فَقْرُ دَمٍ .. يُقابِله .. فَقْرُ إحْسَاس

4 سبتمبر 2019
فَقْرُ دَمٍ .. يُقابِله .. فَقْرُ إحْسَاس

صراحة نيوز – بقلم : عوض ضيف الله الملاحمه

طالعتنا الصحف الرسمية قبل فترة بخبر صادم بان ٣٣٪؜ أي ثُلث أطفال الأردن ، يعانون من فقر الدم ، أبناؤنا ، أطفالنا ، فلذات أكبادنا ، ثلثهم يعانون من فقر الدم . العجيب ان حكومتنا غير الرشيدة مستغربة متعجبة ، وكأنها ليست هي المسؤولة عن فقر دم الأطفال الاردنيين ، وكأنهم ليسوا من أفقروا أهليهم ، والنتيجة الطبيعية ان يصاب الأطفال بفقر الدم . ألا تعلم حكومتنا غير الرشيدة بان الزيادات المتكررة على الضرائب والرسوم ، أدى الى ارتفاع الأسعار ، والغلاء الفاحش الذي طال كل السلع ، والانفلات الذي تشهده الأسواق لغياب الرقابة الرسمية ، كلها أدت الى تراجع القوة الشرائية للعائلات الاردنية ، وهذا يعني ان العائلات خفضت من حجم مشترياتها ، وعليه تم الاستغناء عن الكثير من السلع ، حتى الضرورية منها ، وأُجبرت الأسر على خفض متابعاتها ، واهتمامها بصحة أطفالهم من ناحيتي التغذية ، والمراجعات الطبية اللازمة للأطباء ذوي الإختصاص للمراقبة ، والإطمئنان ، على صحة أطفالهم ، حتى عند مرضهم ، اصبحوا يبحثون عن الميرمية ، والشيح ، والقيصوم ، والجعدة ، والبابونج ، والبعيثران ، والزعتر .. وغيرها ، طبعاً أسماء أغلب هذه الأعشاب الطبية ، طلاسم ، لا يعرفها من هبطوا علينا بالبرشوتات ، لانهم يعرفون انواع الكورنفلكس ، ومن على شاكلته .

فقر دم أطفالنا ، سببه فقر إحساس بالمسؤولية لدى حكوماتنا ، فقيرة النهج ، عديمة الإحساس بالمسؤولية ، الوطن بالنسبة لهم فرصة لوظيفة عُليا ، وليذهب الوطن ومواطنيه الى الجحيم . اذا كانت هذه الحكومات قد أَنهكت ، وأَفقرت ، وأَجهدت ، وقهرت الكبار ، ولتستكمل مهمتها التخريبية للوطن ، لا بد من إفقار دم الصغار ، بعد إفقار والديهم .

أنا واثق ان حكومتنا ، سطحية النهج ، لم تلتفت الى ان اعلان نسبة فقر الدم لدى أطفالنا ، قد كشف نسبة الفقر المدقع في الأردن ، وعليه فان نسبة الفقر المدقع المعلنة بشكل غير مباشر بسبب جهل او خُبث حكومتنا بلغت ٣٣٪؜ . والدليل على استمرار ضعف أداء حكوماتنا ، ما الذي فعلته الحكومة ، وما هي ردة الفعل على هكذا خبر مُزلزل ، لانه يمس صحة أطفالنا الجسدية والعقلية والنفسية أيضاً !!؟؟ طبعاً لا شيء ، وتم نسيان الإحصائية المرعبة .

من طبائع الناس ، حتى على مستوى الأفراد ، وكذلك الحكومات ضعيفة الاداء ، انها اذا كانت غافلة عن شيء ، يمس الوطن ومواطنيه ، تُحدث ردة فعل قوية لإصلاح الخلل ، وتصحيح المسار ، وتقليل الضرر ، وتلافي استمرار السلبيات في المستقبل ، لكن حكوماتنا ، لا فعل ، ولا ردة فعل ، وكأنهم لم يسمعوا بالقاعدة الطبيعية للأشياء ، والتي تقول : (( لكل فعل رد فعل ، مساوٍ له بالقوة ، ومعاكس له بالإتجاه )) .

حكوماتنا التي إبتُلينا بها ، في سُبات ، لماذا !؟ لان نهجها غير وطني ، وأدائها غير إنساني .

فقر الدم ، وخاصة لدى الأطفال ، وهم في مرحلة النمو الجسدي والعقلي والنفسي ، له آثار سلبية خطيرة على الصحة الجسدية ، والعقلية ، والنفسية . وحكوماتنا البليدة اذا كان الوطن ومواطنيه ليسوا مدرجين ضمن أولويات إهتماماتهم ، فلا نستغرب صمتهم المطبق تجاه معاناة أطفالنا ، لان إفتقارهم للإحساس بالمسؤولية لا يشعرهم بفقر دم أطفالنا . يبدو ان الخلل فينا لأننا نرجو من لا رجاء فيهم .

الاخبار العاجلة