جاء ذلك في ادراج له على صفحة الفيسبوك خاصته تعقيبا على المقال الذي اسند للمدعو حسن اسميك وتم نشره في مجلة الفورين بوليسي والذي يدعو الى ضم الضفة الغربية وغزة الى الأردن ومنح الفلسطينيين والمستوطنيين في الضفة الغربية الجنسية الأردنية ما اعتبر ضمن الخطوات التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية على حساب الأردن .
نص الإدراج الذي جاء بعنوان ” فلسطين أكبر منهم “
بين الحين والآخر، يقززنا احدهم بطروحات وصولية تظاهرية هدفها اما الشهرة على حساب القضية الفلسطينية،اذا كان تحركه وطرحه ذاتي وشخصي،او بالون اختبار اذا كان اداة لجهة اخرى،طلبت منه القيام بمهمة ما ،من قبيل دس السم بالعسل،كما فعل احد رجال الاعمال ،ونهق عبر مجلة فورن بوليسي ،واخرج من فمه طروحات رخيصة لا يمكن ان يكون اغلى منها الا هو بذاته.
توقفت باعجاب واستغراب في آن معا ،على ردود الفعل التي اطلقها بعض الزملاء والاصدقاء على ذلك المقال منزوع الدسم والفائدة،الذي يدعو كاتبه الى تصفية القضية الفلسطينية على حساب الاردن،الاعجاب،بسبب حرص الاخوة والاصدقاء والزملاء على الاردن وفلسطين،والاستغراب،انهم اعطوا ذلك النكرة حجما لا يستحقه،وهو بلا حجم وبلا قيمة،وجعلوا منه كاتبا وسياسيا وهو بعيد كل البعد عن ذلك،وكان الاولى والافضل اهماله وتركه يخوض ويغرق في مياه آسنة تماشيا مع قيمته.
اذا كانت هناك خطورة في المقال ،فانها ليست بمضمونه ومن هو كاتبه،وانما فقط بنشره في المجلة التي نشرته،فيهي عالمية ومشهورة ،وكونها قبلت نشره على صفحاتها،فان ذلك قد يعني ان وراء الاكمة ما وراءها.
ندرك جيدا ونفهم ونتفهم حرص كل اردني وفلسطيني على الاردن وفلسطين ،لكن لكي يطمئن الجميع،فلسطين والقضية الفلسطينية ليست حقيبة سفر متاحة لمن يريد حملها والمتاجرة بها،ونذكر الجميع ،بأن دولا عظمى وصغرى عجزت عن تصفية القضية الفلسطينية،وهي تحاول تصفيتها منذ اكثر من مئة عام،كما نؤكد ايضا،ان الاحفاد والابناء اكثر تمسكا بفلسطين من الاجداد والآباء،ونجدد التأكيد آلاف المرات، ان الفلسطيني لا يقبل الا الجنة في رحاب الله عزّ وجلّ بديلا عن فلسطين،وفي ذلك نقول،انظروا الى الشعب الفلسطيني كيف يستميت دفاعا عن قمة جبل صبيح في بلدة بيتا بمحافظة نابلس،وفي بلدات وقرى اخرى ،وفي القدس وبيت لحم وجنين وطولكرم ورام الله والخليل وغيرها،انظروا كيف يحمي الفلسطيني ويدافع عن كل حبة زيتون وورقة زيتون وشجرة زيتون،بكل ما يستطيع ويملك،انظروا الى الفلسطيني الذي يفترش حطام منزله الذي يهدمه الاحتلال ويتلحف السماء ولا يغادر مكان منزله،انظروا الى الفلسطيني الذي يسابق الريح ويضحي دفاعا عن ارضه وحقه في الحياة،هل يمكن لكل هؤلاء ان يقبلوا بديلا لفلسطينهم،او ان يفكروا بوطن غيرها.
ان العلاقة الخاصة والمتميزة والمميزة التي تجمع الشعبين الشقيقين التوأم الاردني والفلسطيني،بحكم التاريخ والجغرافيا والديمغرافيا ،والتواصل الاجتماعي الاندماجي،تجعل الآخرين يعتقدون ان حل القضية الفلسطينية من السهل ان يكون على حساب الاردن،لكن هذا ابعد من المستحيل بكثير،لان في ذلك ضياع للبلدين الشقيقن معا الاردن وفلسطين،كما يجعل البعض يعتقد مع كل تطور وتحسن وانفتاح في العلاقات الاردنية الفلسطينية بداية للحل على حساب الاردن،وهذا اعتقاد خاطيء وغير معقول وغير مقبول.
نقولها بكل وضوح،الاردني تقاسم مع شقيقه الفلسطيني كل شيء في حياته،رغيف الخبو وركوة الماء،والمسكن والملبس والارض والوظيفة ،وكل مقومات ومتطلبات الحياة،مما جعل التشاركية بينهما متشابكة ولا يمكن الفصل بينهما،هذه العلاقة تؤسس لوحدة حقيقية بين دولتين مستقلتين وليس التفريط بأي منهما،وهنا لا بد من التأكيد،ان الاردني هو العربي الوحيد الذي لا يمكن المزاودة عليه عندما يتعلق الامر بفلسطين.
جميل جدا ان نكون جميعا بالمرصاد،لكل عابث او من تخول له نفسه العبث بالعلاقة الفولاذية بين الاردن وفلسطين،وافشاله واسكاته،سواء كان فردا او دولة مهما بلغ حجمها وبلغت قوتها،لن يستطيع احد فرض حلوله علينا، وصفقة القرن افضل واقرب مثال وشاهد على ذلك.