د.العياصرة: للمكتبة الوطنية الدور الأكبر في حماية الذاكرة الأردنية وحفظها بأسلوب علمي
د.أبوحمّور: الوثائق الوطنية تراث للدولة الأردنية وثروة للأجيال ومصدر كتابة التاريخ
د.محافظة: أرشفة الوثائق واجب وطني يشمل مختلف الوزارات والمؤسسات
د. الغول: يجب الاهتمام بالتوثيق الاجتماعي والاقتصادي إلى جانب التوثيق السياسي
د. طريف: علينا مواكبة التطور التكنولوجي واستغلاله في مجال الأرشفة والتوثيق
الغزوي: أهمية توسيع العملية التشاركية للمعرفة التي تقوم بها المكتبة الوطنية
جرادات: الذاكرة الوطنية حفظتْ معالم النهضة الأردنية في ظل القيادة الهاشمية
صراحة نيوز – – عقد منتدى الفكر العربي، يوم الأربعاء 27/1/2021، لقاءً حوارياً عبر تقنية الاتصال المرئي، بعنوان: “مئوية الدولة الأردنية في ذاكرة المكتبة الوطنية”، حاضر فيه د. نضال الأحمد العياصرة، المدير العام لدائرة المكتبة الوطنية. وشارك بالمداخلات في اللقاء، الذي أداره الوزير الأسبق وأمين عام المنتدى د. محمد أبوحمور، كل من : د.علي محافظة أستاذ التاريخ في الجامعة الأردنية، و د.عمر الغول مدير مكتبة جامعة اليرموك، و المؤرخ والإعلامي د.جورج طريف، والكاتب الصحفي رمزي الغزوي، والأستاذ عبد المجيد جرادات رئيس رابطة الكُتّاب الأردنيين – فرع إربد.
أوضح المُحاضر د.نضال العياصرة مراحل البدايات في تأسيس المكتبة الوطنية ونشأتها وأهدافها، وإنجازاتها على مدى العقود الماضية، ودورها في حفظ الذاكرة الوطنية، وكذلك رؤيتها ورسالتها في هذا المجال؛ مشيراً إلى المديريات التي تتكون منها دائرة المكتبة الوطنية، ودور كل منها في تحقيق رؤية المكتبة ورسالتها عبر مختلف الخدمات التي تقدمها والأعمال التي تقوم بها بشكل دوري في مجال الأرشفة والتوثيق وغيرها.
كما أشار د. العياصرة إلى الفهرس الوطني الأردني الموحد، الذي قامت دائرة المكتبة الوطنية من خلال ما يتضمنه نظامها الداخلي من مهام ومسؤوليات بالمبادرة بإعداده. إضافة إلى المشاريع التي كُلّفت بها المكتبة الوطنية وفق الخطة الوطنية لاحتفالية مئوية تأسيس الدولة الأردنية، باعتبارها الجهة المسؤولة رسمياً عن التوثيق الرسمي.
وأكد المتداخلون من جهتهم ضرورة الحفاظ على تراث الدولة المادي، ومنه وثائقها بشتى أشكالها المكتوبة والمصوّرة والمسجّلة مرئياً أو صوتياً، وأيضاً الحفاظ على التراث الفكري والفني والأدبي، إضافة إلى أهمية عمل مؤسسات الدولة المختلفة على أرشفة وثائقها، والتعاون فيما بينها وبين المكتبة الوطنية، من أجل استدامة ذاكرة الوطن وتاريخه ونقله للأجيال. كما أشار بعض المتداخلين إلى أهمية مواكبة التطور التكنولوجي واستغلاله في الأرشفة، وعدم حصر التوثيق على الجانب السياسي فحسب، بل الاهتمام بالتوثيق الاجتماعي والاقتصادي؛ إذ إن التوثيق متكامل الجوانب يوضّح ويثبّت ذاكرة الوطن، بما فيها من جهود متوالية في بناءه، خاصة جهود القيادة الهاشمية المستمرة منذ تأسيس الإمارة وحتى اليوم، في نهضة الدولة وتطورها على الأصعدة كافة.
وبيّن د.نضال العياصرة مراحل نشأة المكتبة الوطنية وتأسيسها منذ البدايات عام 1976، ورؤيتها المتمثلة بذاكرة الوطن ورسالة النهضة، ورسالتها في المحافظة على الذاكرة الوطنية وإدامتها وصيانتها وحمايتها ونقلها للأجيال القادمة. كما أشار د.العياصرة إلى مختلف المديريات التي تتكون منها دائرة المكتبة الوطنية، والتي تعمل على حفظ النتاج الفكري الوطني بأنواعه المختلفة، وجمع المخطوطات والوثائق والصور خاصة ذات البعد الوطني، وتوفير بيئة تكنولوجية تساهم في تقديم أفضل الخدمات المكتبيّة الرّقميّة، والترويج والتعريف بأنشطة وفعاليات وخدمات الدائرة، إضافة إلى إنفاذ قانون حماية حق المؤلف.
وأشار د.العياصرة إلى الفهرس الوطني الأردني الموحد، الذي قامت دائرة المكتبة الوطنية من خلال ما يتضمنه نظامها الداخلي من مهام ومسؤوليات بالمبادرة إلى إعداده، من أجل توحيد الجهود في مجال العمل المكتبي في الأردن؛ إذ تقوم بإعداد آلية الفهرس من خلال اللجان المعنية؛ من خلال توحيد التسجيلات في برنامج موحد وبطاقة واحدة ما يوفر الوقت والجهد على الباحثين في البحث عن مصادر المعلومات.
