صراحة نيوز: كتب فارس الحباشنة
فرغم قصر عمره في الوزارة ، فانه ضرب رقما قياسيا في التصريحات والنفي والتراجع عن التصريحات ، والاعتذار عن تصريحات .
قد يكون من المبكر الحكم على اداء معاليه و تعاطيه مع مهنة الاعلام الشاقة و المعقدة والتي تحمل اوزار صحية و سياسية واقتصادية في بلد موبؤ .
الوزير كان يمكن يأخذ راحته في وزارة الثقافة مثلا . وما دام معاليه من اهل البلاغة والمجاز ، و من اصحاب ملكة التشفير في الخطابة و الكلام و التصريح ، فلو اختار الثقافة لابدع ، وصنع من المستحيل ممكنا في المجاز و التورية و البلاغة ، و الاستعارات ، والتشبيهات .
فما نيل البلاغة بالتنمى كما يعرف الجميع . وفي انتظار أن تؤخذ الدنيا غلابا . معاليه موهبة واكتشاف جديد ببما يملك من بلاغة و لغة مجاز ، وصانع مفارقات لغوية .
ولكن ما اعرفه ، ماذا دهى عقله و هو يعلن قرارات الحظر القاسية ليستعمل هذه المفردات دحرجت الرؤوس . هل اراد ان يوصل رسالة بانه محمي برئيس حكومة كالحجاج مثلا ؟
سواء اعتذار الوزير ام لم يعتذر فقد اوصل رسالة من عقله الباطن . فمعاليك ازيدك من الشعر بيت ما دمت من جماعة المجاز ، فان اي سياق كلامي يخفي ماورائية نفسية نابعة من اللاوعي القريب والبعيد . ارجع لفرويد وتلميذه فروم ، وماذا قالوا في هذا الخصوص ، ونوع مصادرك في القراءة .
رسالة الوزير لربما حلمها من الغرف الخلفية في رئاسة الحكومة . فابو يوسف الثقفي “الحجاج ” و بولدوزر الحكومة وترهيب و ارعاب الاردنيين ، قال ما معناه : سنضرب بيد و سيف من حديد ، و من لا يخاف سنجعله يخاف قسرا ، و من لم يأكل صفعة من كورونا فسوف تطعمه اياه الحكومة .
لعل معاليه لا يعرف أن اكثر ما استنفز الاردنيين لون ربطته . و لعله من لون الربطة متأثر بفناني مصر في الاربعنيات و مطربي لبنان في الستنيات ، و فن المسارح ، والتي تقوم على مزج الالوان و الغاء الحدود بين المناسبة و الملابس ، فالعرب قالوا لكل مقام ومقال ، ولكل مناسبة لباس !
وهناك تفسير اخر .. و الله العليم أن الوزير تحرك على خلفية فنية بالمعنى الاضيق للكلمة . وانه لا سمح الله ، مثل صفوت الشريف وزير الاعلام المصري و فاروق حسني وزير الثقافة المصري .
بفارغ السرعة شرح و فسر و عرف الوزير معنى الانتقام ، وماذا يعني الانتقام و كيف ينطق مسؤول بمفرداته . ولعل مفردة الانتقام الاكثر رواجا و استعمالا في السياسة الاردنية ، واعيد انتاجها لتشغل رحى ماكينات القرار الرسمي . انتقام تسمع صداها في كل قرار و اعلان رسمي .
فرص ثمنية امام الاعلام الاردني ليثبت اداة خشنة و غليظة و قامعة للاردنيين . و ان الاعلام يقوم بدور الاجهزة الخشنة ، فتصور وزير الاعلام حامل لمسيل دموع و عصا وقنوة .
يبدو ان الفرجة ستكون مرحة ومسلية على الحكومة وزير اعلامها الجديد ؟
فارس الحباشنة