لماذا اختار الملك اللواء حسني لقيادة فرسان الحق

3 مايو 2019
لماذا اختار الملك اللواء حسني لقيادة فرسان الحق

صراحة نيوز – كتب الصحفي ماجد القرعان

يأتي قرار جلالة الملك باجراء تغيرات في قمة هرم جهاز المخابرات العامة ( فرسان الحق ) ضمن سلسلة التغيرات التي دأب جلالته عليها في مختلف مفاصل ادارة شؤون الدولة الأردنية وفقا لمتطلبات كل مرحلة وتماشيا مع حرص جلالته على تجويد الأداء ومعالجة اية اختلالات مهما صغرت ولا يعني ذلك الاقلال من تراكم الانجازات التي يصنعها المخلصون في مختلف أجهزة الدولة فكان قرار جلالته بتكريم المدير السابق عدنان الجندي بترفيعه الى رتبة فريق واحالته على التقاعد وتعين اللواء احمد حسني لقيادة الجهاز .

حشد المهنئيين الذين أموا منزله المتواصع والذي يقع في أحد أحياء العاصمة وما سمعته شخصيا من شخصيات موثوقة قابلتهم هناك يؤكد على مكانة الرجل وسمعته وعلاقاته الواسعة ما ينبىء بأننا سنشهد على المستوى الداخلي تطويرا يأمله الاردنيون من أحد أهم الأجهزة في الدولة الاردنية … لكن السؤال هنا لماذا اختار جلالته اللواء أحمد حسني لإدارة وقيادة الجهاز ؟

الجواب حملته رسالة التكليف الملكية التي وضعت وبحرفية معهودة النقاط على الحروف وكانت تختلف بصورة واضحة عن رسائل تكليف سابقة حيث التغيير هنا لم يكن اعتياديا بل فرضته معطيات اشار اليها جلالته بوضوح وشفافية .

أولها المرحلة الدقيقة التي نمر بها حيث تواجه منطقتنا بأسرها تحديات جمة غير مسبوقة وفق ما أكده جلالة الملك ” الاردن أمام تحديات فرضتها عليه المتغيرات الإقليمية والمناخ العالمي العام ” المتوتر ” مشددا في ذات الوقت ان الاردن وكدأبه دوما وبهمة شعبه وكفاءة وقدرة مؤسساته التي في مقدمتها قواتنا المسلحة الباسلة – الجيش العربي ودائرة المخابرات العامة والأجهزة الأمنية الأخرى قد تجاوز الكثير من العقبات والصعاب وسيتجاوز بإذن الله أي عقبات ومصاعب .

وزاد جلالته بتأكيد ثقته بأننا سائرون نحو مستقبل أفضل بعزيمة الاردنيين التي لا تلين والذين يعملون جاهدين وبتفان في مؤسساتنا الوطنية كافة جاهدين وواضعين نصب أعينهم تحقيق ما فيه صالح وطننا الغالي ومواطنيه .

والإشارة الثانية في رسالة التكليف الملكية اشادة جلالته بانجازات فرسان الحق المشهود لهم كفاءتهم واحترافيتهم العالية كما هم رفاقهم في القوات المسلحة الاردنية وكافة الأجهزة الامنية والتي هي مبعث افتخار واعتزاز كل مواطن اردني مشيرا في ذات الوقت الى الحس الوطني المسؤول في تعاملهم مع المحاولات اليائسة الهادفة للمساس بالثوابت الوطنية الأردنية وتصديهم لكل من تسول له نفسه محاولة العبث بالمرتكزات التي ينص عليها الدستور الأردني في اشارة واضحة لأمرين مهمين .

الأول تعاملهم مع من يستغلون الظروف الصعبة والدقيقة التي نمر بها طلبا للشعبويات الزائلة والذي من شأنه ان يعرض الوطن للاستغلال من قبل جهات عديدة لا تريد للاردن الخير وتعمل على العبث بأمنه واستقراره.

