صراحة نيوز – بقلم م سمير الحباشنة
المهندس سمير الحباشنة
ربما من المناسب أن نذكر الإخوة في ليبيا من كافة أطراف المعادلة الليبية، سواء في طرابلس أو في بنغازي أو في طبرق، وأقصد اللاعبين الرئيسيين في المشهد أن الموضوع في ليبيا لن ينتهي إلا بتغليب لغة الحوار والتفاهم وإلقاء البنادق واللجوء إلى حوار قاسمه المشترك الأخوة ومصلحة ليبيا العليا، حوار على قاعدة أن لا غالب ولا مغلوب، وأن السنوات العجاف الطويلة المرة التي مرت بليبيا الشقيقة منذ انتهاء حقبة المرحوم العقيد القذافي وإلى اليوم ،كانت سنوات صعبة سال بها الدم العربي الليبي الزكي مدرارا وكان صوت الرصاص يلعلع في كل الاتجاهات والضحايا دائما من أبناء جلدتنا العرب الليبيين بل وغياب الأمن وجوع الأطفال ولجوء الإخوة الليبيين وموتهم في البحار طلبا للنجاة على الطرف الآخر من المتوسط
حرب ضروس طويلة اختلط بها الحابل بالنابل، وسمحت للأجنبي أن يتدخل في ليبيا فأصبحت الفرص مواتية لكل طرف طامع في ليبيا وبأرضها و بثرواتها أن يجد له موطأ قدم عبر مساندة طرف ليبي في مواجهة طرف آخر، مع ان مراد هذه القوى الأجنبية فقط هو السيطرة على جزء من الأرض الليبية واستغلال ثرواتها على اليابسة وفي البحر والاستفادة من موقعها الجيوسياسي الفريد .
حرب ضروس طويلة لم ولن ينتصر بها أحد، فأعوام الحرب الطويلة تؤكد بأن ليبيا لن تجد السلام والأمن عبر البندقية، وبرغم حجم السلاح الكثيف الذي يتم تزويد الأطراف المتحاربه به ، فليبيا لن تبقى موحدة ولن يهدأ بال شعبها، ولن يتحقق له الأمن الذي صار عملة نادرة ، ولن يحل السلام في ربوعها ولن تستطيع ليبيا أن تحافظ على وحدة أراضيها وشعبها إلا عبر الحوار وتغليب المصلحة الوطنية العليا على المصالح الصغيرة وعلى الاصطفافات السياسية الحزبية أو القبائلية أو المناطقية.
فليبيا التي يريدها كل عربي مخلص وكل ليبي مخلص هي ليبيا الموحدة، شعبا وأرضا، ليبيا التي يقوم بها نظام تشاركي ديمقراطي به مكان لكل الليبيين، حيث يتم تغليب مفاهيم المواطنة وتجفيف الفساد ورحيل القوات الأجنبية على اختلافها عن الأرض الليبية.
صحيح أن الكثير ، وعلى رأسهم هيئة الأمم وغيرها، حاولت أن تحل الموضوع الليبي، لكن وبتقديري أن الموضوع الليبي لن يحل إلا بأيدي ليبية، وإذا أردنا التوسع نقول بأيدي عربية مخلصة خالية الشهوة من أي مصالح على حساب ليبيا وشعبها.
وبعد، الأخوة الليبيون والعرب مطالبون بأن يبتعدوا عن التفاصيل وأن يدخلوا إلى العناوين الرئيسية وهي وحدة ليبيا شعبا وأرضا، واتمام مصالحة تاريخية وطنية تقتضي أن يتقدم الجميع بتنازلات جريئة وصولا إلى نقطة يلتقي فيها كل الليبيون ومراعاة المصالح الوطنية العليا للشعب الليبي بغض النظر عن المناطق والقبائل والتوجهات السياسية.
لغة الحوار أيها السادة هي المطلوبة ليبييا ،لغة الحوار هي المطلوب أن يدعمها العرب في ليبيا، وأن نكف عن السماح للأجانب وللأيدى الخبيثة أن تبقى كلاعب رئيسي في المشهد الليبي.
وان مجموعه السلام العربي التي كان لها دور كبير في الاتصال بأطراف المعادلة الليبية على اختلافها هي على استعداد لان تقدم الجهد الوطني الذي يمليه الضمير العربي من اجل ان يتحقق لليبيا السلام وان نراها آمنة وان يعاد اعمار ليبيا ، وان يعود دورها العربي المأمول وألق ليبيا على الصعيدين العربي والدولي.
والله ومصلحة العرب من وراء القصد.
منسق مجموعة السلام العربي