أجل التأشير على أماكن الخلل، وبث المعلومات الصحيحة حولها.
وأضاف: محليا يسجَّل للحكومة عدم استخدامها قانون الدفاع لفرض رقابة مسبقة على وسائل الإعلام.
من جانبه، قال رئيس تحرير صحيفة الدستور، الزميل مصطفى ريالات، إن اليوم العالمي لحرية الصحافة يأتي للعام الثاني على التوالي في ظل الجائحة الضاغطة على الكوادر الطبية والمواطنين ووسائل الإعلام التي وقفت على مواجهة هذا الوباء، في سبيل أداء رسالتها لتوفير المعلومات الصادقة المتعلقة بالفيروس.
ولفت إلى أن الإشاعة والأخبار الكاذبة والمعلومات المضللة شكلت عبئاً كبيرا على الصحافة المهنية، “لإيماننا بأهمية أن تكون المعلومة صحيحة وموثقة وتخدم المواطن وتحميه وتساعد الدولة في جهد مواجهة مرض كورونا.
وأشار إلى أنه ورغم ظروف كورونا القاسية لم تتوقف الصحافة الأردنية عن العمل المهني الجاد، وعملت بكل اعتزاز وفخر على أداء رسالتها الوطنية على الوجه الأمثل.
وقال رئيس التحرير المكلف في صحيفة الرأي، الزميل عماد عبد الرحمن إن الجائحة شكلت تحدياً للصحف الأردنية، لأنها توقفت عن الصدور لأكثر من شهرين ونصف لكنها تمكنت من تقديم نشراتها الإخبارية اليومية على الموقع الإلكتروني، ونشرة الـ “بي دي أف”.
وواصل: ركزت الصحف اليومية ومن بينها “الرأي” على تغطية أخبار الوباء والقضايا المتعلقة به كونه الحدث الأبرز على الساحة المحلية منذ بداية إجراءات الوقاية والتطورات المرتبطة بالفيروس من اليوم الأول في تاريخ 17/3/2020.
وأضاف: عملت الصحف على تعزيز ثقة القراء، وأصبحت مصدراً لوسائل التواصل الاجتماعي سواء في نشر المعلومات الاحصائية أو الرسائل التوعوية.
من جانبه، أشار رئيس تحرير صحيفة الغد، الزميل مكرم الطراونة، إلى أن الصحافة لعبت دورا مهما في تغطية الجائحة وخطورتها وتبعاتها الاقتصادية، لافتا إلى حرص الإعلام على نقل أخبار كورونا بدقة ومصداقية منذ ظهور الفيروس لأول مرة في الصين.
ونوه لدور الصحافة في حث المواطنين على الإلتزام بإجراءات السلامة العامة كالتباعد وارتداء الكمامات، باعتبارهم شركاء في تحمل مسؤولية، ودورها في التوعية من أجل التخفيف عن الجهاز الطبي.
وقال مدير عام هيئة الإعلام السابق، المحامي محمد قطيشات، إن وسائل الإعلام إحدى ركائز محاربة كورونا، وعملت بحس وطني مسؤول، وكانت عين المجتمع الناقدة بكل مهنية ومسؤولية، وما زالت تواجه صعوبات في الحصول على المعلومات وتداولها لأسباب عدة، أهمها ضعف الإطار التشريعي الناظم لحق الوصول للمعلومات، وعدم وجود بيئة تشريعية حاضنة لتطوير الإعلام وتعزيز دوره في التنمية.
من جهته، رأى رئيس مركز حماية وحرية الصحفيين، الزميل نضال منصور، أن الإعلام لعب دوراً في التعريف بفيروس كورونا ومخاطره وكيف ينتقل من خلال الإرشادات والتوعية عبر التواصل مع المصادر الرسمية، داعيا إلى المزيد من حرية الإعلام في الإطارين التطبيقي والتشريعي.