والأمر الثاني اشارة جلالته الى ان مسيرة الجهاز المشرفة دوما لم تخلو شأنه شأن العديد من أجهزة الدولة الأخرى من بعض التجاوزات لدى قلة قليلة والتي قال بأنها حادت عن طريق الخدمة المخلصة للوطن وقدمت المصالح الخاصة على الصالح العام مشددا جلالته ان مثل هذه التصرفات والسلوكيات الفردية للقلة القليلة وعلى كافة المستويات تصاحبها وتتلازم معها بالضرورة المسؤولية والمساءلة فالمنصب العام تكليف وواجب وينبغي أن لا يحيد أحد قيد أنملة عن اعتبارات تحقيق الصالح العام وان لا تؤدي أيضا الى الوقوع في شرك إصدار أحكام عامة مغلوطة وظالمة وسوداوية حول مؤسساتنا وأجهزتنا أو التشكيك في مصداقيتها أو نزاهتها أو تفاني ونزاهة السواد الأعظم من العاملين فيها وإخلاصهم بمعنى ان تصرفات القلة القليلة تبقى تصرفات فردية .

أما لماذا اختار جلالته في هذه المرحلة اللواء حسني لقيادة الجهاز في هذه المرحلة فواضح من الرسالة الملكية ان جلالته مطلع على كل صغيرة وكبيرة ويعرف جنده وقدراتهم حق المعرفة ومتابع لكل صغير وكبيرة في مختلف أجهزة الدولة وأنه يحرص دوما ان تأتي قراراته في الوقت المناسب فالهدف الأسمى مصلحة الوطن ومصالح شعبه .

لكن الملفت هنا ما قاله جلالته في الرسالة الملكية للواء حسني ” لقد وقع اختياري عليك في هذه المرحلة لما عرفته عنك من مقدرة وكفاءة في المواقع التي توليت في دائرة المخابرات العامة لإدارة وقيادة الجهاز العزيز والعريق “

والاهم هنا ليس فقط للاستمرار، بتركيز وبوتيرة أسرع، في عملية التجديد والتحديث والتطوير الجارية فيه كما قال جلالته لضمان أعلى درجات المهنية والحرفية للجهاز ليبقى في طليعة الأجهزة التي يشار إليها بالإعجاب والتقدير في الأردن وعلى المستوى الدولي بل أيضا للعمل على تعزيز قيم النزاهة والعدل وضمان صون حقوق وكرامة المواطن وحمايتها مشددا جلالته على أهمية تمسكنا بالدستور والقانون أحد عناصر ثوابتنا الوطنية والذي يُعتبر مصدرا أساسيا لاستقرار بلدنا ومنعته ويسهم في إرساء بيئة محفزة وممكنة تقودنا إلى تعزيز وتدعيم مرتكزات الدولة الحديثة ومن شأنه بالنتيجة أن يدعم الاقتصاد الوطني ويوجد حلولاً لمعالجة البطالة وتوفير متطلبات العيش الكريم لشبابنا الغالي.

تهنئة الباشا حسني بثقة قائد الوطن لم تقتصر على زيارة حشود المهنئين له في منزله بل ايضا عبر الرسائل التي نشرها عارفوه على منصات التواصل الاجتماعي مبرزين صفاته ومناقبه وأمالهم من توليه هذا المنصب الحساس ومؤكدين على نظافته وذكاءه وشخصيته القوية وعلاقاته الطيبة الواسعة وانتماءه الصادق للوطن واخلاصه للعرش الهاشمي وأنه رجل يخاف الله .

في تاريخ الاردن اسماء لشخصيات خدمت في مختلف مواقع المسؤولية منها ما زال المواطنون يذكرونهم بالخير ومنهم و” العياذ بالله ” حنثوا بالقسم وخانوا الأمانة ففقدوا احترام الناس لهم أثناء وبعد خروجهم من مواقعهم فألسنة الخلق أقلام الحق لدرجة انهم حين يحضرون مناسبة عامة لا تجد من يرحب بمقدمهم .

وتتنوع عوامل ضعف المسؤول وعدم احترامه ما بين شخصيات تستغل الموقع العام للتنفع والتكسب وشخصيات تُتقن فنون المجاملة والمراوغة واخرى اياديهم ترتتجف عند اتخاذ القرار وغيرها تتصف بضيق الأفق ونظرتهم لا تتعدى مقدمة أنوفهم لكن الأخطر من ( يُفضلون ) الاعتماد على مدراء مكاتبهم لوضع برامجهم والتي تكون في أغلبها انطلاقا من رغبات هؤلاء المدراء ولا ننسى ايضا تأثير الشللية على البعض التي تكون محصلتها التكسب والتنفع على حساب العدالة العامة .

حمى الله الاردن وحمى قائد الوطن وكل امنيات التوفيق للباشا اللواء احمد حسني ليلمس المواطنون له بصمات في مسيرة الوطن الخالدة .. والله من وراء القصد

الاخبار العاجلة