صراحة نيوز – بقلم اطراد المجالي
حلمت أمس” وخير والصلاة على النبي” أنني أرى ولي العهد الحسين بن عبدالله الثاني في رحلة صيد في الجنوب، وكان لديه صحبه من حرس وجنود، ولأن الصيد يُغري صاحبه، ابتعد ولي العهد عن صحبه وحرسه، فصار في منطقة بالقرب من احدى قرى الكرك التي تشابه قرى الاردن، فإذا به يلتقي إحدى العجائز ويسألها أين الطريق الرئيسي يا جدة، فسألت العجوز: هل أنت غريب من العاصمة؟ فأجاب الامير: نعم، فقالت: يا مرحبا بالضيف ” اقلط” أي أهلا وسهلا بك في بيتنا “على المقسوم” أي على ما فيه، فأجاب الأمير طلب العجوز و” قلط”. فقامت العجوز وبعد أن رفعت ثلاثة ” لحافات ” أي غطاء النوم كالحرام، بإخراج نصف دينار بعضها قروش وأرسلتها مع الصبي ليأتي بما تُضيّف به الأمير، فكانت قارورة من نوع “ميرندا” ، وقامت العجوز باستلام القارورة برفق وحرص لتضييف الأمير الذي لم يستطع أن يُكمِل كأسه من هول ما رأى، كيف يقوم الصبية من الجوع ” بتغميس الخبز بالميرندا”، ويزيدون ويزيدون عليها من الماء للتمتع بشكلها البرتقالي كلما شعروا بأنها ستفرغ.
فبدأت هنا أسئلة الأمير، قائلا: يا جدة ماذا كان يعمل زوجك؟ فأجابت: كان رحمه الله فارسا من جنود أبو عبدالله، و لي أبناء أيضا بالجيش الآن جنود في جيش أبو حسين، وبدأت العجوز تُسطّر بطولات الزوج وحمية الأولاد على الوطن مشيرة الى ما يزيد عن عشرة صبية قائلة: هؤلاء هم احفادي، فقاطعها الأمير قائلا: هل يكفيكي تقاعد زوجك وما يبرّ به أولادك عليك؟ فأجابت: الحمدالله، وهي تحتبس الدموع من الفاقة، وخافت أن تُضجِر الضيف فبدأت تُحدّثه، بأنها سمعت أن الملك المؤسس عندما وقف مطلا على قرية ضانا في الطفيلة سأل مرافقيه: هل يدفع أهل هذه القرية” المكوس” أي الضريبة؟ فأجابوا: نعم يا مولاي، فقال الملك المؤسس: والله لو أني من هذه القرية لما دفعت للدولة.
وبدأت تُحدّثه أن الأمر يسوء، ولكن صلابة أهل القرى والوطن لا يكسرها جوع، فانتفض ولي العهد من قول العجوز، وقال: كيف ترين الوضع الآن يا جدة، فأجابت الجدة باستحياء: الله يكون بالعون، يقولون سوسا يسمّوه فسادا دخل “الطياب” وتقصد القمح المحصود النظيف، وندعو الله السلامة، فما لنا غير الله، فقال يا جدتي: ماذا تقترحين على الملك، فأجابت بكل دقة ومباشرة: أن يكون ملكا يا جدتي، فأسرّها ولي العهد في نفسه، وقال في وجدانه: أنا أيضا لو سألتها ماذا تريدين من ولي العهد لأجابت: أن يكون وليا للعهد.
فقام الأمير وفي داخله ما فيه من السخط على كل من أوجع مثل هذه العجوز وابنائها واحفادها والتي احتفت بالوطنيين زوجا وأولادا، وتفاجأ عندما خرج بقول العجوز: لقد كنت يا صغيري على الطريق الرئيسي عندما التقيتك ولكنك كنت لا تراه والان اعتقد من لمعان عينيك انك تراه، في امان الله يا ولدي، هذه حلمي يا سادة فهل من مفسر؟؟؟