صراحة نيوز – بقلم م أشرف طواها
يتمتع لواء الوسطية بالعديد من الميزات الفريدة والتي قد يكون من أهمها الموقع الفريد من حيث القرب من مدينة إربد (مركز المحافظة وإقليم الشمال) حيث يبعد اللواء بضع دقائق عن مدينة إربد ويرتبط فيها من خلال طريق دولي غاية في الأهمية ألا وهو شارع السلام الذي يربط مدينة اربد بالمنطقة الغربية بما فيها الأغوار الشمالية وصولا إلى المناطق الحدودية الغربية ، وقريبا سيكون لواء الوسطية أكثر ارتباطا مع جنوب مدينة إربد من خلال الشارع الدائري الجديد الذي يرتبط مع شارع السلام ويبعد أقل من خمس دقائق عن حدود لواء الوسطية وهو طريق دائري غاية في الأهمية والحيوية إذ يربط عدداً مهماً من القرى من خلال طريق سريع يصل في احدى محطاته إلى طريق إربد عمان مما يعطي مرونة غير مسبوقة في الحركة من لواء الوسطية باتجاه العاصمة عمان دون الحاجة للمرور في مدينة اربد .
ويمكن تلخيص هذه الميزة بـ ( سهولة الوصول) الأمر الذي يمكن أن ينعكس بشكل مباشر على ترويج الاستثمارات والصناعات في المنطقة لسهولة النقل البري من وإلى اللواء .
كما يمتاز اللواء ببنية تحتية جيدة متمثلة بشبكة طرق جيدة ومستوى نظافة متميز وبلدية قوية كما ويمتاز اللواء بطبيعته الريفية الجميلة وارتفاع مستوى التعليم والشباب في اللواء . ويعتبر النسيج الاجتماعي في اللواء مميزاً من حيث الانسجام والترابط في العلاقات الاجتماعية الايجابية .
تبلغ مساحة لواء الوسطية حوالي (50.0) كم2 المنظم منها يبلغ (9.0) كم2 أي بنسبة18% ويبلغ عدد السكان حوالي (42.000) نسمة موزعين على سبع قرى ذات ميزات نسبية متعددة .
إن ما سبق من مقدمة ما هو إلا توضيح سريع للمزايا النسبية للواء الوسطية حيث يمكن أن نضيف الكثير مثل وجود آلاف الدونمات من الأراضي الحرجية داخل اللواء منها ما هو قريب من التجمعات السكانية ومنها ما هو بعيد وتعتبر الطبوغرافية المتميزة للواء عاملاً هاماً آخر حيث تخترق اللواء مجموعة من الأودية المستمرة يمتد كثير منها باتجاه سد وادي العرب الذي يقع على الطرف الغربي للواء .
إن هذه العوامل سابقة الذكر تحتم علينا دراسة أكثر عمقاً للمكان والسكان لاكتشاف المزيد من المزايا التي توحي بأهمية هذا المكان وملائمة للعديد من النشاطات الاقتصادية والاستثمارية ناهيك عن النشاطات السكنية ولا أدل على ذلك من النشاط التجاري الذي ينمو باطراد تعززه الكثافة السكانية المتزايدة .
وفي نفس السياق تبرز أهمية التخطيط العمراني لمستقبل هذه المنطقة والتي تشكل 82% من مساحة أراضي اللواء التي لا تزال خارج التنظيم والتي تعد بفرصة لنشوء مدينة جديدة على بعد كيلو مترات من المدينة القديمة إلا أن المدينة الجديدة لا بد أن يتم تخطيطها على أسس علمية تأخذ بعين الاعتبار الميزات النسبية للمكان وتتلافى العديد من الأخطاء التي وقعت في المدن القديمة من عشوائية في البناء وعدم توفر متنفسات كافية لسكان المدينة كما يكمن للواء احتضان النشاطات الصناعية الانتاجية لسهولة النقل البري واحتضان العديد من النشاطات التجارية والتسويقية لتوسط موقعه وسهولة الوصول إليه من معظم المناطق المحيطة به وقريباً سهولة الوصول إليه من العاصمة .
ويمتاز اللواء بإمكانية إنشاء المشاريع الإسكانية الكبيرة المطلة على المناظر الطبيعية والقريبة من المناطق الحرجيّة الخلابة .
وفي النطاق السياحي يمكن إنشاء الاستراحات السياحية المتميزة ضمن المناطق الحرجية بمساحات كبيرة مزودة بشاليهات مطلة على الأودية والغابات الخلابة بحيث تكون مؤهلة كمتنفس حقيقي لأبناء المحافظة الأعلى كثافة والذين يقرب عددهم من المليونين .
إن الاهتمام بالمدن والتجمعات الحضرية الكبرى يجب ان لا يلهينا عن الفرصة المتاحة في التجمعات الحضرية الريفية والإمكانات الهائلة في تلك المناطق المرهونة بشكل كبير بالوقت حيث أن هذه الفرص التي تعزز نشوء تجمعات حضرية كبرى جديدة مبنية على تخطيط وتنظيم سليم يخفف الضغط على المدن ويطلق سلسلة جديدة من التفاعلات الاقتصادية البشرية التنموية في بيئة مشجعة لتطورها , ويعتبر الوقت عاملا حاسما في هذا الموضوع حيث أن تأخر التخطيط والتنظيم في هذه البيئة الجديدة يترك الفرصة للبناء العشوائي والتشوهات الحضرية بالنمو بشكل عشوائي يعيق تطبيق الكثير من المبادئ والأفكار التخطيطية , والإنصاف يقتضي أن نوضح هنا أن عملية التطور في الأحياء الريفية ليست خياراً ولكنها واقع ماثل أمامنا بل يمكن للمهتم الاطلاع عل العديد من النماذج في القرى الأردنية لأحياء عشوائية غير مريحة لمرتاديها ناهيك عن سكانها بل ويصعب اصطفاف السيارات فيها في صورة مغايرة للصورة النمطية التقليدية للقرى ذات البيوت المتباعدة والمساحات الرحبة التي لا تعرف معنى الازدحامات المرورية بل يمكن القول بأن هناك العديد من حالات الهجرة من هذه المناطق المكتظة حيث قام العديد من السكان ببيع أو تأجير عقاراتهم والانتقال إلى أحياء جديدة ذات كثافة سكانية أقل تمنحهم ميزات السكن في الريف .
وفي سياق الدراسة والتأسيس لهكذا مشروع فلا يمكن إغفال دور الجامعات الأردنية وبالذات في محافظة كمحافظة إربد تحتضن أكثر من جامعة حكومية.