د. أبوحمور: التعاون والتكامل وإدارة مصادر الندرة مالياً والوفرة في الطاقات البشرية لرفع معدلات النمو عربياً
د. أبوحمور: مكافحة الفقر والبطالة أهم وسائل نزع جذور التطرف والإرهاب وعلينا التخطيط لمستقبل أجيالنا
الرياض – صراحة نيوز – دعا د. محمد أبوحمور الأمين العام لمنتدى الفكر العربي إلى إعادة بلورة العمل الاقتصادي العربي المشترك وفق أسس مناسبة لمعالجة آثار تراجع معدلات النمو والبطالة، والحروب والنزاعات الناتجة عن تداعيات الربيع العربي في المنطقة، مؤكداً أهمية دور الصناديق السيادية العربية في تعزيز الاستثمارات البينية للدول العربية ورفع نسبتها التي لا تتجاوز حالياً 20% فيما 80% من هذه الاستثمارات خارج الوطن العربي، وتوظيف العوائد المالية العربية بالشكل المطلوب في التنمية الشاملة.
وقال د. أبوحمور في ورقة العمل التي قدمها في الجانب الاقتصادي ضمن أعمال منتدى تحالف عاصفة الفكر (تجمع مراكز البحوث العربية) – النسخة السادسة الذي افتتح برعاية الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، بتنظيم هيئة الصحفيين السعوديين في الرياض، يوم الاثنين 9/4/2018: إن أحد أهم وسائل مكافحة التطرف والإرهاب يكمن في مكافحة حالات الفقر والبطالة، والعمل على إيجاد العدالة في توزيع الفرص بين المواطنين داخل القطر الواحد أو بين الأقطار العربية نفسها في إطار من التعاون والعمل المشترك، وإدارة الوفرة من حيث استثمار الطاقات البشرية، وأيضاً إدارة الندرة في استثمار المصادر المالية العربية لتجنب المزيد من انتشار جيوب الفقر والبطالة التي بلغت نسبتها في الوطن العربي 17,9% وهي النسبة الأعلى عالمياً وتمثل 3 أضعاف المتوسط العالمي، فيما نسبة الشباب العربي حالياً 50% من مجموع السكان وستصل هذه النسبة إلى 70% في عام 2030 حيث ستكون الفرصة السكانية مهيأة للانتقال إلى مستقبل مزدهر وفي نفس الوقت تمثل هذه النسبة تحدياً كبيراً يتطلب التعامل معه تخطيطاً استراتيجياً ورؤية واضحة في المنطقة العربية حتى لا نصبح جزءاً من خطط الآخرين وأجنداتهم في هذه المنطقة.
وأوضح د. أبوحمور الأبعاد الكارثية والكلف الباهظة للربيع العربي والحروب التي تشهدها بعض الدول في المنطقة؛ مشيراً إلى خسارة ما يعادل 1,5 تريليون دولار من الدخل القومي العربي بسبب ذلك، منها خسائر بمقدار 50% من الاقتصاد في سوريا، و30% من اقتصاد اليمن، فضلاً عن الخسائر المستمرة في دول أخرى كالعراق وليبيا، وتزايد أعداد اللاجئين إلى حوالي 14 مليون لاجىء في الوطن العربي، وتراجع الاستثمار المباشر بين الدول العربية إلى 60 مليار دولار، إضافة إلى تراجع معدلات السياحة وحوالات العاملين خارج بلدانهم.
وقدم كايد هاشم مساعد الأمين العام في منتدى الفكر العربي ورقة عمل حول البعد الفكري والإعلامي لمواجهة التطرف والإرهاب أشار فيها إلى أن التكامل بين الجوانب العسكرية والمالية والفكرية والإعلامية شرط أساسي لضمان الأمن الإنساني بمعناه الشامل، ودعا إلى إعادة بناء الصورة الذهنية الحقيقية والمتكاملة للإسلام والمسلمين باعتبار ذلك مهمة مطلوب تحقيقها على صعيدي الفكر والإعلام، وعلى صعيد مساهمتهما في استعادة الهُوية إزاء محاولات تذويبها لصالح أجندات خارجية وتقسيمات تُضعف كيان الأمّة، وهُويّات فرعية طائفية ومذهبية وإثنية وجهوية تعمل على التفتيت والتباعد بين مكونات المجتمعات، وبالتالي إبقاء الوضع في حالة نزاعات وعدم استقرار، معتبراً أن التحديات يمكن أن محفزاتٍ للنهوض نحو مشروع لتكتل عربي وإسلامي وسط التكتلات الدولية المتنافسة.
وأضاف أن الخطاب الفكري والإعلامي الوسطي ينبغي أن تكون له مسارات متعددة في اتجاه المجتمعات العربية والإسلامية في مواطنها الأصلية، وفي الغرب أيضاً حيث الجاليات الإسلامية لمساعدتها بصورة منهجية تدريجية على معالجة الشروخات والاختلالات التي أصابت بنيتها الاجتماعية والثقافية جراء الممارسات العنفية والإرهابية.
يذكر أن منتدى تحالف عاصفة الفكر في الرياض شارك فيه مثقفون وإعلاميون وممثلو مراكز دراسات من عدة دول عربية.