صراحة نيوز – شفيق عبيدات
اغلب الاحيان تعم الفوضى في العراق ولبنان الشقيقتين بسبب النظام الطائفي فيهما , الذي قسمه الدستور في البلدين , وبسبب هذا التقسيم الذي احدث ارباكات في تشكيل الحكومات او انتخاب رئيس للجمهورية حيث يطول هذا التشكيل للحكومات او انتخاب رئيس للجمهورية اشهر او بعض سنوات وتصبح البلاد في العراق ولبنان في حالة من الارباك ويتولى البرلمان في البلدين بسبب هذا الفراغ الدستوري ادارة شؤون البلاد حتى يتم انتخاب رئيس للجمهورية او تشكيل للحكومات .
ففي البلدين العراق ولبنان سبب كل هذه الفوضى هما الدستوران , فدستور العراق وضعه الاحتلال الامريكي ودستور لبنان وضعه الاستعمار الفرنسي وكلاهما وضعا على اساس طائفي قسما الشعب في العراق وفي لبنان الى طوائف تتنازع على السلطة والمكتسبات والولاءات وانتخاب زعامات لا يهما مصلحة الشعبين في البلدين بل مصالح هذه الزعامات تكون لها الاولوية وفقا لمصالحها الخاصة .
فدستور العراق قسم الشعب العراقي الى طوائف وضعه رئيس الادارة المدنية الجنرال ( بول بريمر ) الذي عينه الرئيس الاميركي السابق جورج بوش بتاريخ 6/6/2003 لتولي ادارة العراق بعد ان كان دستور العراق شموليا لا يفرق بين
طائفة واخرى ولا يفرخ طوائف وزعامات واما دستور (بول بريمر ) فقد قسم العراق الى طوائف وحدد لكل طائفة حصه واعطى الطائفة الشيعية رئاسة الحكومة ، والحكومة هي التي تدير شؤون البلاد والعباد , واعطى الطائفية السنية رئاسة البرلمان والطائفة الكردية حدد لها الدستور العراقي رئاسة الجمهورية.
اما الدستور اللبناني الذي وضعه الاستعمار الفرنسي فهو ايضا قسم الشعب اللبناني الى طوائف انتخبت زعامات طائفية نشاهد اليوم كيف تتصرف وكيف اوجعت الشعب اللبناني واوصلته الى حالة من اليأس والفقر والبطالة واضعفت العملة اللبنانيه
( الليرة ) واوصلتها الى الحضيض بحيث اصبــح الدولار الاميركـــي يساوي اكثر من ( 30000) ليرة لبنانيه وحدد الدستور اللبناني رئاسة الجمهورية الى الطائفة المارونية , ورئاسة الحكومة الى الطائفة السنية ورئاسة البرلمان الى الطائفة الشيعية .
فالدستوران العراقي واللبناني هما سبب كل الاشكالات والفوضى التي يصفونها بالديمقراطية هي التي اسهمت في فقر الشعبين في البلدين العزيزين اللذين نحبهما .