أحداث الأزمات السيئة في المنطقة العربية بشكل عام وأحداث الازمة السورية الأسوأ بشكل خاص ، إنعكست علينا وبالاً في الأردن وبشكل مباشر وكان لها تأثيرات سيئة لا أحد ينكرها ، إقتصادية وإجتماعية وأمنية .
الأزمات تلك ساهمت بشكل أو بآخر في إفقار الشعب الأردني ، وتغول الحكومات المتعاقبة عليه ، وبداية تلاشي الطبقة الوسطى ، وتزايد أعداد الجرائم وإنتشار الفساد والبطالة ، وظهور وبروز كثيراً من مكامن الخلل والضعف في بعض أجهزة الدولة المختلفة .
تلك الأحداث جعلت الفرصة مواتية لإصلاح حقيقي ، وهو ما التقطه جلالة الملك المعظم كعادته دائماً قبل الحكومة الرشيدة ومراكز صنع القرار التي تصر على البقاء متأخرة دائماً ، خصوصاً بعد انقطاع المساعدات من دول الخليج ، مما يجعل الأردن مضطراً لا بل مجبراً أكثر من أي وقت مضى على مساعدة نفسه بنفسه .
من هنا كانت البداية الفعلية لثورة جلالة الملك التصحيحية في جميع مفاصل الدولة ، والتي على إثرها إتخذ عدة قرارات هامة ومفصلية في تاريخ الأردن ، كان من أهمها تطوير جهاز القضاء وتحسين قوانينه المختلفة ، وإعادة هيكلة القوات المسلحة ، وإعادة هيكلة جهاز الأمن العام ، وإعادة هيكلة مجموعة من المؤسسات والوزارات المختلفة .
كما اتجه جلالته وبصورة واضحة ومباشرة لتشكيل مجلس سياسات اقتصادية يرأسه شخصياً ، وبدأ أول ايعازاته بدراسة الضرائب الباهظة على الشعب وتخفيضها ، وذلك تماماً بعكس ما تقوم به الحكومات الاردنية المتعاقبة منذ سنوات .
هذا هو جلالة الملك عبدالله الثاني المعظم ينتصر لشعبه وعشيرته كعادته ويقود ثورة تصحيحية حقيقية ، ويعلنها مؤخراً في لقائه مع أهالي محافظة عجلون ، ويخبرهم أنه وجه الحكومة لتخفيض النفقات ، والرواتب العالية للمسؤولين والمياومات والامتيازات ، والعمل على التخفيف من حدة الفقر والبطالة ، وحماية الفقراء والطبقة الوسطى، خاصة في ظل الظروف الحالية الصعبة ، والتركيز خلال الفترة القادمة على المشاريع الإنتاجية، وتوفير فرص عمل كأولوية في عام 2017 ، وعلى ضرورة التنسيق بين الجميع ، والعمل بروح الفريق الواحد، حكومة وأعيانا ونوابا ، لما فيه مصلحة الوطن .
هذا هو جلالة الملك الأب والقائد ..
المنحاز دائماً والمنتصر أبداً لشعبه ووطنه .. والسباق لتحسس أوجاعهم وآلامهم …
حماك الله يا أردن ، حماك الله جلالة سيدنا .. سر ونحن معك وبك ماضون ، واضرب بيد من حديد يد كل فاسد وخائن ، وحماك الله يا شعب النشامى .
عاكف الجلاد