صراحة نيوز – بقلم علي فواز العدوان
حلف الناتو هل آن الاوان لتفكيه مقابل احلاف جديدة بدأت بالتشكل واخذ أيديولوجيا الصرعات العالمية من خلال التسليح وربط المصالح التجارية حسب رؤيا المحافظين ببداية القرن الامريكي بعيدا عن اوروبا و لمجابهة التنين في المحيط الهندي والهادي ليظهر “أوكوس “ويتبعه “كواد” وأن بداية أزمة حلف الناتو قد اشتعلت مع أزمة الغواصات الفرنسية، التي توقفت أستراليا عن شرائها وفضلت عليها مجموعة أخرى أميركية تعمل بالطاقة النووية عوضاً عن الديزل.
قبل ثلاثة أعوام بدأ التصعيد الفرنسي من حلف الناتو، وقد كان لوجود دونالد ترمب في البيت الأبيض تأثير بالغ الخطورة على الحلف الأمر الذي أدى بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للمطالبة بالتفكير المعمق في إنشاء قوة مسلحة أوروبية أقرب ما تكون إلى جيش أوروبي يعمل بعيداً عن وصاية حلف الناتو في (تشرين الثاني) من عام 2018خلال مقابلة له مع محطة الإذاعة الفرنسية .
لم يكن ماكرون وحده هو من سعى في طريق الانفصال فقبل ذلك التاريخ ببضعة أشهر أعلن الاتحاد الأوروبي عن توقيع 23 عضواً من إجمالي 28 هم عدد أعضائه على اتفاقية “بيكو”، أو “اتفاقية التعاون الدفاعي المنظم”، والتي توصف– ربما تأدباً– بأنها ذات مهام تكميلية لحلف الناتو، وليست بديلاً عنه.
و يبدو أن الخلاف الأوروبي– الأميركي قد تجاوز إشكالية ترمب، الرئيس الذي أدار البيت الأبيض بعقلية البزنس، فقد تركزت جهوده على المساهمات المالية الأوروبية ورفع أنصبة ما يدفعه الأوروبيون في مقابل خدمات الناتو وباتت المخاوف تعم أوروبا من جراء دعوات الانعزاليين الأميركيين، والرافضين لأن تكون الولايات المتحدة الأميركية شرطي العالم و بدأ الأمر في أفغانستان، واحتمالات تكراره في مناطق اخرى من العالم خصوصا الشرق الاوسط القريب من اوروبا .
وصفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية رد فعل الرئيس الفرنسي ماكرون بعد إعلان الشراكة بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا، التي عرفت باسم “أوكوس” بأنها “المقامرة الكبرى”.
باريس من جهتها حثت شركاءها في الاتحاد الأوروبي على النظر في إمكانية تأجيل المفاوضات بشأن اتفاقية التجارة المستقلة للاتحاد مع أستراليا، بسبب ما وصفته بانعدام الثقة الناجم عن صفقة الغواصات.
وبعد أسبوع من ظهور تحالف أوكوس إلى النور، كان البيت الأبيض يشهد قمة افتراضية رباعية، بحضور رؤساء وزراء أستراليا والهند واليابان، وبرعاية الرئيس بايدن.
ووصف الرئيس الأميركي: القمة بانها تجمع بين قادة ديمقراطيين يشتركون في قيم موحدة للمستقبل والعمل على مواجهة التحديات، مثل جائحة كورونا، والتغيرات المناخية، إضافة إلى التكنولوجيا”.
لا تبدو أهداف تحالف كواد QUAD كما أعلن عنها بادين لا سيما وأنها ثاني قمة خلال حكم بايدن للمجموعة التي تهدف إلى تعزيز قوة الدول الأربع في منطقة المحيطين الهندي والهادي لمواجهة نمو القوة الصينية.
هذه التحالفات تظهر الواقع الأميركي، على المتناقضات الدولية، وتسخير المتضادات الإقليمية لصالح رؤى واشنطن القطبية، وسيراً على درب مشروع القرن الأميركي، للمحافظين الجدد.
تدرك واشنطن أن الهند قد واجهت جارتها الصين منذ فترة طويلة على حدودها الوعرة في جبال الهيمالايا، ويبدو التحدي بين نيودلهي وبكين آخذاً في التصاعد.
يرى محللون أن المخاوف تتزايد في الهند حيث تقترب منافستها الصين من سواحلها عبر خط سكة حديد وطريق جديد يمنح بكين وصولاً برياً لأول مرة إلى المحيط الهندي عبر ميانمار، إضافة إلى مشاريع البنية التحتية في شرق وشمال سريلانكا.
أما اليابان وهي الضلع الثالث في مثلث الرأسمالية العالمية، فلها مع الصين مواجهة قديمة وحديثة معاً، وقد أدى تصاعد التوترات بين الصين وتايوان إلى رفع اليابان درجة الاستعداد لصراع محتمل بين البلدين، ما يؤدي بالضرورة إلى توثيق التعاون مع الجيش الأميركي، بحسب صحيفة “وول ستريت جورنال”.
ويظهر الغضب التركي الاخيرعقب أصدار سفارات كل من كندا وفرنسا وفنلندا والدنمارك وألمانيا وهولندا ونيوزيلندا والنرويج والسويد والولايات المتحدة، بيانا مشتركًا بمناسبة العام الرابع لاحتجاز عثمان كافالا محتجز بتهم تتعلق باحتجاجات حديقة جيزي في 2013 وتم إلغاء الحكم وتوجيه تهم جديدة ضده في محاولة الانقلاب عام 2016.
وتشير تسريبات عن اجتماعات الحلف الأخيرة في بروكسل، بأن العلاقة بين الطرفين وصلت إلى طريق مسدود، وأن العقول المفكرة في الأطلنطي ربما باتت تتملكها قناعة مفادها أن وجود تركيا أصبح عبئاً لا فائدة منه، وأن هناك بدائل لوجيستية لقواعد تركيا في مناطق قريبة من الأهداف التي تتطلع الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا للحفاظ عليها كثوابت.
وتظهر اللقاءات الأميركية الأوروبية الأخيرة والخاصة بمجموعة السبع، ثم حلف الناتو، إلى أن روسيا والصين عقبتان رئيسيتان، وأنه لا بد من مواقف واضحة وصريحة تجاههما في المدى الزمني القريب 2030.
كما لا تبدو تركيا شريكاً مريحاً، أو فاعلاً خلاقاً ضمن سياسات الناتو التقدمية، وذلك لسعي التركي لاقتناء صواريخ روسية من نوعية «إس 400»، تهديداً لطائرات الحلف، ثم الدور و التهديد المتواصل بفتح البوابات التركية على أوروبا، بهدف تهديد أمنها عبر إغراقها بملايين اللاجئين، و أن صداماً عسكرياً واقع لا محالة بين بروكسل وأنقرة، من جراء التنقيب التركي عن الغاز في مياه اليونان وقبرص الإقليمية.