صراحة نيوز – أطلقت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بالتعاون مع المنتدى الاقتصادي العالمي اليوم الاحد مبادرة “الإنترنت للجميع” التي تتيح فرصة أكبر لجميع مكونات المجتمع الوصول إلى شبكة الانترنت والاستفادة من خدماتها في مختلف المجالات.
وقالت وزيرة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، مجد شويكة، في جلسة نظمها المنتدى الاقتصادي العالمي وشارك فيها الرئيس التنفيذي لشركة زين أحمد الهنانده، إن تنفيذ مبادرة الإنترنت للجميع في المملكة تضمن تحقيق العدالة الرقمية وتتيح للجميع المساهمة في تحقيق التنمية الاقتصادية، لاسيما وأن هذه المبادرة تتكامل مع خطة الحكومة للتحفيز الاقتصادي التي تم اعتمادها أخيرا.
وأكدت ان الحكومة تؤمن بأهمية “رقمنة” القطاع العام لدورها في زياد الكفاءة في العمل وتحسين آلياته وتطوير مستوى حياة المواطنين، معربة عن شكرها للشركاء الذين ساهموا في إطلاق المبادرة التي تعد “أداة لتحقيق ما تهدف إليه الحكومة من رقمنة العمل”.
وأشارت الى جاهزية المجتمع الأردني من الناحية الذهنية، والبيئة الداعمة والبنية التحتية، مشيرة إلى أن نسبة انتشار الانترنت وصلت إلى 85 بالمئة والهاتف النقال 150 بالمئة، فضلا عن الانتهاء من تنفيذ شبكة الألياف الضوئية التي تربط جميع مناطق المملكة في العام 2020.
وقال الوزيرة شويكة ان هناك أربعة محاور تستهدفها الوزارة من إطلاق مبادرة الإنترنت للجميع تتمثل في التحول إلى الحكومة الإلكترونية من خلال التأقلم مع البيئة التقنية، وتمكين المرأة والرياديين بتأمين من الوصول إلى شبكة الإنترنت والخدمات المرتبة بها، وتعزيز محتوى الإنترنت باللغة العربية والتحول فيها إلى مفهوم “البيانات الضخمة”، ودعم وتمكين اللاجئين، خصوصا في الوصول إلى الخدمات الصحية والتعليمية.
وقال المفوض السامي الممثل المقيم لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين السابق أندرو هاربر إن الوصول بخدمات الإنترنت للمناطق المهمشة يعد “التزاما جيدا”، مشيرا إلى أن توفير الاتصال بالإنترنت يعني الوصول إلى خدمات الصحة والتعليم وتعزيز الأمن.
وأضاف، ان الحديث عن التحول في الأجيال وتسخير الانترنت لذلك يسهم في دعم وتمكين اللاجئين ليتحولوا من اشخاص يتكلون على المجتمع إلى مساهمين فيه، مؤكدا أن الاتصال في الإنترنت “يعد مفتاح المستقبل بالنسبة للاجئين”.
بدوره، قال المدير العام لشركة سيسكو في منطقة المشرق العربي ولبنان هاني رعد إن الشركة تعمل مع الحكومة الأردنية ووزارة الاتصالات في مجالات تكوير الإمكانات المؤسسية والتدريب ودعم البنية التحتية وزيادة قدرة المملكة على المنافسة وتحقيق النمو الاقتصادي.
وأضاف، أن سيسكو تتعاون في مجال ربط المؤسسات في القطاع الاكاديمي والتربوي وشراكة طويلة اثمرت عن تدريب نحو 16 ألف طالب في النظام التربوي 41 بالمئة منهم من الإناث، الأمر الذي يدعم تمكين المرأة، مشيرا إلى اسهامات الشركة في دعم الريادة في المملكة وتعريب بعض المناهج لضمان تسريع التحول والانتقال إلى البيئة الذكية، وتبني التفكير الخلاق.
