لا لرجم الباصات

15 يناير 2019
لا لرجم الباصات

صراحة نيوز – بقلم د . صبري ربيحات 

في الوقت الذي تعاني قطاعات الزراعة والصناعة والتجارة والعقار من التراجع والركود تشھد السیاحة بعضا من الازدھار الذي یبعث على الأمل في تطور ھذا القطاع وارتفاع معدل مساھمتھ في الناتج القومي الأردني. إلى جانب الأسعار والأمن والمناخ وخدمات الضیافة یشكل النقل أحد أھم المرتكزات الضروریة لتحقیق عناصر الجذب والراحة لملایین الضیوف والسیاح الذین یؤمون المواقع السیاحیة على امتداد الفضاء السیاحي الأردني.

الیوم وخارج قواعد اللیاقة والمنافسة تتعرض باصات جت السیاحیة للرجم بالحجارة أثناء مرورھا و تنقلھا بین المواقع والمقاصد السیاحیة والمراكز الحضریة في جنوب المملكة.

الاعتداءات المتكررة على باصات الشركة الأولى في النقل البري للركاب والسیاح اعتداء على اقتصاد البلاد وسمعة الشركة وسلامة وأمن الركاب وقیم الأھالي التي حافظوا علیھا وتوارثوھا جیلا بعد جیل.

في الجنوب كما في سائر مدن وأریاف ومخیمات وبوادي الأردن یحرص الجمیع على الترحیب بضیوفھم وحمایتھم وإكرامھم. فالضیف یتقدم على أھل البیت. یقدم لھ أفضل الطعام ویجلس في أفضل أركان البیت حیث یتولى من حل علیھ الضیف رعایتھ وخدمتھ وحمایتھ من ملقاه إلى ممشاه. في معان حافظ الأھالي على تقالید خدمة الحجاج والمعتمرین وكل من یمر على ربوعھا فعلى مدار العام یقدم الطعام والشراب للمارة في البیوت والصالات التي أقیمت لھذه الضیافة فلا أحد یتردد في أن یسھم في إسعاد من یمر بمعان أو یستقر فیھا. ھؤلاء الكرام لا یقبلون أن یعتدى على ضیوفھم ولا یحتملون استمرار مثل ھذه الأفعال أیا كان مرتكبوھا.

الاعتداءات المتكررة غیر معروفة المصدر ومجھولة.الدوافع والغایات لكنھا تشكل خطرا كبیرا على حاضر ومستقبل السیاحة وعلى أمن واستقرار البلاد ومفھوم النظام وسیادة القانون. استمرار الصاق التھمة بأطفال عابثین تبریر لا یقبلھ العقل ولا
یقره المنطق. ارتكاب مثل ھذه الافعال تحت جنح الظلام وفي أماكن وظروف متباعدة ومختلفة لوك یحمل بصمات فاعلین محترفین ومقاصد مدروسة للاساءة إلى اھلنا في الجنوب و للنیل من سمعة الشركة ونجاحاتھا في تقدیم خدمات نوعیة لزبائنھا.

وقوع ھذه الحوادث على أطراف مدینة معان وبلدة وادي موسى والعقبة لا یعني أن لأھالي المدن والبلدات علاقة بھا فالمناطق الجنوبیة كانت ولا تزال الاكثر تعطشا للسیاحة والاشد ترحیبا بھا فقد عانت جمیعھا من البطالة والفقر وتوقف او تراجع الحركة السیاحیة وأدركوا تأثیر كل ھذه العوامل على فرص العمل المتوفرة والمتاحة لھم. انزعاج الاھالي في ھذه البلدات والمواقع لا یقل بحال من الاحوال عن مستوى انزعاح وقلق الشركة والأجھزة الأمنیة.

في حدیث مع بعض من تابعوا وقوع ھذه الحوادث وحاولوا حل لغز ارتكابھا إشارات إلى امكانیة استھداف الشركة من قبل بعض الجھات التي ترى أن لھا مصلحة في اعاقة تقدم الشركة والنیل من سمعتھا. استمرار وقوع مثل ھذه الحوادث خطر على الاقتصاد والسیاحة والامن والقیم التي ظلت تحكم الادارة وتوجھ المنافسة.

خطورة ھذه الممارسات وآثارھا المتوقعة على علاقاتنا وامننا ومسیرة مجتمعنا واستقراره تتطلب منا جمیعا العمل على كشف من یقوم بھذه الاعمال ویرعى المنفذین لھا. في اكتشاف ذلك لأن فیھ درءا للاخطار ووقفا للتھدید واشاعة للأمن وتشجیعا للسیاحة.

منذ سنوات أسس الأردن ادارة متخصصة للسیاحة وضع فیھا من الكوادر والموارد ما یكفي لحمایة المواقع وتحقیق الأمن لزوار الأردن والقائمین على خدمة السیاحة وتطویر خدماتھا.

لغز الاعتداء على أسطول نقل الركاب المتطور بحاجة إلى تفكیك بسرعة حتى لا تتحول الحوادث التي شھدناھا إلى انماط وظواھر یصعب التخلص منھا ولكي لا تنتقل العدوى إلى قطاعات اخرى.

الاخبار العاجلة