مكافحة الفساد .. هل الفساد نقص .. أم زاد ؟؟

17 نوفمبر 2019
مكافحة الفساد .. هل الفساد نقص .. أم زاد ؟؟

صراحة نيوز – بقلم عوض ضيف الله الملاحمه

بعد ان إنتشر الفساد وعمّ ، وساد ، وأهلك البلاد والعباد ، تشكلت هيئة النزاهة ومكافحة الفساد ، للِرتق ، أو لِلفتق ، لكن يبدو ان ثوب الوطن أصبح بالياً ، لدرجة تستعصي على الرتق ، وللتعبير عن ذلك لا أجد ابلغ من بيتين من الشِعر ، للشاعر الاردني المتميز / صيام المواجده ، حيث يقول :-
كالثَوبِ ذَابَ وليس يُمْسِكُ إبْرَةً / ما عَادَ تَنْفَعَهُ رِقاعُ مُرَقِعِ . والنُصْحُ عِندكَ ليسَ يَبلُغُ قَصْدُهُ / كالمِشْطِ مُلْقَىً في جِرَابِ الأَصْلَعِ .

حيث فاجأتنا الهيئة ، بعد إعلانها عن قضايا فساد كبرى ، وفي الواقع تبين انها قضايا صُغرى ، أعلنت الهيئة بانها تعاني من قوى شدٍ عكسي ، تمنعها قوى الشد العكسي هذه من ممارسة عملها . وبما ان الهيئة تعرف جيداً ان أهم المطالب الشعبية ، للأردنيين الشرفاء ، من اكثر من عقد من الزمان ، تتمثل في المطالبة بمحاسبة الفاسدين ، واسترجاع أثمان مقدرات الوطن التي تم بيعها بأبخس الأثمان ، وحتى هذه الأثمان البخِسة ، تبخرت ، ولا نعرف أين ذهبت ، وإختفت ، لماذا لا تركن ، وتستنجد ، وتعتمد ، وتعول ، وتستقوي على قوى الشد العكسي الفاسدة ، بقوة الشعب ، الضاربة ، الشريفة ، المنهوبة مقدراتها !!؟؟ أم انها حجة ، يتم الاختباء ورائها !؟ لدى الهيئة قوانين داعمة ، ونافذة ، ورادعه ، وإرادة شعبية مسانده ، إركنًوا اليهما ، وعليهما ، لمحاسبة كبار الفاسدين .. أُكرر .. كبااااار الفاسدين ، الصِغار في قيمهم ، وأخلاقهم ، وإنتمائهم ، ودينهم .

المطالب الشعبية ، الجماهيرية من الأردنيين الشرفاء ، الذين يعانون مرارة العيش ، وضيق ذات اليد ، بسبب سلب ، وسرقة مقدرات الوطن ، وإلتجاء الحكومات المتعاقبة الى جيب المواطن الخاوية أصلاً ، تتمثل هذه المطالب بالقبض على الفاسدين الكبار الذين سرقوا المليارات ، واستعادت ما نهبوا ، لا ان تُجهد الهيئة نفسها ، وتضيع وقتها ، بمطاردة صغار الفاسدين ، والمرتشين ، لان ذلك لا يُحدث فرقاً ايجابياً ملحوظاً ، على الوطن والمواطن . وهذا لا يعني إغفال أي فساد مهما صَغُر ، لكنها دعوة للتركيز ، وإعطاء الأولوية الى قضايا الفساد الكبرى ، التي يُحدث تحصيل مبالغها الكبيرة تأثيراً ايجابياً على موازنة الدولة المتهالكة ، كما يُحدث أثراً ايجابياً شعبياً بتنفيذ مطالب الشعب بمحاربة الفساد .

كل التقدير ، والاحترام للهيئة وكافة العاملين فيها ، الذين نقدرهم ، ونحترمهم على المستوى الشخصي والفردي . آملين منها ان تُرتب أولويات عملها حسب كِبر ، وحجم ، وضخامة المبالغ التي سرقها الفاسدون ، حتى تُحدث فرقاً ايجابياً ، وتُبرد صدور المواطنين .

الاخبار العاجلة