صراحة نيوز – قال رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون لقادة دول مجموعة السبع ، الجمعة إن قمة المجموعة الجارية حاليا فرصة للاستفادة من دروس جائحة فيروس كورونا وضمان ألا يكرروا الأخطاء التي وقعت خلالها.
وقال في كلمة أمام قادة المجموعة والاتحاد الأوروبي أيضا “أرى أن من الضروري حقا عقد هذا الاجتماع لأننا نحتاج إلى ضمان أن نستفيد من دروس الجائحة، نحن بحاجة إلى ضمان ألا نكرر بعض الأخطاء التي لا شك ارتكبناها خلال الثمانية عشر شهرا الماضية أو نحوها”.
ومضى قائلا “نحن بحاجة للتأكد من أننا نسمح الآن لاقتصاداتنا بالتعافي”.
ويلتقي قادة دول مجموعة الدول الصناعية اعتبارا من الجمعة في كورنوال وسط تصميم على تأكيد وحدتهم في مواجهة الأزمات العالمية بدءا بالمناخ والوباء مع التركيز على اعادة توزيع مليار جرعة لقاح ضد كوفيد-19.
وبعد أشهر من لقاءات عبر الفيديو، يلتقي قادة الدول حول الطاولة نفسها للبحث في المشكلات العالمية وخلال حفل استقبال مع الملكة إليزابيث الثانية الجمعة وحفلة شواء على الشاطئ السبت. وتجمع أول قمة حضورية منذ سنتين تقريبا، حتى الأحد ألمانيا وفرنسا وإيطاليا والمملكة المتحدة وكندا واليابان والولايات المتحدة في منتجع كاربيس باي الساحلي في شمال غرب إنكلترا.
وستشكل ايضا “عودة” للولايات المتحدة الى الساحة الدولية بحسب التعبير الذي استخدمه الرئيس الأمريكي جو بايدن بعد سنوات من الانعزال في عهد سلفه دونالد ترامب. ستتيح أيضا “اثبات اننا متحدون في تصميمنا على إظهار ان الديموقراطية والقيم الديموقراطية المشتركة تقدم أفضل وسيلة للرد على أكبر التحديات العالمية” كما قال مسؤول أمريكي.
هذه الرغبة في إبداء الوحدة قد تطغى عليها التوترات التي خرجت الى العلن بين الأوروبيين والمملكة المتحدة حول تطبيق بريكست في ايرلندا الشمالية. لكن على برنامج العمل الرسمي خصوصا انعاش الاقتصاد العالمي الذي أضرت به الجائحة كثيرا والتوزيع العادل للقاحات المضادة لفيروس كورونا من قبل الدول الغنية التي استحوذت على العدد الأكبر من الجرعات على حساب أفقر الدول.
ومع تكاثر الدعوات إلى التضامن على هذا الصعيد، يتوقع أن يتفق قادة الدول على توفير “ما لا يقل عن مليار جرعة” وزيادة قدرات الانتاج مع هدف يقوم على “القضاء على الجائحة في 2022” على ما أفادت رئاسة الحكومة البريطانية. ووعدت الولايات المتحدة بتوفير نصف مليار جرعة فيما التزمت بريطانيا مئة مليون أخرى عبر آلية كوفاكس العالمية لتشارك اللقاحات خصوصا.
إلا أن المنظمات غير الحكومية تعتبر ذلك غير كاف. وقالت منظمة أوكسفام ان 11 مليار جرعة على الأقل ستكون ضرورية لاستئصال الوباء الذي تسبب بوفاة 3,7 ملايين شخص في العالم. وتدعو الى تعليق براءات الاختراع للسماح بإنتاج كبير. وتؤيد واشنطن وباريس ذلك فيما تعارضه ألمانيا بقوة. وربع الجرعات ال 2,3 مليار التي أعطيت في العالم حتى الآن انما أعطيت في دول مجموعة السبع التي تضم 10% من سكان العالم. والدول “الضعيفة الدخل” بحسب تصنيف البنك الدولي حصلت حتى الآن على 0,3% فقط من الجرعات.
ستكون مكافحة الاحترار المناخي أولوية أخرى في القمة التي تعتمد الحياد الكربوني، قبل مؤتمر الأمم المتحدة الرئيسي حول المناخ (مؤتمر الأطراف السادس والعشرون) المقرر في تشرين الثاني/نوفمبر في اسكتلندا. ويطمح بوريس جونسون الى “ثورة صناعية خضراء” مع هدف خفض نصف انبعاثات الغازات ذات مفعول الدفيئة بحلول 2030.
للحفاظ على التعددية الحيوية، يرغب في أن تتعهد مجموعة السبع بحماية “30% على الأقل” من الاراضي والمحيطات بحلول ذلك التاريخ. ويرتقب ان تشجع مجموعة السبع الاستثمارات في البنى التحتية المراعية للبيئة في الدول النامية لتحفيز اقتصادها وجعله خاليا من الكربون. بحسب المسؤول الأمريكي فان الأمر يتعلق باقتراح مضاد “لطرق الحرير الجديدة”، المشروع الكبير للصين الهادف الى بناء البنى التحتية في الخارج لزيادة نفوذها.
وقال إن “مجموعة السبع ستعتمد آلية تلغي الفساد، ذات معايير عالية وشفافة تحترم المناخ للاستثمار في البنى التحتية الحسية والرقمية والصحية في الدول ذات الدخل المحدود والمتوسط”. وقبل القمة، اعتمد بوريس جونسون وجو بايدن موقفا موحدا بشأن ضرورة التحرك على صعيد المناخ مع إقرار “ميثاق الأطلسي” الجديد الذي يشدد أيضا على ضرورة مواجهة الهجمات الالكترونية.
وفيما يتفق الحليفان الكبيران على الملفات الدولية الرئيسية مثل التحديات التي تشكلها الصين وروسيا وستطرح خلال قمة مجموعة السبع، لا يزال التشنج قائما بين الطرفين بشأن إيرلندا الشمالية التي هي في صلب خلاف بين لندن والاتحاد الأوروبي اثر بريكست. وفي حين امتنع جو بايدن الذي له أصول إيرلندية عن أي انتقاد علني، ينوي القادة الأوروبيون تذكير بوريس جونسون بتمسكهم بالاتفاقات الموقعة التي تريد لندن إعادة النظر فيها في مواجهة الغضب في هذه المقاطعة البريطانية.
وبحسب الشرطة المحلية تظاهر حوالى ثلاثة آلاف شخص مساء الخميس في بلفاست ضد الاجراءات الجديدة التي اعتمدت بعد بريكست.
أما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي حذر الحكومة البريطانية الخميس من ان الاتفاقات الموقعة “ليست قابلة لإعادة التفاوض”، فقد رد عليه وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب الجمعة قائلا إن “وحدة أراضي المملكة المتحدة” غير قابلة للتفاوض.