وأكد رعد أهمية تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص فيما يتعلق بربط المجتمع ككل بالإنترنت، وقال “لا يمكن أن نعتمد كليا على الحكومات، لذلك فإن التعاون بين جميع الشركات هو المطلوب”، لافتا الى ان سيسكو تتعاون في مجال توفير الانترنت للجميع مع الحكومات في أكثر من دولة في العالم، بموازاة حرص الشركة على نقل هذه التجارب إلى الأردن، وجعله نموذجا لذلك في المنطقة.
وأكد الرئيس التنفيذي لشركة زين أحمد الهناندة أهمية الجهود التي تبذلها شركات الاتصالات للوصول إلى تغطية واسعة وتوفير خيارات الخدمة أمام المستخدمين، قائلا إن الإنترنت للجميع لا يعني فقط الربط مع الشبكة، بل أيضا نوعية الخدمات التي يتم اتاحتها من خلال الانترنت بما فيها التجارة الإلكترونية والخدمات الصحية والتعليمية، منوها إلى أن التحدي يمكن في التحول الكامل نحو بيئة الدفع الالكتروني لدى المستخدمين.
وشدد على أهمية أن تكون شركات الاتصالات جزءا من هذه المبادرة وأن تنسق الشركات وتتعاون مع الجميع، وأن تشجع الاستثمارات بما يكفل مواكبة احتياجات العملاء، داعيا إلى زيادة الاهتمام في البنية التحتية للوصول إلى درجة أمان عالية في مجال الانترنت، وتحقيق المصالح المشتركة للجميع سواء المستهلكين أم القطاعين العام والخاص.
وفي رد على سؤال للمشاركين في الجلسة، قالت شويكة إن وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات تعمل وحسب مبادرة ريتش مع الشركاء للوصول إلى اقتصاد رقمي بحلول عام 2025، وذلك بالتركيز على الموارد البشرية وتهيئة البنية التحتية والتشريعات الداعمة، مضيفة ان التركيز على هذا المسار سيؤدي إلى اسهام هذه المكونات في إدماج التكنولوجيا في مجالات عديدة، و “المضي قدما في هذا الاتجاه سيسهم في خلق100 و150 ألف وظيفة في مختلف القطاعات انطلاقا من المنصة الداعمة “الانترنت للجميع”.
وأكدت الوزيرة شويكة جدية الحكومة في توفير البيئة الداعمة والممكنة لانتشار الانترنت والخدمات المرتبطة فيها من خلال تني موضوع “الرقمنة” ضمن خطة التحفيز الاقتصادي لتأكيد قدرتنا على التميز في التأقلم مع التكنولوجيا، قائلة “لم نعد نتحدث عن حكومة إلكترونية، بل أصبحنا نتحدث عن حكومة ذكية. نحرص على أن تسود العدالة الرقمية بتوفير الانترنت للجميع”.
ولفتت في هذا الصدد إلى أهمية المكاتب البريدية المنتشرة في جميع مناطق المملكة ومحطات المعرفة التابعة لها في توفير الخدمة المجتمعية في المجال التقني للوصول إلى مرحلة “تعليم، وتمكين، وإشراك، لأن توسيع خدمات الإنترنت أصبحت واجبا علينا جميعا”.
فيما أكد هنانده، في تعليق على الأسئلة التي تم طرحها، أهمية التركيز على الشباب، معربا عن سعادته بأن يكون الشباب محل الاهتمام للمشاركين في المنتدى وعلى أعلى المستويات، “فهم، أي الشباب، يتطلعون للمستقبل بتفاؤل، وذلك اعتمادا على التكنولوجيا”.
وقال “حتى تكون مشاركة الشباب أقوى، يجب أن يكون هناك ثورة تكنولوجية تؤدي إلى ثورة في مجال توفير فرص العمل، وهذه الثورة تقودها التكنولوجيا؛ فهي الحل الأمثل للتحديات التي تواجهنا حاليا أو سنواجهها في المستقبل. مبادرة الانترنت للجميع تعد منصة للإيجاد حلول للمشكلات التي تواجهنا”.