صراحة نيوز – بقلم الأب رفعت بدر
التأم أكثر من مئتي شخص يمثلون أديان العالم في مدينة نيويورك، تلبية لنداء منظمة «أديان من أجل السلام» peace for Religions الدولية والمنبثقة عن مبادرات الأمم المتحدة منذ خمسين عاماً.
تكمن أهمية الاجتماع في كونه استكمالاً لأعمال الجمعية العمومية للمنظمة، والذي شارك به كاتب السطور (مقالي في $ بعنوان: أديان العالم على سفينة واحدة، 30 أب 2019( مع 900 شخص من 90 دولة في مدينة لينداو الألمانية.
وبعد لينداو أرسلت المنظمة استبيانًا إلكترونياً في ما هي أولويات «العمل الديني المشترك»، لتتم الدعوة في نيويورك إلى إطلاق استراتيجية العمل لمدة خمس سنوات قادمة.
ما هو الجديد؟ لعّلنا إلى اليوم نستخدم مصطلحات إيجابيّة في مجال العلاقات بين الأديان، ومنها الحوار والتعايش، لكنها لم تعد كافية وكاملة التعبير عن الحاضر والمستقبل المأمول في مجال جمال العلاقات المتبادلة. إذًا هي مرحلة «التعاون» على أرض الواقع من
أجل فائدة الإنسانية.
تأتي الخطة الإستراتيجية لمدة خمس سنوات، مع انتخاب أول امرأة، وأول عربيّة لمنصب الأمين العام لمنظمة أديان من أجل السلام، المرأة الاستثنائية عزة كرم، وهي تؤكد على حضور «المرأة» المتصاعد في مجال العلاقات بين الأديان. وقد كانت المقولة إلى الآن: «رجال الدين»، إلا أنّها يبدو أنها ستتغير إزاء المصطلح البديل: «القيادات الدينية».
المنظمة ليست سياسية، ولا علاقة لها بأهل السياسة، إلا من باب التعاون من أجل الإنسان، لذلك فإن الخطة الخمسية تتضمن ست نقاط سوف يتم التركيز عليها في قادم السنوات في العلاقات بين الأديان. وهذه النقاط هي الركائز الأساسيّة للخطة الإستراتيجية plan Strategic التي تتضمن أيضًا خطة عملية plan Action وآلية تطبيق مقترحة لكي لا يبقى الكلام حبيس الفنادق والمكاتب وطاولات الحديث. فالوقت الآن هو للعمل المشترك، وإن اختلفت طرق العبادة الله الواحد.
أما النقاط الستة فهي، أولاً: التعاون من أجل تبديل الصراعات وبناء السلام، ثانياً: تعزيز حريّة الفكر والضمير والدين، ثالثاً: شراكة من أجل العناية بالبيئة وحماية المناخ، رابعاً: المضي قدماً في الشراكة لمنع العنف المبني على الجندر (الجنس)، خامساً: بناء شراكة متجددة مع القطاع الخاص والمؤسسات الخيرية، وسادساً: الاعتناء بالتربية الدينية.
الدرب طويل، وقد تستطيع هذه الخطة أن تتحقق، وقد لا يكتب لها النجاح، إلا أنّ الأديان وأتباعها وقياداتها لم تعد مكتفية بالبرامج الحوارية، فقد آن الوقت لوضع اليد باليد، والعمل والتعاون المشترك من أجل خير الإنسانية، وذلك بدون التخلي عن المعتقد، وإنما باحترام الواحد لمعتقد قريبه، احتراماً متبادلاً.