صراحة نيوز – فوجىء المراقبون لأداء الشركة الأكثر سلامة ومتانة بين الشركات الكبرى في الاردن والأقوى حضورا وتأثيرا في دعم الأقتصاد الوطني والخزينة العامة للدولة وفي تحمل مسؤولياتها المجتمعية ( شركة البوتاس العربية ) بتعين رئيس مجلس ادارتها جمال الصرايرة عضو بمجلس الأعيان والذي يعتبرون اضافة نوعية لتشكيلة المجلس الجديد للاستفادة من خبراته الطويلة وقد اثبت قدرته على تحمل المسؤولية وتحقيق النجاحات في كافة المواقع والمناصب التي تولاها لكن السؤال هنا هل ذلك تهيئة ليخلي موقعه في الشركة لشخص ما .
منذ ان تولى الصرايرة قيادة الشركة وهي تُحقق اعلى الأرباح بين الشركات الكبرى في المملكة يرافق ذلك نموا ملموسا وواضحا في صادراتها وتوسعها في مشاريعها منفردة وبالشراكة الى جانب حرضها على تحمل مسؤولياتها المجتمعية كما يجب حيث اسهمت في دعم تنفيذ العديد من المشاريع الكبرى في مختلف ارجاء المملكة بمخصصات لا تقل عن عشرة ملايين دينار في كل عام وحظيت بمباركة وتشجيع من جلالة الملك لكن الخشية هنا ان لا يخلفه في الموقع من لا يتصف بصفاته وقدرته على القيادة لتواصل الشركة مسيرتها .
قد يقول قائل ان الدستور يمنع على من يعمل في شركة عامة مملوكة للحكومة أو مسيطر عليها من قبلها بنسبة اكثر من 50 % ليصبح نائبا أو ان يتم تعينه عضوا في مجلس الأعيان وهذا صحيح لكن بالنسبة لشركة البوتاس العربية فهي شركة مساهمة عامة وتقل ملكية الدولة في رأسمالها عن 50 % ما يعني ان لا موانع دستورية دون ان يستمر الصرايرة بقيادتها خاصة وان فترة رئاسته للمجلس بحسب قرار الهيئة العامة الأخير تنتهي بتاريخ 15 – 6 – 2024 وأن حضوره جلسات مجلس الأعيان لا يُعطل عمله في الشركة .
اذا كان التوجه من تعينه عضوا في مجلس الأعيان ليخلي موقعه لشخص أخر ( صاحب حظوة ) والتذرع لتحقيق ذلك بانه لا يحق له الجمع بين المنصبين فهنالك شواهد عديدة على احتفاظ العديد من اعضاء مجلس الأعيان وكذلك النواب بمناصب مشابهة لمنصب الصرايرة لكن الفرق ان من كانوا يتولون مناصب رئاسة مجالس ادارة في بعض الشركات انها كانت مملوكة بالكامل للدولة في حين لا ينطبق ذلك على شركة البوتاس .
نأمل من صاحب القرار ان تكون الصورة واضحة أمامه ليتم اتخاذ القرار المناسب الذي فيه مصلحة الوطن والأمر هنا ليس لأنه الصرايرة فبالتأكيد ان في الأردن أمثاله الكثيرين ممن يؤمنون بأن المواطنة الصادقة عمل وانجاز والخشية مما تقدم ان مزاجا شخصيا وراء ذلك … والله من وراء القصد .