صراحة نيوز – بقلم : عوض ضيف الله الملاحمه
بداية لا بد من التنويه أن العنوان أعلاه مقتبس من خبر معنون بذكاء كتبه الأستاذ ماجد القرعان ، التجويد في معناها الحقيقي ( غير المستعار ) تعني الإجادة والتميز في الاداء والعطاء ، لكنها إستخدمت هنا للتدليل على التفنن في الاداء الفاسد ، والبعد عن الرقابة والمتابعة ، للعمل في الظلام ، والتفنن في التنفيعات ، وإطلاق العنان لسوء إدارة الدولة الاردنية ، ليتمأسس الفساد ، ولعدم السماح بالرقابة الشعبية التي تفضح كل مستور على مسؤولين لا يتصفون بالستر ، ولا يبحثون عنه ، ضاربين بعرض الحائط كل القيم الدينية والمجتمعية النبيلة ، ليوصولوا ، ويجولوا ، ويتعاونوا على الفسق ، والفجور ، والتنفيع ، بعيداً عن اي رقابة ، خاصة الرقابة المجتمعية التي تهدف صون الوطن ، وحمايتة ، وفضح الفساد والفاسدين والمفسدين ، الذين لا علاقة لهم لا بقيم ولا بدين .
الحكومات هي التي تتغنى بالشفافية والمصداقية والوضوح وتساوي الفرص بين المواطنين والبعد عن التنفيع ووضعت كما ادعت آليات تخص التعيينات في الوظائف القيادية ليتصف التعيين بالنزاهة والشفافية .. وغيرها من العبارات الرنانة التي تَخْلُبْ اللبّ ، وتُريح القلب ، وتعطي انطباعاً إيجابياً عن تصحيح المسار وتقويم النهج . وقد خالفت كل الحكومات هذا النهج الذي وضعته ، وكانت تقدم تبريرات ضعيفة، واهية ، وفي أحايين كثيرة ساذجة ، وسخيفة لا تنطلي على أبسط الناس ، وهناك أمثلة كثيرة ، نورد منها على سبيل المثال لا الحصر ، لان الفساد في وطني الحبيب لا يمكن حصر أشكاله وأنواعه وإبداعاته الوضيعة : نُذكِّر بتعيينات أشقاء النواب ، وتعيينات وزارة العدل .
الإجراء الأخير الذي إتخذته الحكومة بعدم نشر إعلانات عن تعيينات الوظائف القيادية ، يدل على ندم الحكومة على ما إدعت من شفافية وتساوي الفرص بين المواطنين ، وشعرت بانها لا يمكن ان تخرج من جلدها الفاسد ، وان ادعائها بالشفافية يوجعها ويؤلمها ، ويوبخها امام المواطنين لسهولة إنكشاف كذب الادعاء بالنزاهة والشفافية .
شعبنا الأردني واعٍ ، وذكي ، ومتابع ، يتحسس مواطن الخلل ، الذي أجهد الوطن وأتعب المواطن وضيّق عليه حياته ورزقه ، وهو بالتأكيد أذكى من الحكومات ، وتفكيره الجمعي إيجابي ، اما الحكومات فقد توارثت الفساد وتكره النزاهة وتجافي الاستقامة ، حتى أصبح أكسير حياتها ، التي نتمنى أن لا تطول .
الحكومات هي التي وضعت الآليه الزائفة ، التي كانت تعتقد انها ستنطلي على الشعب ، وهي التي ألغتها ، لانها أتعبتها .
وطن مستباح ، كان عظيماً ، وشعب عظيم ، لكنه أصبح كاليتيم على مأدبة اللئيم .