صراحة نيوز – بقلم د.عبدالكريم محمد الشطناوي.
من خلال القراءات والإطلاع على التغاريد،وما ينشر على صفحات التواصل الإجتماعي الألكترونية نجد غزارة الإنتاج في مواضيع شتى ، وبأساليب متنوعة،تعكس وجهات نظر ورؤى الأشخاص المشاركين.
ولو تمعنا بنظرة الفاحص الناقد لهذا الكم الهائل،لوجدنا فيه الغث والسمين وهو أمر طبيعي،ولكن من المؤسف حقاً،أننا نجد غثه أكثر من سمينه:
آيات قرآنية كريمة لا يراعى الدقة في نقلها وكتابتها،أحاديث نبوية مسندة وأخرى مدسوسة، أخبار ملفقة وأخبار صحيحة،صور حقيقية وصور مفبركة،أقوال مأثورة واقوال منمقة ،أفلام محروقة وأخرى موجهة،آراء وأقوال بناءة وآراء وأفكار هدامة،حكم ودرر وأخرى تنشر الخصام والفتن،،إضافة إلى ما يستخدم من ألفاظ خادشة للحياء أو خارجة عن القيم والمثل العليا…
ومما لا شك فيه،أن شبكات التواصل قد فرضت وجودها وتواجدها على شريحة كبيرة من المجتمع،وأصبحت ذات أثر فعال في تغيير مسار كثير من جوانب الحياة الإجتماعية والسياسيةوالاقتصاديةوالثقافية إيجابا أو سلبا،
وحتى نتحاشى السلبيات ونعزز الإيجابيات،فإن ذلك يدعونا إلى تنظيم فكرنا،واتباع منهجية خاصة بالبحث والتفكير،فالإنسان مفطور بفطرته التي منحه الله إياها منذ ولادته،أنه عند بداية وعيه وتعرفه على الوسط المحيط به،فإنه يقتحم هذا العالم المجهول بالنسبة له،فيطرح السؤال الكبير لماذا؟؟؟؟؟؟ للحصول علي الإجابات،فتأتيه إجابات متباينة من حوله،وبعدها يتفحصها متخذا أسلوب الشك المنهجي للتأكد من صحة وصدق الإجابات،مبتعدا عن أسلوب الريب ( المرتاب) أو ما يسمى بالشك المطلق،أي أنه يشك من أجل أن يشك،فهو نفي للمعرفة وإنكار لليقين،بينما الشك المنهجي فهو وسيلة للمعرفة واليقين. .
وهكذا فإنه:::
ما أحوجنا إلى استخدام تفكير تحليلي،يسعى إلى تحليل المعارف والتصورات ومختلف أشكال الأراء والنظريات السائدة تحليلا نقديا يستهدف بيان حقيقتها أو زيفها، وذلك بنقد الأسس المعرفية التي تقوم عليها تلك المعارف والتصورات، ولا يشغل نفسه بفحص كل جزئية على حدة.
ما أحوجنا إلى تفكير تأملي تركيبي يساعدنا في الخروج من الأبحاث ببناء تركيبي متناسق ومتماسك يحرص على وحدة الكل حرصه على وضع كل جزء من أجزائه في مكانه المناسب….
وما أحرانا أن نكون في دراساتنا وابحاثنا،فيما يجري حولنا من حوادث وظواهر مادية أو إنسانية أن نقوم بنقد وتحليل أدوات المعرفة ذاتها، والبحث في إمكانية حدوثها،وفي الطرق الموصلة إليها،وفي تحديد شروطها،وأن نعتني بمناهج البحث التي تستخدم في الكشف عن الأسس التي تقوم عليها العلوم الأنسانية والمادية،من أجل الكشف عن مدى صلاحيتها
وما أحرانا فيما نكتبه وننشره أن نتوخى الدقة في التعبير وان لا ننجرف وراء المحسنات البديعية من سجع وطباق وجناس…ألخ على حساب المبنى وسياق المعنى، وفي نقل المعلومات أو صياغتها، ونراعي الصدق مع النفس ومع الآخرين،ولا تأخذنا في الحق لومة لائم،ونتوخى الثبات في الرأي والمواقف ما دامت قائمة على الحق ،،
وما أحرانا مراعاة الموضوعية بعيدين عن مطامح شخصية أو إرضاء لهوى أو ميل أو تحيز أو تعصب لفرد أو فئة أو جماعة،وان نتذكر وجود آخرين يطلعون على ما نكتب وأنهم قادرون على الحكم وتمييز غثه وسمينه،واحترام الرأي والرأي الاخر،
ما أحرانا أن نكتشف خطأنا ونتراجع عنه،خدمةللأجيال من بعدنا حتى لا ننقل لهم أخطاءنا بدل الصواب..