صراحة نيوز-إنّ الفيروس المخلوي التنفسي الشائع حاليًا، آخذ بالانتشار في الولايات المتحدة، الأمر الذي أدى إلى اكتظاظ بعض مستشفيات الأطفال. ويتّبع فيروس الإنفلونزا الخطى نفسها، بالتوازي مع فيروسات أخرى، الغدية منها والأنفية، التي تتسبّب بنزلات البرد.
ويتزامن ذلك مع عودة الأطفال إلى المدرسة، والعائلات إلى ممارسة العديد من الأنشطة الشخصية، متخلّين عن التدابير الوقائية التي اعتُمدت خلال انتشار “كوفيد-19″، الأمر الذي يزيد من احتمال تفشي الفيروس.
ما أنواع التهابات الجهاز التنفسي التي يمكن علاجها في المنزل، وكيف؟ ما هي الأعراض التي تستوجب استدعاء الطبيب، أو دخول الأطفال إلى المستشفى؟ ومتى يتغيّب الأطفال عن المدرسة؟ وما الاحتياطات التي يمكن للعائلة اتخاذها للحد من انتشار فيروسات الجهاز التنفسي؟
تجيب الدكتورة ليانا وين، المحللة الطبية المعتمدة لدى CNN، وطبيبة الطوارئ والخبيرة في الصحة العامة، وأستاذة السياسة الصحية والإدارة في معهد ميلكن للصحة العامة التابع لجامعة جورج واشنطن، عن هذه الأسئلة، لاسيّما أنها أمّ لطفلين.
لماذا تتزايد التهابات الجهاز التنفسي؟
الدكتورة ليانا وين: لطالما كانت شائعة بين الأطفال. قبل جائحة “كوفيد-19″، كان يعاني أطفال المدراس من سيلان الأنف والسعال، على جري العادة، خلال خلال فصلي الخريف والشتاء.
نشهد ازديادًا جزئيًا بانتشار الأمراض التنفسية، ذلك أن التدابير الوقائية التي كانت متّبعة خلال الجائحة، مثل التباعد الاجتماعي، ووضع القناع، وتجنب التجمعات الكبيرة، حدّت من انتشار فيروسات الجهاز التنفسي خلال فصلي الشتاء الماضيين. وعليه، لا يتمتع الكثير من الأطفال بالحصانة التي كانوا يتمتعون بها عادةً.
ما هي التهابات الجهاز التنفسي التي يمكن علاجها في المنزل؟
وين: يمكن السيطرة على الغالبية العظمى من التهابات الجهاز التنفسي لدى الأطفال في المنزل، من خلال شرب السوائل، وتناول أدوية خفض الحرارة، والراحة. لا يشكل المرض عمومًا العامل الرئيسي الذي يحدّد حاجة الطفل للاستشفاء أم لا، بل الطريقة التي يتصرّف بها الطفل.
يثير فيروس الجهاز التنفسي المخلوي (RSV) القلق على مستوى الصحة العامة، لأنّ بعض المستشفيات تمتلئ بالأطفال المصابين به. وكانت المراكز الأمريكية لمكاحفة الأمراض والسيطرة عليها (CDC) قد حدّدت قبل جائحة “كوفيد-19″، أنّ جميع الأطفال تقريبًا سيصابون بهذا الفيروس قبل بلوغهم السنة الثانية من عمرهم، وأن حوالي 58 ألف طفل سينتهي بهم المطاف في المستشفى بسبب هذا المرض سنويًا.
واضح أنّ الفيروس المخلوي التنفسي خطير للغاية على بعض الأطفال، لذا على الأهل معرفة ما يجب مراقبته لاكتشاف إذا كان طفلهم مصابًا بالمرض الشديد. لكن معظم المصابين سيعانون من أعراض خفيفة مماثلة لأعراض البرد، ولن يدخلوا المستشفى.
وهذا الأمر ينسحب على الفيروسات الأخرى، مثل الإنفلونزا التي قد تسبب مرضًا خطيرًا للغاية، مماثلًا لـ”كوفيد-19”. من ناحية أخرى، هناك فيروسات ترتبط عادة بالزكام الخفيف، مثل الفيروس الغدي، التي يمكن أن تتسبّب بإصابة بعض الأطفال بالمرض الشديد.
