صراحة نيوز – اعرب وزير الداخلية الاسبق حسين المجالي عن قناعته انه لم يعتري عملية مقاومة العمل الارهابي الاخيرة التي وقعت في الكرك اي خطأ في التنسيق الامني وانما وقعت اخطاء في ادارة الازمة ميدانيا مؤكدا ان هذا في العمل العسكري يحدث عندما تكون الامور ضبابية.
وقال المجالي خلال محاضرة القاها يوم امس الثلاثاء امام نادي روتاري اونارويل في اجتماع مشترك مع نادي روتاري عمان في فندق كمبينسكي بحضور 90 عضو روتاري من مختلف النوادي الروتارية في الاردن ان جهاز الامن العام لم يرتكب اي خطأ اثناء عملية التصدي للعملية الارهابية التي وقعت مؤخرا في الكرك بل اظهر بسالة وتضحية عظيمة اثناء الازمة كونه جهاز مدرب ومهني وحرفي على اعلى مستوى.
واضاف ان ظروف المعركة مع الارهابيين كانت ضبابية وفي العمل العسكري انه عندما تكون الامور بهذا الشكل فمن الممكن ان تتخذ قرارات ميدانية يعتريها الضبابية.
وذكر في الوقت نفسه ان العملية اعتراها سلسلة اخطاء ولكنها ليست اخطاء جهاز الامن العام دون ان يفصح عمن ارتكب الخطأ مشيرا الى ان كلفة تلك الاخطاء كانت عالية.
وقال ان اهم ما ميز عملية الكرك هو موقف المواطن الاردني الذي كان عونا ونصيرا للامن العام مبينا ان ايا من عائلات الارهابيين لم يتسلموا جثث الارهابيين مما اكد انحيازهم الكامل لصالح الوطن.
وتطرق المجالي الى ما نسب اليه بانه استخدم الامن الناعم في فترة توليه ادارة الامن العام مؤكدا أن هذا ليس صحيحا نهائيا ولا يوجد شيء اسمه الامن الناعم مبينا ان ما جرى هو كان عبارة عن تعامل حضاري مع الاحداث.
وقال ان تلك الفترة التي اتهمت بانها فترة الامن الناعم شهدت اكبر عمليات التصدي للجريمة وقضت على سرقة السيارات وحاربت بقوة تجار المخدرات.
وتحدث المجالي عن مجمل الاوضاع الصعبة التي يعيشها الاردن بفعل دخول الاقليم في صراعات لا أحد يستطيع التنبؤ بها ولا زالت ترخي بظلالها على اوضاعنا المحلية وتضغط على الاقتصاد بقوة مما جعل الموازنة العامة للدولة تعاني عجوزات خطيرة.
وأشار الى ان المشكلة الحقيقية التي يواجهها الاردن حاليا تكمن في أن التحديات الخارجية باتت مرتبطة بالتحديات المحلية وتؤثر تأثيرا مباشرا على الحياة اليومية للمواطنين.
وعلى الصعيد المحلي قال ان من ابرز التحديات التي يواجهها الاردن هي تنامي العنف والعنف الاسري وانتشار الجريمة والمخدرات اما على الصعيد الاقتصادي يواجه تعاظم المديوينة والعجز في الموازنة وتنامي نسب البطالة.
واضاف ان من ابرز التحديات التي يواجهها واقعنا الاجتماعي والاقتصادي يتمثل غي الاعداد الكبيرة للاجئين الذين باتوا يشكلون عنصر ضغط على الاقتصاد والبنية التحتية والتعليم والصحة والبيئة ويسكون له على مدى العشر سنوات القادمة على واقعنا الاجتماعي.
وحول التحديات الخارجية قال المجالي ان ابرز ما يواجهه الاردن هي التطورات على الحدود مع سوريا بفعل تراخي الجانب السوري في ضبط حدوده معنا وتركه للتنظيمات المتطرفة مما يحملنا اعباء اضافية امنيا واقتصاديا مشيرا الى ان نفس الحالة نواجهها على الحدود مع العراق.
وبين ان الحالة الامنية على الحدود باتت ترخي بظلالها على عمليات الاستيراد والتصدير حيث ان الصادرات الاردنية متوقفة تماما عبر سوريا وباتت الطريق البرية لوصول بضائعنا الى اسواقها مكلفة للغاية الامر الذي يشكل خطورة على الصناعة والتجارة الاردنية.
وأشار الى انه على الصعيد السياسي فإننا نواجه الآن تحديات جسام بفعل المتغيرات الدولية معربا عن قناعته بان هذه التحديات تكمن في وصول دونالد ترمب الى الرئاسة الامريكية حاملا وعود بنقل السفارة الامريكية الى القدس.
وقال أن علاقتنا الثنائية مع الولايت المتحدة الامريكية مستقرة على الصعيد الثنائي وتشهد تطويرا مستمرا الا ان سياسات امريكا تجاه القضية الفلسطينية والاجراءات المتوقع أن تتخذها ادارة ترمب تجاه هذه القضية وابرزها نقل السفارة الى القدس سيرخي بظلاله على العلاقات مع الاردن الذي اعد خطة سياسية للتعامل مع هذه المستجدات.
وحول الاوضاع الامنية في الاردن أكد المجالي ان الاردن آمن وسيبقى آمنا بغهل احترافية جهاز الامن العام وكافة الاجهزة الامنية في الامن على الساحة المحلية مبينا في الوقت نفسه ان هذا الامان لا يعني بالمطلق عدم وجود تهديدات كتلك التي تواجهها كل دول العالم.
وقال المجالي على أنه لاول مرة يكون فيها للارهاب عنوان ودولة مزعومة لها انصار من المتطرفين في كل مكان في الدنيا مشيرا الى ان الساحة الاردنية فيها فكر متطرف وإن كان بنسب قليلة وتحت السيطرة ولكنها تنقى عنصر تغذية للمنظمات الارهابية المسلحة مشيرا الى ان في سوريا وحدها يوجد 883 تنظيما مسلحا وكلها تسعى الى استقطاب انصار لها من كل دول العالم.
وأعرب عن قناعته أن الارهاب يحارب بالسلاح ولكن الفكر المتطرف لا يمكن محاربته بالسلاح بل بالفكر المستنير المحاور للفكر الضلالي شريطة ان نفرق ما بين الدين والتطرف وان تكون حجتنا الدينية قوية وواضحة.
وقال نعم في الاردن فكر متطرف ولدينا جماعات متطرفة وسبب وجود هذا التطرف يكمن في الاسرة والحارة والمدرسة والاعلام معربا عن تأييده القوي لخطة اعادة النظر في التربية والتعليم التي تواجه للاسف محاولات اجهاض.
واضاف الى أن الفقر والعوز يمكن ان يؤدي الى التطرف ولكن ليس عنصرا اساسيا مقابل العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص.
واعرب عن قناعته بان التصدي للفكر المتطرف يجب ان لا يترك للاجهزة الامنية وحدها بل يجب ان تكون هناك جبهة وطنية عريضة مشكلة من القطاع الخاص والمجتمع كاملا للتصدي لآفة التطرف.