صراحة نيوز -بقلم منصور العبادي
في ذكرى معركة الكرامة الخالدة يستذكر الأردنيون تضحيات أبطال الجيش العربي المصطفوي، الذي سطر بأحرف من نور أجلّ المعاني، وأبهى الصور التي تجسد معنى الذود عن الحمى وصون الكرامة .
فكانو الجند العظماء والشهداء وهم الظافرون بالنصر، الوافون بالنذر ،إذ نذروا حياتهم لله والوطن ، فكانت الكرامة كيوم بدر الذي أعز الله فيه الأمة الإسلامية ، واستوعب الصف المقابل أن لا حياة له مع هذه الثلة المؤمنة بربها المدافعة عن أرضها وعرضها و عن تراب الأردن الطهور.
فكانوا مقبلين غير مدبرين ، مكبرين ومهللين ، عازمين على اللاعودة إلا بإحدى الحسنيين، فنالوا شرفا وافيا لايجاريه إلا هم، ولا ينازعهم عليه منازع.
بطولات قصت حكايات تخلدت في الصفحات، وعنونت بخطوط ملأت الأرض عرضا وطولا تضحياتكم، وخوفكم على مصير الأردن وشعبة، فغيرتم بسطوتكم وعزيمتكم وبطولاتكم الكبرى مفاهيم العدو، وأحرقتم خرائطه ومخططاته، وحطمتم أسطورته المزيفة.
أودعتم فينا نصرا عظيما، فما زلنا بكم منتصرين، وأرهبتم قوة كانت تفوقكم عتادا، فكسرتم شوكتها إعدادا واستعدادا، ومازالوا مُرهوبين منكم منكسرين .
وفي وقت عَسِر كانت قوات العدو المتربصة ترسم طريقا ظنته سهلا ميسرا، وكانت أسود الجيش العربي تنتظر بشوق للقاء تلك الأرتال الغاشمة المحتلة، فذاقوا وبال أمرهم، وانتزعت القلوب التي في الصدور ، وسطر النشاما بدم زكي على تراب الأردن الطهور، أروع حكايات المجد وروايات العز والفخر، تتغنى بها الأجيال وتتعاظم بها الأفعال لا الأقوال، رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فنالوا الجائزة الأسمى والوسام الأعظم، أحياء عند ربهم يرزقون.
ومازالت الكرامة الحصن المنيع الذي تسيج به الأردن من الأيد الغادرة الغاشمة المتربصة، والذي تحطمت عليه أمال العدو وسفّه أحلامه، وأظهر ضعفه ووهنه لأمة العرب إلى يومنا هذا.
وتستذكر الأمة ذلك الميدان العربي من ميادين الفخر والإعتزاز والقوة والمنعة ، يوم كان جنوده وضباطه وقيادته عازمين على النصر ودحر الطامعين إلى ما هو أبعد من الهزيمة، ولقواتنا المسلحة العزة والكرامة.
وبقيت معركة الكرامة الملحمة التاريخية ، التي جسد فيها بواسل الجيش العربي معنى الدفاع عن الوطن ومعنى التضحية والفداء، ليظل الأردن عزيزا كريما معافى بقيادته الهاشمية، وجيشه العربي الأبي، وشعبة الأردني .
وباتت أرض الكرامة منذ واحد وخمسين عاما مزارا للأردنيين إلى تلك البقعة الكريمة من أرض الحشد والرباط، التي تحوم فيها أرواح الشهداء الطاهرة، يلتمسون الدروس والعبر من عبق ووحي التضحيات، ومن ميدان الشرف والكرامة والعز.
رحم الله شهداء الكرامة ، وطوبى للجيش العربي المصطفوي المنصور…وسحقا للعدو المنكسر.