وأوضح د. العياصرة أنه من خلال الخطة الوطنية لاحتفالية مئوية تأسيس الدولة الأردنية، فقد تم تكليف المكتبة الوطنية، باعتبارها الجهة المسؤولة رسمياً عن التوثيق الرسمي، بتنفيذ المشاريع التالية: التوثيق الإرشيفي للمؤسسات العامة في مئة عام، وأرشفة وتوثيق تطوّر المجتمع والمؤسسات الأهلية، وأرشفة وتوثيق الأحداث الكبرى والمفصلية في تاريخ الدولة الأردنية، والسجل الوطني للصور الفوتوغرافية، ومنصة التوثيق الوطنية (وثق).
وقال الوزير الأسبق وأمين عام المنتدى د. محمد أبوحمّور في كلمته التقديمية: إن الدول الطامحة إلى تطوير إمكاناتها تحرص على أن تحافظ على تراثها المادي والمعنوي، ومنه وثائقها بشتى أشكالها المكتوبة والمصورة والمسجّلة مرئياً أو صوتياً، كما على تراثها الفكري والفني والأدبي. ولذلك أُنشأت المكتبة الوطنية، وأنيطت بها مسؤولية الحفاظ على الذاكرة الوطنية؛ إذ إن هذا التراث المتنوع هو ثروة للأجيال، ومصدر للتجارب المتراكمة، عدا أنه وعاء مصادر كتابة التاريخ.
وأوضح د. أبوحمّور أن الخطة الوطنية لاحتفالية مئوية تأسيس الدولة الأردنية، التي أعلنتها وزارة الثقافة، قد منحت محاور التوثيق أهمية خاصة، ولا سيما للمؤسسات الأردنية العامة خلال مئة عام .
وبيّن أستاذ التاريخ في الجامعة الأردنية د.علي محافظة أهمية اتْباع قانون الوثائق بأنظمة عملية تعمل على بناء الصلات بين المكتبة الوطنية وأجهزة الدولة المختلفة، من أجل قيام المكتبة بتدريب موظفي هذه الأجهزة على فهرسة وتصنيف وتنظيم وثائقها، وترميم ما يتلف منها. إضافة إلى إيداع نسخ من هذه الوثائق في المكتبة الوطنية بشكل منتظم، تجنباً لضياعها أو تبعثرها.
وأشار مدير مكتبة جامعة اليرموك د.عمر الغول إلى أهمية توثيق التاريخ الاجتماعي والاقتصادي للدولة الأردنية، إلى جانب التوثيق السياسي. وذلك عن طريق إعداد مشروع يشجّع المواطنين على تزويد المكتبة الوطنية بما لديهم من الوثائق ومنها الوثائق الشخصية التي تقوم بحفظ ذاكرة وتاريخ أجزاء مختلفة من الوطن، خاصة المناطق خارج العاصمة والقرى الأردنية التي لم تُحفَظ الوثائق الموجودة فيها من قِبل الوزارات، لكنها ما تزال محفوظة لدى المواطنين.
وقدم المؤرخ والإعلامي د.جورج طريف عدة مقترحات في مجال الأرشفة والتوثيق ومنها: قيام مؤسسات الدولة المختلفة بأرشفة وثائقها عن طريق الحواسيب، بإشراف موظفين من ذوي المهارات التقنية العالية ومهارات الفهرسة والتصنيف والتنظيم، إضافة إلى جمع الوثائق التي تعود للفترات التاريخية السابقة للإمارة، خاصة المرحلة العثمانية، إلى جانب الخطابات التي تعود للملوك الهاشميين، التي تم إلقاؤها في منابر الأمم المتحدة واللقاءات الدولية، وأيضاً جمع الوثائق والبيانات المشتركة عن طريق السفارات.
وأشار الكاتب الصحفي رمزي الغزوي إلى أهمية العملية التشاركية للمعرفة التي تقوم بها المكتبة الوطنية مع جمهورها؛ إذ إن هذه التشاركية مبنية على إقامة النشاطات واستضافة الكُتّاب والمؤلفين، وعقد الحوارات معهم وبناء التفاعل بينهم وبين الجمهور فيما يتعلق بأعمالهم. وهنا تبرز أهمية القيام بمزيد من هذه الأنشطة في المحافظات، إضافة إلى تفعيل دور مكتبة الأطفال في دائرة المكتبة الوطنية، وذلك من أجل توسيع العملية التشاركية للمعرفة لتشمل فئات أكثر تنوعاً.
وركّز رئيس رابطة الكُتّاب الأردنيين – فرع إربد الأستاذ عبد المجيد جرادات على الذاكرة الوطنية، التي حفظتْ النهضة العمرانية والتطور الصناعي والزراعي والحركة العلمية النشطة في المملكة الأردنية، التي قامت بجهود بناة الوطن والقيادة الهاشمية الحكيمة منذ قيام الثورة العربية الكبرى، ومنذ أسس المغفور له الملك عبدالله بن الحسين دعائم بناء الدولة، ووضع المغفور له الملك طلال بن عبدالله دستوراً يعتبر من أرقى النظم التي تهدف لإيجاد الذات الفاعلة في نفوس الناس. كما شجّع المغفور له الملك الحسين بن طلال مواطني المملكة الأردنية على المثابرة في التزود بالخبرات العملية التي تحقق لهم التميز في الأداء، ويواصل جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه هذه الجهود في بناء الوطن والنهوض به وحفظ ذاكرته وتاريخه وتراثه رغم كل الظروف التي مرّت بها المنطقة العربية.
يذكر أن وقائع هذا اللقاء تبثّ بالصوت والصورة من خلال قناة منتدى الفكر العربي على منصة YouTube، وعلى الموقع الإلكتروني للمنتدى www.atf.org.jo.