صراحة نيوز – بقلم سمير الحباشنة
الاضراب تعبير متمدن وأداة ضغط تتبعها الشعوب الحيه لإجبار السلطات على تغيير نهجها وبالذات الاقتصادي الذي يتعارض مع مصالح المضربين..
ودوافع الاضراب امس الاول كان لها مسوغاتها الموضوعيه حيث كان قانون الضريبه المقترح السبب المباشر الى ذلك اضافه الى أسباب ضمنيه اخرى (تراكميه) ، مثل الفقر الذي لا راد له، والذي يتمدد ويلتهم كل عام مساحات اضافيه من اجساد اطفالنا الرهيفه وارتفاع حصته من المجتمع الاردني من حوالي 14% الى 21% هذا العام، وتلك البطالة التي تفشل كل بر امج خفض نسبها وخصوصا في أوساط الشباب بل وارتفاعها المرعب من 14% إلى 18%، إضافة إلى الحسْ الشعبي المتزايد،بأن في الدوله اوجه انفاق وهدر غير مبرر، وارتفاعات كبيره بالاسعار، حيث تم تصنيف عمان للسنة الرابعه على التوالي كاغلى مدينة في البلاد العربية وافريقيا. حالة عامه اقتصاديه واجتماعية غير مرضيه في واحدة من اهم مظاهرها تلك ظاهرة الاستقواء على النظام العام ،وتنامي النزعات المناطقيه والعشائريه،يقابله بالضروره ضعف في الانتماء وتراجع مكانة الهويه الوطنيه الجامعه،حتى يبدو الوضع وكأننا نعود الى حقبة ما قبل الدوله.كلها عناصرو مستجدات خطره ، كافية لأن تُشعل كل الإشارات الحمراء في عقولنا.
وبالمقابل لدينا حكومه مرتبكه لا تمتلك رؤيا ولا روايه ويدها بعيدة عن نبض الناس وتطلعاتهم، حكومة تتسم بالغطرسه، أبوابها موصده لاتقيم وزنا للراى الآخر مع انها لا تمتلك رايأ ،حكومةمنشغلة بما تضم في جنباتها من شخصنة وصراعات صغيره بين رؤوسها، حكومة تخطئ، فيضطر الملك ان يرتق وراءها أداءها المثقوب .
لذى..فأن الوضع الداخلي، بحاجه الى وقفة تشخيص صادقه صريحه، بهدف ازالة المسببات التي أدت الى كل ذلك. فالحلول الترقيعيه لم تعد مجديه.
مطلوب ذلك فوراً ..فالوقت ليس في صالحنا. دمتم بخير