ما هي عوامل الخطر الأخرى التي على الأهل الانتباه لها كي يقدّروا أنّ طفلهم مصاب بمرض شديد؟ وين: الأطفال حديثو الولادة ضعفاء للغاية. يتمتعون بمناعة قليلة، وليس لديهم الكثير من الاحتياطي الفسيولوجي، ما يعني أنه بمجرد التقاطهم للعدوى يمكن أن يصابوا بمرض شديد بسرعة كبيرة. والأطفال الذين ولدوا قبل أوانهم عرضة للخطر أيضًا، ذلك أن كثيرين منهم لم تنمُ رئتهيم كما يجب. الطفل المولود قبل موعده بشهرين يكون عمره الفيزيولوجي أصغر بشهرين من الطفل المولود في أوانه.
هناك عوامل أخرى يجب مراعاتها أيضًا، ضمنًا الأطفال الصغار الذين يعانون من أمراض القلب، والرئة، أو ضعف شديد في المناعة. في هذه الحالات على العائلات إخطار طبيبهم.
إذا كان الطفل يتمتع بصحة جيدة عمومًا ويعاني من الحرارة، أو السعال، أو سيلان الأنف، فهل على الوالدين ومقدمي الرعاية الاتصال بالطبيب؟ متى عليهم التوجه إلى المستشفى؟
وين: ثمة نوعان من العوارض الرئيسية اللذين يثيران القلق بشأن التهابات الجهاز التنفسي. الأول، صعوبات التنفس. ابحث عن التنفس المتعثر والسريع، وإذا كانت فتحتا أنوف الأطفال تتّسعان، أو إذا كانوا يتنفسّون من البطن، أو إذا كان معدل تنفسهم أعلى من المعدل الطبيعي.
والثاني، صعوبة الحفاظ على رطوبة الجسم. هذه مشكلة نصادفها خصوصًا لدى الأطفال. إذا كانوا يعانون من انسداد بالأنف فقد يصعب عليهم الرضاعة أو شرب الحليب الاصطناعي، وقد يصابون بالجفاف بسرعة كبيرة. إذا شعر طفلك بالنعاس ولم يشرب، أو إذا تدنى عدد الحفاضات المبللة، فاتصل بالطبيب على الفور.
هذان سببان أساسيان للتوجه بالأطفال الرضع والأصغر سنًا إلى أقرب مستشفى، فيها أطباء أطفال اختصاصيين في طب الطوارئ.
متى يجب أن يتغيّب الأطفال عن المدرسة؟
وين: هذا يعتمد على السياسات المتبعة في مدرسة طفلك. تطلب العديد من المدارس بقاء الأطفال في المنزل إذا كانوا يعانون من حرارة مرتفعة. وهذا الأمر ينسحب على حالة التقيوء. كما قد تطلب بعض المدارس أيضًا اختبار “كوفيد-19” للتأكد من أن سبب العوارض ليس فيروس كورونا.
ما الاحتياطات التي على الأهل ومقدمي الرعاية اتخاذها؟
وين: غسل اليدين على نحو أساسي. تنتقل العديد من مسببات الأمراض التنفسية هذه عبر الرذاذ: عندما يعطس شخص ما أو يسعل، تسقط هذه القطرات على الأسطح التي يلمسها شخص آخر ثم يلمس أنفه أو فمه. شجع أطفالك على غسل يديهم على نحو متكرر، وإذا احتاجوا إلى السعال أو العطس، فيجب القيام بذلك في باطن كوعهم أو في منديل لتقليل انتشار القطرات.
إذا كان أحد أفراد أسرتك مصابًا بعدوى الجهاز التنفسي، فيمكن أن ينتقل بسهولة إلى أفراد الأسرة الآخرين. يمكنك تقليل هذا الخطر من خلال عدم مشاركة الأواني أو المشروب مع الشخص المريض، وإبعاده عن أفراد الأسرة الضعفاء مثل الأطفال حديثي الولادة، وكبار السن.
ما من لقاح للفيروس المخلوي التنفسي لكن ثمة لقاحًا للإنفلونزا يتوجب على الأهل إعطاءه لأطفالهم. يجب أن يتم تحصين الأطفال من “كوفيد-19” إذا لم يفعلوا ذلك بعد، وتقييم ظروف العائلة بغية معرفة إذا كان على الأطفال الذين يبلغون من العمر 5 سنوات وما فوق، تلقي الجرعة المعززة الجديدة ثنائية التكافؤ.